الاعترافات الدامغة
9 جمادى الثانية 1439
خالد مصطفى

حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يفلح المجتمع الدولي أن يوقف المجازر التي يرتكبها نظام الأسد ضد المدنيين الأبرياء في الغوطة الشرقية حيث فشل مجلس الأمن أمس في إصدار قرار بشأن فرض هدنة إنسانية, وقال مندوب السويد الدائم لدي الأمم المتحدة السفير "أولوف سكوغ" إن مجلس الأمن الدولي لم يتمكن، من اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده بالتنسيق مع الكويت بشأن فرض هدنة إنسانية في سوريا...

 

وأعرب في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك ،عن أمله يأمل في أن يجتمع أعضاء المجلس، السبت، من أجل اصدار القرار...وأردف قائلا " الموقف يبعث فعلا علي الإحباط خاصة اذا ما وضعنا الحقائق علي الأرض في اعتبارنا ، ونأمل في أن نتمكن اليوم من الاجتماع لإصداره..

 

إن الفجوة مازالت قائمة داخل المجلس "...لا تزال روسيا تقف أمام العالم للدفاع عن جرائمها وجرائم الأسد في الغوطة معتمدة على "الفيتو" من أجل تعطيل إصدار قرار في مجلس الأمن وتريد روسيا فرض شروطها ومن أهمها تهجير المدنيين من الغوطة وإفراغها من أهلها كما حدث في حلب دون اكتراث بالجرائم التي ترتكب بحقهم...

 

لم يكتف نظام الأسد بالحصار المستمر منذ 5 سنوات للغوطة الشرقية وما تسبب فيه من مآسي للمدنيين واستغل التخاذل الدولي تجاه القضية لكي يبيد أهالي الغوطة الشرقية ووصل الأمر لإدلائه باعترافات دامغة عن نظرته الدونية لأهالي الغوطة ونيته للقضاء عليهم في تبجح منقطع النظير فقد وصف نبيل صالح، النائب في برلمان بشار الأسد، عن منطقة "جبلة" التابعة لمحافظة اللاذقية، أهالي وسكّان الغوطة الشرقية ، بالقمْل والجرذان، متوعّدا بـ"تنظيفها من أعداء الإسلام والحرية"...

 

وقال في منشور له على صفحته الفيسبوكية، إن دمشق "لم تعد تحتمل قملَ الغوطة، في ثيابها". مهدداً بما وصفه "جحافل الحق" التي سترغم "جرذان الغوطة" على العودة "إلى حيث ينتمون"، بحسب قوله.... وزعم أن صور قتلى أهل الغوطة، هي صور "الضحايا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة"..كما طالب النائب في برلمان الأسد، بمحاكمة كل من يطالب بعدم دخول جيش النظام إلى الغوطة الشرقية، واصفاً الدعوة إلى "حقن الدماء" هناك، بأنها من قبيل العمالة والتخاذل، وأن من يطلقها ينتمي إلى ما سمّاه "الطابور الخامس" وأنه "في خانة العدوّ"...

 

لقد مر ما جرى في حلب على المجتمع الدولي مرور الكرام ولم يتحرك لوقف التهجير والقتل فما الذي يمنع نظام الأسد من تكرار الأمر في الغوطة وفي غيرها تحت حماية ثاني قوة عسكرية في العالم في حين يتم منع السلاح عن المعارضة لحماية المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها..لقد وصف مندوب بشار الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري قصف الغوطة الشرقية بـ "الدفاع عن النفس والحق السيادي", على حد زعمه...

 

وأضاف الجعفري، ستكون الغوطة الشرقية هي “حلب الثانية”، وهدد بأن مصير الغوطة الشرقية وإدلب سيكون مثل مصير حلب...نظام الأسد يريد تركيع الشعب السوري والقضاء على روح المقاومة بداخله لكي يقبل كل ما يملى عليه من تحالف الأسد وإيران وروسيا ويرسل رسالة واضحة للجميع بأن القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة خدعت العالم عندما أكدت عدم قبولها بقاء الأسد في الحكم وهاهو الأسد يستمر طوال هذه السنوات ويبيد المعارضين والمدنيين والولايات المتحدة تمد يدها له من أجل التحالف ضد ما تسميه "الإرهاب"!