المغرب وقطع العلاقات مع إيران
17 شعبان 1439
خالد مصطفى

إعلان المغرب أمس عن مقاطعة إيران وطرد سفيرها ليس الأول من نوعه في الفترة الأخيرة فقد سبقها عدة دول لهذه الخطوة مثل السعودية، والبحرين، والإمارات (تخفيض علاقاتها الدبلوماسية)، والسودان، وجيبوتي، وكان السبب الدائم هو محاولة إيران التدخل في شؤون هذه الدول والخوف من نشر التشيع وبث الفتن..

 

وكشفت المغرب عن أسباب قطع العلاقات مع طهران حيث اتهمت ميليشيا حزب الله اللبنانية بالتورط في إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو، عن طريق عنصر في السفارة الإيرانية بالجزائر...

 

وكانت العلاقات بين المغرب وإيران قد عادت تدريجيًا بعد قطيعة دبلوماسية دامت ما يزيد على خمس سنوات، إثر منح المغرب حق اللجوء السياسي لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي، الذي كانت تربطه بالملك الحسن الثاني علاقات شخصية...القرار المغربي يفجر من جديد قضية المخططات الإيرانية التي تستهدف زعزعة استقرار الدول العربية ونشر الفتن فيها من أجل السيطرة عليها عن طريق أذرعها المختلفة كما جرى في اليمن ولبنان والعراق...

 

لقد توالت ردود الأفعال المؤيدة لقرار الرباط والداعمة له، حيث أعربت كل من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عن وقوفهم وتضامنهم مع المغرب ضد الإرهاب الإيراني، وتدخلات طهران المزعزعة لأمن واستقرار المغرب...

 

لقد كشف عدد من المحللين تفاصيل جديدة بشأن القرار المغربي  حيث أشار عبد الفتاح الفاتحي، الأكاديمي والباحث في قضايا الساحل والصحراء، إلى أن الأدلة التي تؤكد تورط حزب الله المدعوم من طرف إيران، ضبطتها الرباط على مراحل متتالية، انطلاقًا من العام 2016 وذلك عندما تشكلت ما تسمى بـ”لجنة لدعم الشعب الصحراوي” في لبنان برعاية "حزب الله"، تبعها “زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف” بالجزائر...

 

وأضاف الفاتحي، أن إيران ومعها “حزب الله”، يريدان زعزعة استقرار المغرب لأجل معاقبته على تحالفه القوي مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن “حزب الله” انكشف أمره بالدلائل والحجج، بعدما أراد الثأر من السلطات المغربية والتي قامت السنة الماضية باعتقال قاسم محمد تاج الدين، وهو أحد كبار مسؤولي مالية “حزب الله” في أفريقيا، بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولايات المتحدة تتهمه "بتبييض الأموال" والإرهاب...

 

وزاد الخبير المغربي موضحًا، أن إيران لعبت بورقة “البوليساريو” لزعزعة استقرار المغرب، وذلك عقب فشلها في دعم الشيعة والتشيع في المملكة المغربية، مؤكدًا أنها “لم تجد سوى القيام عن طريق حزب الله بتدريب ميلشيات البوليساريو، إضافة إلى إرساله لأسلحة بتنسيق من سفارة إيران بالجزائر”...أما الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي والباحث والمحلل السياسي المغربي، فقد أكد أن إقدام إيران على خطوة زعزعة استقرار المغرب وفق ما أكده وزير الخارجية المغربي “راجع إلى صراع خفي بين طهران والرباط، في شتى المجالات، لكن معالمه تظهر من حين لآخر”...

 

وأوضح الكنبوري، أن من أبرز الأشياء التي تزعج طهران في الوقت الحالي، توغل المشاريع الاقتصادية المغربية بالقارة الأفريقية، علمًا “أن إيران تتخذ من القارة السمراء فضاءً خصبًا لنشر موجة التشيع وإنجاح مصالحها الاقتصادية والعسكرية..”...

 

واعتبر الدكتور الكنبوري، أن قرار المغرب القاضي بقطع علاقته الدبلوماسية مع إيران يعد خطوة هامة لإعادة ترتيب العلاقات المغربية الخارجية وخصوصًا مع الدول العربية...

 

القرار المغربي يفتح الباب أمام دول أخرى لتقييم علاقتها بإيران وعدم الخداع بالخطاب الإعلامي الذي تروجه طهران بشأن "معاداة أمريكا والوقوف مع الضعفاء من المسلمين"..

 

لقد بدأت إيران في تنفيذ سياستها المسمومة منذ عقود وبطريقة تدريجية ونجحت في اختراق العديد من الدول العربية التي وقعت فريسة للتضليل وحان الوقت لأن تستيقظ بقية الدول قبل الوقوع في براثن طهران.