العجز الدولي في فلسطين..عرض مستمر
15 رجب 1439
خالد مصطفى

لا تزال قضية فلسطين تشهد من العجز والفشل الدولي ما لم تشهده قضية أخرى في العالم رغم جرائم الاحتلال البشعة التي يقوم بها على مسمع ومرأى من الجميع في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت..

 

لقد نزل الفلسطينيون في غزة أمس الجمعة من أجل التعبير عن احتجاجهم ضد اغتصاب الاحتلال الصهيوني لأراضيهم منذ عشرات السنين وبشكل سلمي تماما كما ظهر في عشرات الفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية والغربية وقد قام جنود الاحتلال بالرد على هذه المظاهرات السلمية بالرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد  16 فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف في مجزرة جديدة تشهد على وحشية الجيش الصهيوني الذي أمن العقاب طوال السنوات الماضية مما جعله يتمادى في جرائمه...

 

لقد شيد الاحتلال جدارا على حدود غزة ظنا منه أن هذا الجدار سيحميه من الغضب المستعر في نفوس الفلسطينيين ولكن مع مرور الوقت تبين له العكس مما زاد من شعوره بالضعف وقلة الحيلة وترجم ذلك باستخدام الرصاص الحي من وراء الجدار..ومع وضوح الجريمة بشكل كامل أمام العالم عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار بالإدانة, مجرد الإدانة دون اتخاذ إجراءات عقابية فقد عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، جلسة طارئة مغلقة لبحث الوضع المتدهور في غزة، لكن الجلسة انتهت من دون أن يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على بيان مشترك...وحذر مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية تايي- بروك زيريهون من أن “هناك خشية من إمكان تدهور الوضع في الأيام المقبلة”...

 

بدوره، قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة إن “خطر تصعيد (التوتر) حقيقي. هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد في قطاع غزة”...وفي السياق ذاته، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن "أسفهما" لموعد انعقاد الاجتماع بسبب تزامنه مع  ما يسمى “بعيد الفصح اليهودي”! وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة “إنه لأمر حيوي أن يكون هذا المجلس متوازنا”، مشددا على أنه “كان يجدر بنا أن نتوصل إلى ترتيب يتيح لكل الأطراف أن يشاركوا (في الاجتماع) هذا المساء”, على حد وصفه..ولم يشرح المندوب الأمريكي للعالم كيف يمكن الانتظار والعشرات يقتلون يوميا والمطلوب من الضحايا أن يمنحوا الجاني فرصة لكي ينتهي من احتفالاته؟!..

 

هكذا هو العرف الدولي في التعامل مع جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة منذ أكثر من نصف قرن, دفاع من دول كبرى تتحكم في القرارات الدولية عن طريق الفيتو بعبارات لا يمكن تصديقها أو مناقشتها من شدة ضعفها ومناقضتها للمبادئ العامة لحقوق الإنسان...

 

لقد اكتفى المسؤولون الدوليون الكبار مثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالمطالبة بإجراء تحقيق مستقل بشأن مقتل فلسطينيين على أيدي الاحتلال الصهيوني في غزة...

 

وحث المسؤول الأممي البارز الاحتلال على الالتزام بالقوانين الإنسانية! يعني مجرد تصريحات وشجب واستنكار دون إجراءات فعلية لوقف القتل والذي سيستمر طوال أسابيع قادمة قد يصل فيها عدد الشهداء لأضعاف الرقم الحالي, حيث ينوي الفلسطينيون الاستمرار في فعاليات مسيرات العودة طوال 6 أسابيع.. فهل سيظل العالم يشاهدهم وهم يقتلون دون أن يتحرك؟! أم أن النخوة والضمير الإنساني سيستيقظان لوقف هذه المهزلة؟!