بعد تصاعد الاضطهاد البوذي: هل يصبح مسلمو سريلانكا "الروهينغيا" الجدد؟!
20 جمادى الثانية 1439
منذر الأسعد

أكد الأمين العام لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، يوسف العثيمين، على تضامن المنظمة الكامل مع المسلمين في سريلانكا ودعمها لهم في مواجهة العنف والتطرف، مؤكداً وقوع اعتداءات على المنازل والمحال التجارية والمساجد في الجزيرة. وأعرب العثيمين، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للمنظمة، عن قلقه البالغ وأسفه العميق إزاء هذه التقارير، ودعا إلى إقامة علاقات هادئة وسلمية بين المجتمعات المحلية، كما حث السلطات على إنفاذ سيادة القانون والتحقيق في الحوادث المذكورة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
 

تواطؤ الشرطة
وكان وزير العدل السريلانكي، أعلن يوم الاثنين (17 /6/1439 = 5/3/2018)، عن وقوع صدامات عنيفة بين مجموعة متطرفين بوذيين ومسلمين في منطقة سياحية جنوب سريلانكا؛ أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وأرغمت السلطات على فرض حظر التجول.

 

وهدد الوزير الذي يمثل الأقلية المسلمة، بالاستقالة، آخذاً على الحكومة ترك تلك المنظمة المتطرفة تعقد تجمعاً في هذا المكان الحساس.
 

وقال الوزير رؤوف حكيم، الذي زار مكان المواجهات"الحكومة تركت بودو بالا سينا "بي بي اس"، تعقد تجمعاً ويجب أن تتحمل مسؤولية ما حصل"، في إشارة إلى تلك المنظمة المعروفة باسم "القوة البوذية".
 

واندلعت أعمال العنف بعد اجتماع أنصار "بي بي اس"؛ حيث قرروا مهاجمة سكان منطقة الوتغاما ومنتجع بيروالا السياحي.
وتضررت أيضاً مجموعة من المساجد في تلك المنطقة التي تسكنها غالبية من المسلمين، والتي تبعد 60 كم عن العاصمة كولومبو، واتهم سكان تلك الأحياء الشرطة بعدم حمايتهم.

 

جزاء سنمّار
أدان دبلوماسيون غربيون العام الماضي أعمال العنف ضد المسلمين وحثوا الحكومة على احترام حقوق الأقليات وحرياتها بعد أكثر من 20 هجوما على مسلمين منها تخللها حرق مساجد ومَتاجر يملكها مسلمون.

 

وفي حينه، وعد الرئيس مايثريبالا سيريسينا ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ باحترام حقوق الأقليات، إلا أن الهجمات العدوانية على المسلمين استمرت.
 

ويشتكي مسلمو سيريلانكا من العنف المتكرر ضدهم بين فترة وأخرى، ويتمثل في حرق المساجد، وقتل مسلمين، وحرق ممتلكاتهم، بلا سبب سوى الاختلاف الديني، ولا يفعل الإرهابيون البوذيون ذلك مع النصارى، فعدوانهم مقتصر على المسلمين دون سواهم.
 

يشكل المسلمون ما يقارب 10 % من إجمالي عدد سكان سيريلانكا البالغ 21 مليون نسمة، وسبق لهم التعرض إلى الاضطهاد في أثناء الحرب التي دارت بين الجيش الحكومي ومتمردي نمور التاميل، خلال الفترة من 1983 إلى 2008م، حيث تعرض المسلمون خلال تلك الفترة للتهجير القسري، ومصادرة ممتلكاتهم من قبل متمردي نمور التاميل، مما تسبب في نزوح عدد كبير من المسلمين من شمال البلد إلى مناطق أخرى، وعيشهم في مخيمات للاجئين لفترة طويلة.بالرغم من أنهم كانوا يساندون خط الحكومة الذي انتصر في النهاية وهي تمثل الأكثرية البوذية!
 

ولما انتهت الحرب بهزيمة المتمردين عام 2008م، بدأت تظهر ما تسمى بمجموعات متطرفة ذات طابع عنصري من البوذيين، بقيادة بعض الرهبان المتطرفين، ممن رأوا ان الدور جاء على المسلمين للقضاء عليهم اقتصاديا وسياسيا.وبدأت هذه المجموعات تنشر الأفكار العنصرية والمتطرفة، التي لاقت قبولا من قبل جزء من المجتمع البوذي، وقد ركزوا في خطاباتهم التحريضية على ان سيريلانكا دولة بوذية، لا حقوق لغير البوذيين فيها، وأن على كل الأقليات الانصياع لأوامر وتعليمات البوذيين لكونهم أصحاب الوطن، وتغاضت السلطات عن نشاطات تلك المجموعات من الخطابات العنصرية والتحريضية ضد المسلمين، وهجومهم على ممتلكات المسلمين ومساجدهم.
 

غياب عربي وإسلامي
وهذا أمر مؤسف وخاصة أن للصفويين حضوراً متنامياً هناك!!
وهذا ما عبَّر عنه من قبل الداعية الشيخ “منصور أبو صالح”، مؤسس ومدير كلية القرآن المفتوحة في سريلانكا.

 

فإذا تجاوزنا الواجب الأخلاقي والإنساني، فليكن من باب المصالح الأكيدة بالنظر إلى أهمية موقع هذه الجزيرة وآفاق الاستثمار فيها.
 

حيث تقع جزيرة سريلانكا في جنوب آسيا وهو موقع إستراتيجي مهم من زاوية (جغراسياسية) فهي تمثل البوابة الأولى السهلة لدخول هذه المنطقة، ولهذا السبب تتنافس القوى العظمى دائماً للسيطرة على هذه الجزيرة.
 

وقد دخلت الصين إلى الساحة مؤخراً، وأضحت المنافسة على أشدها بينها وبين الهند. وهيمنت البضائع الصينية الآن على سريلانكا، كما تنشئ الصين مشروعات اقتصادية كبيرة هناك.
 

وتعد منطقة جنوب شرق أسيا من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وكذلك تعد دول المنطقة من البلاد الزراعية وفي مقدمتها الهند...
 

ومن هنا تأتي الأهمية الخاصة لسريلانكا وبدخولها يمكن الدخول إلى دول جنوب شرق آسيا. فأرض سريلانكا خصبة من الدرجة الأولى وهي بلد سياحي من طراز رفيع.