التعليق الأمريكي على احتجاجات إيران...لمصلحة مَن؟!
17 ربيع الثاني 1439
د. زياد الشامي

في تعلق جديد له على احتجاجات إيران المستمرة منذ أيام غرد الرئيس الأمريكي على حسابه على تويتر قائلا : "إن العالم يراقب ما يحدث في إيران من قمع واعتداء على المتظاهرين، مرفقا التغريدة بوسم «هاشتاج». #IranProtests

 

 

وأضاف : "أخيراً تحرك شعب إيران ضد النظام الإيراني الوحشي والفاسد. جميع الأموال التي أعطاها الرئيس (الأمريكي السابق باراك) أوباما بغباء لهم ذهبت إلى الإرهاب وجيوبهم. الشعب لديه القليل من الغذاء والكثير من التضخم وليس لديه حقوق إنسان. الولايات المتحدة تراقب" .

 

 

وكان "ترامب" قد وعد الإيرانيين في تغريدة له مساء الأربعاء الماضي بتقديم دعم كبير "في الوقت المناسب" , كما اعتبر في تغريدة له في اليوم الأول من العام الجديد أن "وقت التغيير في إيران قد حان" حسب تعبيره .

 

 

كما علق سابقا على الاحتجاجات التي انطلقت نهاية الشهر الماضي بالقول : "تقارير كثيرة حول الاحتجاجات السلمية التي يخوضها المواطنون الإيرانيون الذين تضرروا من فساد النظام وإهدار ثروات البلاد لتمويل الإرهاب في الخارج" . وتابع "يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها. بما في ذلك الحق في التعبير. العالم يراقب!" .

 

 

وأضاف "الشعب الإيراني العظيم كان مقموعا لعدة سنوات. فهم جوعى للطعام والحرية بجانب حقوق الإنسان، ثروة إيران تسرق. حان وقت التغيير".

 

 

تعليق أمريكي آخر على احتجاجات إيران جاء على لسان وكيل وزارة الخارجية الأمريكي "ستيف غولدستين" الذي دعا فيه إيران إلى رفع الحظر عن تطبيقي “إنستغرام” و”تليغرام” ومنصات إعلامية أخرى بحسب وكالة “أسوشييتد برس″ , مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة لا تزال تتواصل مع الإيرانيين باللغة الفارسية من خلال حسابات الخارجية الأمريكية على فيسبوك، وتويتر، ومنصات أخرى" ومؤكدا على أن "الولايات المتحدة تريد تشجيع المحتجين على مواصلة القتال من أجل ما هو صحيح" .

 

 

تغريدات ترامب وتعليقات إدارة حكومته على ما يجري في إيران صبت على ما يبدو في مصلحة نظام حكم الملالي الذي حاول تصوير الاحتجاجات على أنها مدبرة ومخطط لها ومدعومة من دول معادية لإيران ومؤامرة خارجية تجب مواجهتها بجميع الوسائل والسبل .  

 

 

المفكر الكويتي  د. عبد الله النفيسي غرد على تعليقات ترامب على احتجاجات إيران بالقول : "ليته  سكت ( ترامب)  فتصريحاته المتكرره حول مظاهرات إيران صورت الأمر وكأنّه مُوجَّه من الخارج ممّا أضَرّ بمصداقية الحراك الإيراني الشعبي. بينما نلاحظ أن الإنجليز إلتزموا مزاجهم البَلْغَمي وصمتهم المريب مع أنهم أدرى من الأمريكان بنبض الشارع الإيراني" .

 

 

من جهته اعتبر الكاتب السوري  د. أحمد زيدان أن تلك التعليقات قد وفرت للملالي غطاء مناسبا للقمع وممارسة إرهاب الدولة على المحتجين باعتبارهم عملاء للخارج وخونة ومارقين و....... قائلا : "بعد ساعات على الربيع الإيراني .. وفّرت تصريحات #ترمب و #نتنياهو ضد حكومة الملالي وقوداً لطاحونة تحميلهم المسؤولية للمؤامرة الأجنبية كما حصل مع الثورة الشامية وغيرها.. ألسنتتهم معها وقلوبهم وسيوفهم مع الحكام المستبدين" .

 

 

وفي تغريدة أخرى  له اعتبر  التعليقات الأمريكية والصهيونية بمثابة قبلة الحياة للنظام الصفوي قائلا :  "أكبر دعم تقدمه #أمريكا للاحتجاجات في #إيران هو الصمت وعدم تأييدها ..فقبلة التأييد كقبلة الموت" .

 

 

يمكن قراءة استفادة نظام الملالي من التعليقات الأمريكية على احتجاجات الشارع الإيراني العفوية من تحركات نظام الملالي الذي وجد في تعليقات "ترامب" فرصة للخروج من مأزق تفسير ما يجري في البلاد من احتجاجات ومن مواجهة حقيقة انفجار الشارع الإيراني وخروجه عن صمته على استبداد حكم ولاية الفقيه...إلى مناكفة العم سام وتحميل "الشيطان الأكبر" كامل المسؤولية عما يحدث في البلاد .

 

 

"علي خامنئي" المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية وفي أول تعليق له على الاحتجاجات وجه الاتهام إلى من وصفهم بــ "أعداء إيران بالتآمر ضد بلاده" حيث قال في منشور على موقعه الرسمي على الإنترنت "أعداء إيران استخدموا، في الأيام الأخيرة، أدوات مختلفة بما فيها الأموال والأسلحة والسياسة والاستخبارات لخلق مشاكل في الجمهورية الإسلامية".

 

 

كما قدمت إيران أمس الأربعاء بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد الولايات المتحدة متهمة إياها بالتدخل في شؤونها الداخلية , واعتبر المندوب الإيراني في المنظمة الأممية أن تعليقات "ترامب" ونائبه هي من حرضت الإيرانيين على القيام بأعمال مخلة بالنظام . حسب وصفه .

 

 

ليست المرة الأولى التي يتم فيها التراشق الإعلامي بين واشنطن وطهران فلطالما اقتصرت معارك البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التصريحات الصحفية والدبلوماسية فحسب , بينما يستمر التعاون والتنسيق بينهما في كل من العراق وبلاد الشام واليمن على قدم وساق , ولا يبدو أن ما يجري الآن مختلف في شيء بل ربما يكون التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات ضرورة ملحة لإنقاذ النظام الصفوي مما هي فيه وإظهار العم سام بمظهر المؤيد لحركات التحرر في العالم .