17 ذو القعدة 1429

السؤال

أبلغ من العمر 24 عاماً بدأت قصتي عندما كنت اتابع الأخبار فرأيت المذيعة وبدأت افكر فيها ثم حدثتني نفسي بالذهاب إلى الإنترنت وكانت بداية السلسلة وتطور الحال إلى مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية في المقهى وكلما حاولت الترك أعود مرة أخرى إلى الإنترنت لدرجة أني أسافر من قريتي إلى المدينة المجاورة لمشاهدة الانترنت حاولت الزواج ولكن قوبلت برفض شديد من الوالد بحجة إكمال الدراسة وتأخرت في الدراسة سنتين...فمالحل؟!

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك بموقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والرشاد
قد لا أعجب كثيراً من رسالتك ولكن عجبي من قولك (أنا شاب ملتزم) فهل يعني الالتزام التخلي عن أسباب الهداية والرشاد، أم أن الالتزام لفظ صار يعني شكلاً أو رسماً خالياً من التطبيق العملي لأساسيات هذا الالتزام، ومع ذلك فالأمر يسير على مَنْ يسره الله عليه وأطاع أمره والتزم نواهيه وسلك مسالك الهداية واتبع هدي خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسار سير الأخيار، وعمل بتوجيه أصحاب الخبرة والرشاد، واعلم بني بارك الله فيك أن الشهوة في الإنسان فطرة كما هي في الحيوان، والعاقل من عرف كيف يوظف قدراته ويستخدم إمكاناته، ويستفيد مما وهبه الله تعالى من عقل وحكمة ولا يكون مناط لأفكار شهوانية حيوانية تسوقه وتقوده إلى المهالك في الجسم والعقل والنفس، وأهم من هذا كله في دينه وإيمانه، والمؤمن هو الذي يستدرك ويعلم أن هناك رباً وإلهاً خبيراً بصيراً يعلم بعلمه عن خلقه ما في صدورهم، ورسالتك أكبر دليل على أنك وجل وترغب وتلح في التوبة وترغب أن تسلك مسلك الصالحين، وتعلم أن الله تعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) وأنت في محنة يمكنك تحويلها إلى منحة وفضل وذلك بعودتك إلى الله تعالى فأسرع بالاغتسال والوضوء وقف بين يدي الله رافعاً أكف الضراعة داعياً ومنيباً تائباً نادماً عازماً على عدم العودة، ثم ابدأ بعمل برنامج يومي لا تجعل لنفسك فيه فراغ حتى تجهد نفسك تماماً بين الدراسة وحضور الجامعة والصلاة في أوقاتها مع الجماعة وقراءة ورد من القرآن يومي وممارسة شيء من الرياضة وزيارات لبعض الأصدقاء، المهم اشغل كل وقتك واجهد نفسك تماماً لمدة لا تقل عن شهر حتى تعتاد البعد عن الإنترنت ومتابعة مثل هذه المواقع، ابتعد عن جهاز الحاسب لفترة طويلة وأشغل نفسك قدر ما تستطيع بالطاعة حتى لا تشغلك بالمعصية وأكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى وصاحب الأخيار وإن وجدت وقت فراغ لا تجعله أمام جهاز الحاسب واستعن بالله ولا تعجز، والله معك.