أطفال سوريا يتحدون قصف ميليشيات الأسد
6 ذو القعدة 1439
خالد مصطفى

منذ 7 سنوات تقريبا يعيش أطفال سوريا في أوضاع مأساوية بعد رفض النظام الاستجابة للمطالب الشعبية ومواجهته لها بالرصاص والقذائف والصواريخ مما أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين من بينهم عدد كبير من الأطفال..

 

ولم يضع نظام الأسد في حساباته أدنى اعتبار لحياة هؤلاء الأطفال طوال السنوات الماضية واستخدم ضدهم البراميل المتفجرة والغازات السامة.. ونقلت وكالات الأنباء المئات من الصور التي تكشف حجم الجرائم التي ارتكبها هذا النظام الغاشم في حق الأطفال..وهزت صور الأطفال القتلى والجرحى مشاعر العالم ولكن للأسف دون تحرك حاسم لوقف ما يرتكب ضدهم من جرائم..

 

وقد ساعد هذا التهاون المخزي نظام الأسد على الاستمرار في غيه وعتوه فواصل القتل والتدمير حتى هذه اللحظة وأجبرت هذه الممارسات الوحشية  الآلاف من الأطفال على الفرار إلى الخارج مع ذويهم أو من دونهم حيث تعرضوا للعديد من المخاطر مثل الغرق والابتعاد عن أهلهم والوقوع في براثن تجار البشر, والتعرض للعنف والعنصرية والتنصير في الأماكن التي وصلوا إليها بعد رحلات عصيبة تركت في نفوسهم بصمات سلبية لن تمحى على المدى القريب..

 

ووسط كل هذا الركام ومع تخلي العالم عن إنسانيته وتركه لأطفال سوريا ضحية سائغة لنظام وحشي عنصري نرى أمثلة تخرج علينا تظهر مدى التحدي الذي يظهره هؤلاء الأطفال؛ فقد منح عدد من الأطفال من مهجري غوطة دمشق الشرقية، إجازة في حفظ القرآن في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، ضمن حفل نظمته الهيئة الشرعية في المدينة...

 

وجرى تسليم الشهادات في جامع أسامة بين أبو زيد، وسبق ذلك تلاوات للقرآن الكريم من قبل الأطفال الحافظين...وكان هؤلاء الأطفال أنهوا حفظ القرآن خلال فترة وجودهم في الغوطة الشرقية، إلا أنهم لم يتمكنوا من تسلم الشهادات، بسبب تهجيرهم من مدنهم وبلداتهم في الغوطة..وأفاد مدير المعهد الشرعي السابق في الغوطة الشرقية، أبو موفق، بأن 35 طفلاُ أتموا حفظ القرآن قبيل الخروج من الغوطة الشرقية، لم نتمكن من تسليهم الشهادات بسبب التهجير، مشيراً إلى أن 19 طفلاُ من هؤلاء قدموا إلى ريف حلب الشمالي ضمن قوافل التهجير...

 

وأوضح أبو موفق أن الأطفال كانوا سعداء جداً بالحصول على الشهادة، لافتاً إلى أنهم أتموا حفظ القرآن تحت القصف والحصار...إنها رسالة قوية من أطفال ضعفاء لا يملكون سلاحا يقاتلون به, ليس فقط لنظام الأسد الهمجي ولكن للعالم كله يؤكدون فيها على تمسكهم بدينهم وتجاوزهم للمحن الجسدية والنفسية التي مروا بها وأراد النظام أن يكسرهم بواسطتها..

 

قد يظن بشار الأسد أنه نجح في التمسك بكرسي الحكم بعد كل ما جرى من معارك على الأرض, ولكنه لا يعلم أن هؤلاء الأطفال سيكونون له بالمرصاد في المستقبل القريب.