أنت هنا

19 جمادى الثانية 1439
المسلم ـ متابعات

تكشفت حقائق جديدة حول ظروف وفاة الشيخ الإريتري المناضل "موسى محمد نور" الذي وافته المنية داخل محبسه الذي زُجَّ فيه لرفضه تنفيذ أوامر حكومية تتعلق بحظر الحجاب والسماح بالاختلاط بين الجنسين ومنع تدريس مواد التربية الإسلامية في مدرسة الضياء الإسلامية التي كان يديرها.

فقد أكد مصدر مطلع وموثوق أن االشيخ موسى محمد نور- رحمة الله عليه – قد تُوفي يوم الخميس الفائت الأول من مارس (1/3/2018)، داخل زنزانته بالمعتقل الكائن فى مركز الشرطة الخامس ( جوار معرض اكسبو).

ولفت المصدر إلى أن السلطات رفضت نقل الشيخ التسعيني إلى أي مشفى من مشافي أسمره منذ اعتقاله، في 20 أكتوبر الماضي، إثر مخاطبته لاجتماع مجلس الآباء في مدرسة الضياء الإسلامية بحي أخريا شمالي العاصمة أسمره.

وبحسب المصدر نفسه، فقد أخفت سلطات العصابة الحاكمة خبر وفاة الشيخ موسى حتى لا يتم دفنه يوم الجمعة فيخرج الناس بعد الصلاة فى مسيرات سلمية من الجوامع والمساجد. ولذلك؛ فقد تمّ التحفظ على جثمان الشهيد فى مستشفى (أروتا) حتى صباح يوم السبت (3 مارس) وسُلِّم، قبل ظهر نفس اليوم لعائلته عند باب منزلها فى حي أخريا.

وبعد إنتشار نبأ وفاة الشيخ توجهت الجموع والحشود من سكان أسمره إلى مسجد أبوبكر الصديق المجاور لمنزل الشيخ موسى لأداء صلاة العصر حيث اكتظ المسجد بالمصلين حتى امتلأت ساحاته الخارجية المحيطة به. ومن هناك اتجه المصلون إلى منزل الشيخ موسى لإخراج الجثمان وتشييعه حيث ووري الثرى فى مقابر الشيخ الأمين.

 

وأشار المصدر إلى أن قوات الشرطة حاولت اعتراض جنازة الشيخ موسى مرتين، وأطلقت في إحدى المرتين الرصاص في الهواء لتخويف المشيعين إلا أن إلّا أن الشباب الغاضب والملتهب لم ترعبه أصوات أعيرة الرصاص فواصلوا سيرهم وهم يهتفون مما اضطر قوات الشرطة إلى التراجع إلى مقرها فى المرة الأولى، أما في المرة الثانية فاضطرت الشرطة إلى مرافقة الجنازة من مقدمته بعد أن فشلت في اعتراضها.

ونوه المصدر إلى أنه بعد انتهاء مراسيم الدفن وتوجُه المشيعيين إلى منزل الفقيد، قامت الشرطة بإطلاق النار وتوقيف الشباب واعتقلت أعدادًا كبيرة منهم.

 

هذا، وكشفت مصادر عن تعرّض الشيخ موسى إلى إجراءات تحقيق قاسية وتعذيب وحشي مستمر منذ ديسمبر الماضي بعد رفضه قرار الإفراج عنه لوحده دون من اعتقلوا واعتقلن معه في الأحداث المعروفة بانتفاضة مدرسة الضياء الإسلامية، مشيرة إلى أن التعذيب والظروف غير الإنسانية في المعتقل تسببت في وفاته.

 

 

وكان الشيخ موسى محمد نور رئيس لجنة مدرسة الضياء الإسلامية بأسمره، قد اعتقل نهاية أكتوبر الماضي، بعد تأزم الوضع بين الحكومة والقائمين بأمر المدرسة؛ حيث رفضت اللجنة الشروط التي وضعتها الحكومة؛ ومنها: تدريس المواد العلمانية وتنحية القرآن والمواد الإسلامية، ونزع الحجاب من رؤوس المسلمات، والسماح بالاختلاط بين الجنسين.

 

وفى كلمة مصورة له نشرت على مواقع وسائل الاجتماعى يبدو أنها أدت إلى اعتقاله من قبل السلطات الأمنية الإرترية، قال رئيس لجنة مدرسة الضياء الإسلامية بأسمرا الشيخ موسى محمد نور إن إدارته لن تسمح بأى تغيير فى النظام التربوى لمدرسة الضياء يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام.

 

وأضاف الشيخ موسى أمام حشد من الطلبة وأولياء أمورهم إنه رفض شروطا منافية للعقيدة الإسلامية وضعتها جهات لم يذكرها بالاسم.

 

وأعرب عن عدم خشيته واستعداده للدفاع عن العقيدة الإسلامية مهما كلفه ذلك من تضحية. وقال إن طالبات مدرسة الضياء اللاتي يحضرن للدراسة محجبات هن بناتنا ولن نسمح أن يمسهن أحد.