ملاحقة المسلمين في قبورهم
24 ذو القعدة 1439
خالد مصطفى

يبدو أن الصين رأت أن سجن المسلمين ووضعهم في معسكرات اعتقال لم يعد كافيا, وأن العدد الذي تريد السيطرة عليه وملاحقته منهم أكبر بكثير من استيعاب جميع سجونها؛ فقررت أن تجعل مدن وقرى المسلمين سجنا كبيرا ووضعت أجهزة مراقبة داخل المنازل والغرف ونشرت رجال الأمن في كل بقعة...

 

فقد تداول نشطاء معنيون بقضية مسلمي الأيغور صورة تظهر لافتة مكتوبة على أبواب المنازل في تركستان الشرقية تشير إلى حظر الصلاة داخل غرف المنزل...وأشار النشطاء إلى أنه مكتوب على أبواب المنازل في القرى والأرياف باللغتين الصينية والأويغورية في تركستان الشرقية ما ترجمته "الصلاة محظورة في داخل الغرف"...

 

وفي وقت سابق أمرت السلطات الصينية المسلمين بتسليم كل ما لديهم من متعلقات دينية، وتوعدت بعقاب المخالفين...وقام مسؤولون صينيون في تركستان الشرقية بجولة في الأحياء والمساجد، لتبليغ المواطنين المسلمين بالأمر وتحذيرهم من "عقاب قاس" بحق من يعثر لديه على شيء من تلك المتعلقات، كالمصاحف والمسابح...

 

كما أطلقت سلطات الاحتلال الصينية أيضًا حملة لمصادرة المصاحف، بدعوى وجود "محتوى متطرف" فيها..كما أجبرت سلطات الاحتلال الصينية أقلية الأيغور المسلمة على تحميل تطبيق إلكتروني على هواتفهم النقالة، لرصد ومراقبة أنشطتهم على المواقع الإلكترونية. وهددت الشرطة باعتقال أي شخص واحتجازه نحو 10 أيام، حال رفضه تحميل التطبيق على هاتفه...

 

ووصل الأمر مؤخرا إلى مراقبة الحجاج، الذين حملوا معهم أجهزة تتبع تصدرها السلطات الصينية...ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن الجمعية الإسلامية الصينية، التي تديرها الدولة، نشرت صورًا للمسلمين الصينيين المغادرين من مطار بكين إلى مكة المكرمة وهم يرتدون “بطاقات ذكية” زرقاء حول أعناقهم، وهي أجهزة مصممة لضمان سلامة مرتاديها، وتحتوي على جهاز تعقب، والبيانات الشخصية...

 

ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان أنّ “أجهزة التتبع هذه، هي مجرد مثال آخر على الجهود الاستثنائية التي تبذلها الصين لمراقبة الأقلية المسلمة باستخدام التكنولوجيا الحديثة”...وقالت إيفا بيلس، خبيرة حقوق الإنسان الصينية في جامعة “كينغز كوليدج” في لندن، إنّ “هذه طريقة أخرى لاضطهاد المسلمين لممارستهم دينهم، وذلك من خلال الإيحاء بأنهم يحتاجون للمراقبة كالمشتبه بهم، أو المجرمين”...

 

وكانت الصين قد احتجزت مئات الآلاف من مسلمي الأويغور في مراكز “إعادة التثقيف السياسي” وغيرها من المرافق شمال غرب البلاد، من أجل ما أسمته "إعادة تأهيل"...كذلك تداول نشطاء صينيون مقاطع فيديو أثارت سخطا كبيرا بسبب ما أظهرته من قيام السلطات المحلية في مقاطعة “جيانغ شي” شرقي الصين بحملة كبيرة على المقابر العامة اعتراضا منها على عدم حرقهم.

 

 

وكشفوا عن أن المقابر التي نبشت أغلبها لمسلمين، وقال النشطاء الصينيون إن الحكومة تدعو إلى وقف عمليات الدفن التقليدية، وحث السكان على حرق جثث الموتى...

 

وأظهرت الفيديوهات أفرادا من الشرطة ينتشلون أكفانا، ويصادرون نعوشا لمئات الجثث، وسط صيحات واعتراض ذوي الموتى...وما فعلته الصين مع المسلمين في قبورهم فعلته السلطات الفرنسية مؤخرا عندما سمحت لزوجة كاثوليكية فرنسية بحرق جثة زوجها المسلم خلافا للشريعة الإسلامية ورغم أن أهله اعترضوا على الأمر..

 

إن الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في أماكن كثيرة حول العالم من سجن وتعذيب وقتل تجاوز ذلك إلى ملاحقة الموتى وحرقهم ونبش قبورهم وهو ما يعد تطورا خطيرا يستوجب وقفة حاسمة من كافة الدول الإسلامية.