أنت هنا

24 جمادى الثانية 1439
المسلم ـ متابعات

كشفت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن رحلة "البروباغندا" للسياسيين السبعة للحزب اليميني الشعبوي المتطرف "البديل من أجل ألمانيا" إلى سوريا، تم التحضير لها بمساعدة من موسكو.

وذكرت الصحيفة، استنادًا إلى معلومات أمنية، أن الاتصال والتنسيق بخصوص الزيارة حصل أوائل شهر فبراير خلال رحلة قام بها وفد من البديل إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. يضاف إلى ذلك صور اللقاء مع مفتي سوريا، بدر الدين حسون، الذي هدد عام 2011 أوروبا وأميركا بهجمات للخلايا النائمة، وقال حينها "سنرسل المفجرين الانتحاريين والذين هم بالفعل بينكم إذا ما قصفت دمشق ولبنان، من الآن وصاعدا، العين بالعين والسن بالسن".

وشكلت الصور التي وضعها أعضاء الوفد الألماني على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عامل اشمئزاز للكثيرين، إذ يحاول أعضاء حزب اليمين الشعبوي من خلال تعليقاتهم وصورهم إعطاء انطباع بأن سوريا بلد آمن يمكن لجميع اللاجئين العودة إليه. وهذا ما حدا في وقت سابق من هذا الأسبوع بالمتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، للقول من برلين لهؤلاء الذين يسايرون النظام في سوريا بأنهم يستبعدون نفسهم لكي يكونوا مؤهلين للعمل السياسي، مضيفا أن النظام يظهر كل يوم كم هو غير إنساني ومن أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يتحمل مسؤولية العنف والقتل في حلب وإدلب والغوطة. وكان للخارجية الألمانية موقف بشان الزيارة واعتبرت أن أعضاء وفد البديل لم يطلعوا الوزارة على الزيارة مسبقا.

وكان خبير الاستخبارات باتريك سينسبيرغ، المؤيد لحزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والذي ينتمي إلى هيئة الرقابة البرلمانية في البوندستاغ التي تشرف على عمل أجهزة الاستخبارات الفدرالية، شجع في حديث مع صحيفة "هاندلسبلات"، أمس الجمعة، جهاز الاستخبارات الفيدرالي على مراقبة الاتصالات الخارجية لحزب البديل، بعدما تبين أن الأخير أصبح أحد الأذرع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأضاف: بعد الزيارة سيكون من مهمة الاستخبارات الألمانية التعاون مع أجهزة دول أخرى، معتبرا أن أجزاء من بنية البديل يمكن اعتبارها مناهضة للدستور وتصرفاته يجب أن تكون لها عواقب.

كذلك، اعتبر خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي، رولف موتسنيش، أن الزيارة تندرج في إطار استراتيجية محددة لتعويم نظام الأسد ومؤيديه، فيما اعتبر مسؤول حقوق الإنسان في كتلة الاتحاد المسيحي، ميشائيل براند، "اللقاءات مع مسؤولي النظام بالمثيرة للاشمئزاز وبأنه لقاء مع زمرة من القتلة"، مضيفا أن الوفد أساء إلى سمعة ألمانيا وتسبب بالإهانة إلى ضحايا الحرب الوحشية.