أنت هنا

1 جمادى الثانية 1439
المسلم ـ متابعات

في تأكيد جديد للضربة الموجعة التي تلقتها روسيا في سوريا، نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة، أنّ نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين، إما قُتلوا أو أُصيبوا في سوريا، الأسبوع الماضي، بينما تجاهلت موسكو الرد على أنباء مقتلهم، كونهم لا ينضوون تحت القوات الرسمية.

وذكر طبيب عسكري روسي، للوكالة، أمس الخميس، أنّ نحو 100 قُتلوا، بينما قال مصدر يعرف العديد من المقاتلين، إنّ عدد القتلى يتجاوز 80.

ويتزامن توقيت سقوط القتلى، مع معركة في 7 فبراير قرب مدينة دير الزور السورية، حيث قال مسؤولون أميركيون، ومقاتلون شاركوا في العملية: إنّ قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، هاجمت قوات متحالفة مع قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد، حليف موسكو. وكان تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية قد نقل معلومات مشابهة.

وقال مسؤولون روس، إنّ خمسة مواطنين ربما لقوا حتفهم، لكن لا علاقة لهم بالقوات المسلحة الروسية.

وتظهر الاشتباكات، أنّ مشاركة روسيا عسكرياً في سوريا أكبر مما تقول، وتجازف باستدراجها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك.

وهذا أكبر عدد من القتلى الروس، يسقط في معركة واحدة، منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا عام 2014، عندما قُتل أكثر من 100 مقاتل.

وذكرت خمسة مصادر مطلعة، أنّ المصابين الذين جرى إجلاؤهم من سوريا، في الأيام القليلة الماضية، نُقلوا إلى أربعة مستشفيات عسكرية روسية.

وقال الطبيب العسكري، الذي يعمل في مستشفى عسكري في موسكو، وشارك في علاج المصابين القادمين من سورية، لـ"رويترز": إنّ المستشفى استقبل، حتى مساء السبت، أكثر من 50 من هؤلاء المصابين، 30 في المئة منهم إصاباتهم خطيرة.

وذكر الطبيب العسكري، أنّ زميلاً له كان قد توجّه إلى سوريا، في إحدى رحلات الإجلاء الطبي، في الآونة الأخيرة، أبلغه بأنّ قرابة 100 شخص من الروس قُتلوا، حتى نهاية الأسبوع الماضي وأنّ 200 أصيبوا.

وأوضح الطبيب الذي تحدث إلى "رويترز"، أنّ معظم القتلى هم متعاقدون عسكريون روس من القطاع الخاص.

في السياق ذاته، قال يفغيني شاباييف، رئيس الفرع المحلي لمنظمة "كوساك" شبه العسكرية، والذي له علاقات بالمتعاقدين العسكريين الروس: إنّه زار معارف له أصيبوا بسورية، في المستشفى المركزي التابع لوزارة الدفاع، في خيمكي على مشارف موسكو، أول أمس الأربعاء.

وأضاف أنّ المصابين أبلغوه أنّ وحدتي المتعاقدين الروس المشاركتين في المعركة، قرب دير الزور، تتألفان من 550 رجلاً. وقال له المصابون، إنّ نحو 200 من هذا العدد لم يُقتلوا أو يصابوا.

وقال لـ"رويترز": "إذا كنت تفهم أي شيء عن العمل العسكري وإصابات القتال، فسيكون بوسعك ساعتها تخيل ماذا يجري هناك... صراخ وصيحات مستمرة... إنّه مشهد صعب".

وقال مصدر، تحدّث لأشخاص شاركوا في اشتباكات السابع من فبراير، لـ"رويترز"، إنّ أشخاصاً على صلة به أبلغوه بأنّ أكثر من 80 متعاقداً روسياً قُتلوا.
وأضاف المصدر أنّ ما يتردّد عن مقتل وإصابة نحو 300 "صحيح إلى حد بعيد".