أنت هنا

30 جمادى الأول 1439
المسلم ـ متابعات

يعاني المسلمون في مدينة دلهي الهندية من صعوبة استئجار منازل في الأماكن المخططة بالمدينة وضواحيها، ما أجبرهم على الحياة في أحياء عشوائية تفتقر إلى الخدمات والبنى التحتية.

 

ويتركز المسلمون في شرق وجنوب دلهي القديمة، لكن مناطق كثافتهم السكانية غير مخططة وتفتقد للخدمات الأساسية والبنى التحتية، مثل إمدادات المياه والكهرباء أو المدارس والعيادات الصحية والطرقات الواسعة، وفقاً لما وثقته دراسة "شبكة المجتمع المدني" الصادرة بالتعاون مع معهد الدراسات الموضوعية الهنديين في عام 2015، والتي كشفت أن 66.30% من بين 2.16 مليون مسلم من بين إجمالي سكان المدينة البالغ 16.75 مليون نسمة بحسب تعداد عام 2011 السكاني، يعيشون في 3 أحياء واقعة في مناطق غير مخططة، وغير معترف بها كمناطق سكنية غير أنهم يختارون العيش فيها، نتيجة للتمييز الذي يتعرضون له في سوق الإيجار بالمدينة.

 

وتوصلت دراسة استقصائية على البوابات الإلكترونية لتأجير المنازل، صادرة عن المعهد العالمي لبحوث اقتصاديات التنمية التابع لجامعة الأمم المتحدة في هلسنكي في مايو 2016، إلى أن مقدم الطلب المسلم يواجه مشكلات مضاعفة في الحصول على الرد من أصحاب الممتلكات العقارية مرتين، مقارنة بذوي الطبقة العليا من الهندوس، وهو ما تعتبره الدراسة أحد أسباب انكماش المسلمين في أحيائهم الخاصة.

 

واشتكى جميع الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في دراسة "معهد البحوث الموضوعية" من عدم وجود مدارس حكومية في أحيائهم، كما ذكر العديد من الآباء أنهم يواجهون التمييز من قبل المعلمين، وإدارات المدارس عندما يحاولون إلحاق أطفالهم بالمدارس الحكومية والخاصة، كما يقول الدكتور طارق أشرف رئيس شبكة المجتمع المدني والذي نفذت مؤسسته هذه الدراسة الهادفة إلى لفت نظر الحكومة الهندية والبلديات حتى تعتني بالأحياء المسلمة.

 

ويتفق نويد حامد رئيس المجلس الاستشاري لمسلمي الهند (يضم 18 منظمة هندية مسلمة) مع ما توصلت إليه الدراسة قائلا: "للأسف الأحياء التي يعيش فيها المسلمون تفتقر إلى المرافق، والخدمات الأساسية مثل المدارس، ومرافق إمدادات المياه الحكومية، وشبكة الصرف الصحي كما أن خطوط الحافلات غير كافية".

 

ويضيف الدكتور طارق أشرف: "تدهورت الأوضاع المعيشية لسكان دلهي المسلمين، أكثر منذ صعود القوميين إلى بلديات دلهي في عام 2014"، مشيرًا إلى أن معظم هذه الأحياء المسلمة واقعة على الأراضي التي لا تعتبرها الحكومة إسكانية.

 

ويحمل حامد نويد الحكومة الهندية مسؤولية انعزال المسلمين وانكماشهم في أحيائهم الخاصة بكل أنحاء البلاد، ومنها دلهي، على الرغم من أنهم يدفعون الضرائب للحكومة كما يدفعها السكان الذين ينتمون إلى ديانات أخرى بحسب رئيس المجلس الاستشاري لمسلمي الهند، والذي أكمل متابعا أن المسلمين يتمتعون بالمساواة في حق التصويت بالانتخابات فقط، وبعد إجراء الانتخابات لا تعمل الحكومة على توفير الخدمات الأساسية لهم.