ناطق رسمي مأذون لـ"جامع": غيرنا الخريطة السياسية الأمريكية الداخلية.. نفذنا 100 عملية..لنا مشروعنا السياسي (1)
25 شوال 1429
سارة علي









من حق أي شعب يحتل من قبل قوى غازية أن يدافع عن دينه وعرضه وأرضه وماله , والاحتلال الأمريكي للعراق خرق كل المعاني الإنسانية وانتهك الحرمات ودنس المصاحف وحرق المساجد واغتصب الأعراض والأموال وكل شيء, ولم يرد اعتبار الكرامة ويحفظ ماء وجه العراقيين والمسلمين والعرب إلا عصبة من عصائب الإسلام في العراق كان ديدنها روحي فوق راحة اليد لإعلاء دين الله في الأرض والدفاع عن العراق ضد من استباحوه وعاثوا فيه فسادا , موقع المسلم انفرد بهذا الحوار مع ناطق مأذون من الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية للوقوف على حقيقة الجهاد والمقاومة العراقية وهل قد خفت ضرباتها الموجعة للاحتلال كما تشيع وتدندن عن ذلك أبواق المحتل وأعوانه

إلى نص الحوار:

 

 تعريف شخصي ومن تمثلون؟

 

الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية هي تشكيل مقاوِم؛ تأسَّس أصلاً من أجل ردِّ الاحتلال ومقاومته، وإخراجه من أرض العراق ، ونسعى من خلالها إلى تقديم منهج وسطي ومعتدل، قائم على التأصيل الشرعي والنظرة الواقعية للأحداث التي يمر بها بلدنا العراق؛ بما يحقق لنا خصوصية التنظيم وعلانية أهدافنا.

 

 

متى بدأتم العمل وهل عملكم منذ البداية اقتصر على العمل المسلح؟

 

بدأنا العمل بشكل فاعل ومبكر منذ أيام الاحتلال الأولى، وحينما تكامل تنظيمنا وتحقق أثرنا - بفضل الله وحده - أعلنا عن تشكيلنا في منتصف عام 2004م .. مستكملين بذلك الأخذ بالأسباب المقدرة بحيث يكون انطلاقنا ثابتا ومنضبطا لضمان عدم تفلت قواعدنا مع قراءة واقعية للاحتلال وللمتغيرات التي وقعت، والله هو ولينا ومنه التسديد وحده.

 

من هي الجهات المستهدفة من قبلكم ولماذا هي بالذات؟

 

نستهدف في جهادنا المحتل الأميركي وأعوانه، فالأصل في المقاومة إنها تستهدف الاحتلال ، منطلقة بذلك من قاعدة شرعية هي : وجوب جهاد الدفع ، القائم على رد الصائل المستهدف للدين والنفس مع هدم للعقول وإفساد للنسل وسيطرة على المال ، وكل من يشترك في هذا الاستهداف للشعب العراقي هو يشابه الاحتلال في مقاصده ويلقى منا ما يلقاه الاحتلال.

فمقاومة المحتل هو حق شرعي مقر تقبله الفطرة البشر وتأمر به الشريعة الإسلامية وتقره القوانين والأنظمة الدولية ، ولا ترفضه الأعراف.

 

المقاومة التي تقودونها هل على شكل عصائب وحرب شوارع؟ وما هي آلية المقاومة التي تعمل معكم ؟

 

طبيعة المقاومة في العراق تختلف إلى حد ما عن غيرها ، وذلك لأن أغلب نماذج المقاومة في العالم تحتمي بطبيعة الأرض من جبال أو غابات أو غيرها ، مما يوفر للمقاومين الاختباء والتخفي عن العدو ... أما في العراق فالوضع يختلف ، فالمقاومة اختارت أن تختفي بين الناس لكونها نبعت من بينهم وهي جزء منهم ، وتدافع عن حقهم .. ولذلك فقد تنوع أداؤها بما يخدم طبيعة المرحلة التي تمر بها بما لا يؤثر على مصالح الناس .. من حرب مجموعات في مناطق مفتوحة ، أو كمائن في مناطق خاصة ، أو قنص وغير ذلك .. وقد حرصنا على تحقيق مبدأ مهم مع عدونا هو ( توازن الرعب ) وهذا القانون أو المبدأ المهم استلهمناه من قوله تعالى: ( تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) .. وهو يعطي قيمة مهمة تدفع باتجاه تحقيق ما يحقق النكاية في العدو وإن تعددت الوسائل وتغيرت الأساليب لتحقيق أهدافنا المرحلية. 

ما هي المدن التي يمتد إليها نشاطكم ؟

 

فعلنا يمتد والحمد لله ليصل إلى مساحة واسعة من أرض العراق ، ولا نقول إننا استوعبنا العراق كله .. بل فاق وجود فعلنا وأثرنا غيرنا ممن اختار التعاون مع المحتل .. ونحن والحمد لله أكثر انتشاراً من السابق ، والدليل أنه من يدخل على موقعنا الرسمي على الشبكة العالمية يجد - والفضل لله وحده - أن عملياتنا اليوم أكثر انتشاراً من حيث المساحة الجغرافية ، وأكثر نوعية من حيث الفعل العسكري قياساً عن السابق.

 

عناصركم هل هي من طائفة معينة أم من مختلف توجهات العراق ؟

 

ابتداءً نحن مسلمون ، ثم عراقيون ، لا نؤمن بالتقسيم العرقي والطائفي .. كما إننا لا ننكر طبيعة العراق وتنوع الأعراق والطوائف مع وجود لديانات أخرى .. فلا ننكر خصوصية غيرنا في تفكيره واعتقاده ، وله منا حق المواطنة ، ولنا عليه مثل هذا الحق وتلك الخصوصية بما لا يمزق العراق ويلغي كيانه ، ومن المعروف أن المقاومة نشأت في وسط العراق واختارت طريق الجهاد القائم على التأصيل الشرعي القائم على الكتاب والسنة ، واعتمدنا بذلك خصوصيتنا التنظيمية القائمة على فكرنا الوسطي ، ونحن نستوعب المخالف لنا في الفكر ، الرافض للاحتلال لكونه عراقياً ، يشاركنا حق المواطنة في هذا البلد ، فندفع ظلم الاحتلال عنه ، فأصل الجهاد هو لتحقيق العدل ونشر تعاليم الدين .. وكل من يوافقنا بالفكر ويأخذ مسلكه في التأصيل الشرعي المنضبط فنحن منه وهو منا.

 

ما هي انجازاتكم طوال فترة عملكم؟

 

نحن جزء من المشروع الجهادي في البلد ... فهناك انجاز إجمالي نشترك به مع إخواننا من باقي الفصائل ، وأسماؤها معروفة لا تحتاج إلى حصر .. وأهم انجاز تحقق بفضل الله أولاً هو أن الاحتلال اليوم يتكلم على انسحاب واقعي من العراق ويعاني من اضطراب سياسي ، فاليوم القضية العراقية دخلت في تغيير الخارطة السياسية داخل الولايات المتحدة ، فأخذت قضية العراق تعصف بالنسيج السياسي داخل البيت الأبيض والكونغرس .. والصراع اليوم ليس صراعاً فيه استقرار كالذي كان أيام جون كيري ليفوز بوش بولاية ثانية .. فهناك تسابق واضح لحل مشكلة الوجود الأميركي في العراق يطرحه المرشح الحزبي لينال أصوات انتخابية.

أما انجازنا الخاص فنسأل الله القبول ، أن عمليتنا اليوم هي أكثر عدداً ، وقد أنجزنا مؤخراً مائة عملية عسكرية مصورة قمنا ببثها على موقعنا رداً على قول المحتل أنه قد حقق انتصاره !! كما أننا اليوم والحمد لله أكثر قوة من السابق ، فقمنا بتطوير أسلحة جديدة وتشكيل كتائب جهادية جديدة نسوية ( كتيبة نسيبة الأنصارية ) ، فلم تعد البندقية حكراً على الرجال وحدهم .. مما أعطانا زخماً تنظيمياً فيه واقعية في التعامل مع القضية العراقية بكل تعقيداتها .. كما أن خطابنا السياسي كمكتب قيادي المعتمد على التأصيل الشرعي جاء واقعياً ومنهجياً والحمد لله لنساهم في تشكيل ( المجلس السياسي للمقاومة العراقية ) ، والفقرات التي تم الاتفاق عليها جاءت واقعية ومتزنة والحمد لله بما يوافق توجهنا.

 

مما يعاب على كثير من فصائل المقاومة أنها أثناء تنفيذ العمليات يروح ضحاياها الكثير من أبناء الشعب العراقي ماهي رؤيتكم بهذا الخصوص؟

 

نحن قلنا أن حرمة دم الأبرياء ثابت من ثوابتنا ، فالأصل عندنا أن المحتل جاء ليظلم أهل العراق ويقتل الأبرياء ، وكل من يشابه المحتل بفعله فهو يشبه المحتل من حيث الأداء.

أما ما يقع من تفجير يستهدف الأبرياء هو بالأصل نتيجة تدخل مخابرات تابعة لقوات الاحتلال ، وليس بغريب ما أسس له (نيجروبونتي ) حينما جاء سفيراً للاحتلال ، وهو معروف بكونه مؤسساً لفرق الموت .. يضاف إلى هذا عامل ثانٍ تمثل بنشاط جهات طائفية مخابراتية تريد إثارة الفتن الطائفية في البلد لتشوه صورة المقاومة ، فلا زالت حدودنا الشرقية مفتوحة ، وشاءت إرادة الله أن تفضح مخططاتهم ، فأحداث كربلاء والبصرة من تفجير وقتل تشهد على عظم التدخل .. ولا ينكر أحد أن بعضاً من القوى المسلحة كانت تقوم بهذه الأعمال .. وأغلب فصائل الجهاد المعروفة ترفض مثل هذه الأعمال وتنكر على من يقوم بها ، وقد ضربت على أيديهم ومنعتهم أحياناً .. ومن يريد أن يطلع على منهجنا فليقرأ ثوابتنا الجهادية ، فقد جاءت بعد نظر طويل في قواعد التشريع واستقراء لطبيعة التحديات لترفض مثل هذه الأعمال.

 

هل تعتقدون أن تنظيم القاعدة قد تم اتخاذه معبراً للنيل من نزاهة وإسلامية ووطنية فصائل المقاومة من قبل الإعلام المضاد؟

 

القاعدة عندنا هي تيار وليس تنظيماً فيسهل اختراقه ، ومن انتسب للقاعدة أوغل في دماء علماء وخطباء ، فمساجد الفلوجة أغلقت أبوابها بعد أن اغتالت القاعدة عدداً من علمائها ورجالها .. فما عجز عنه المحتل الأميركي والمليشيات الصفوية وصلت له يد القاعدة أو من ينتسبون إلى القاعدة .. ولم نرَ إنكاراً من رموزها لأخطائها وجرائم من ينتسب لهم .. فشوهت صورة المقاومة ، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى الفصل بين المقاومة والقاعدة ، فالجهاد هو لنشر الدين وتحقيق العدل للناس ، وعدل الجهاد يسبق سيفه ، فقوتنا على الظالمين وعدلنا لنصرة المظلومين المستضعفين.

 

يصف إعلام القاعدة قوات الصحوات بـ"المرتدة" هل تشاطرونهم الرأي ذاته؟

 

الصحوات مشروع جاء كردة فعل على أفعال القاعدة ، وسوء الوضع المعيشي للناس ... وهم خليط من أهداف ومشاريع ، فمنهم من همه المال والسلطة ومنهم من همه أن يعيش ، كما أن منهم من يدافع عن منطقته ضد المليشيات.. ونحن نفرق بين كل توجه وإن جمعهم الاسم ، فالأصل أن الأفعال هي الحاكمة والأقوال هي الملزمة ، ومن ثبت إدانته باستهداف المقاومة يصبح جزءاً من أهدافها.

 

في ظل الحديث عن انسحاب جزئي أمريكي من العراق، وحديث المرشحة لنيابة الرئاسة الأميركية عن انتصار حقيقي للجيش الأميركي، هل نحن إزاء تراجع سريع لطموحات المقاومة العراقية؟

 

لو قمنا بعرض أقوال وتصريح الاحتلال بعد دخولهم بغداد لرجعنا إلى إعلان زعيمهم بوش في بداية دخول قواته العراق عن انتصارهم وإنهاء العمليات العسكري ونشر الديمقراطية هناك بكل ثقة وقوة !! لتظهر المقاومة فتربك صفه ويقرّ بها ويقول لو احتل بلدي لقاومت !! ليفقد عدداً أكثر من قواته ويرسل المزيد ويتحدث قادة السياسة في الولايات المتحدة عن الانسحاب ، فنشهد استقالات قياديين مثل وزير دفاعه وخارجيته !! فيقع هو وأتباعه في مستنقع وتورط حقيقي ، فيبدل قيادات مدنية وعسكرية في إدارته وبشكل يظهر لنا فقدانه للتوازن تجاه قضية  العراق .. وأمريكا اليوم تعاني من عزلة حقيقة بدأت ملامحها واضحة ، ومن اضطراب مالي يظهر من خلال كلمة بوش في الجمعية العامة ، ومن خطاب ساركوزي أيضا وغيرهم ... ومن الطبيعي اليوم أنه إذا أراد الانسحاب فإنه يصنع لنفسه هالة إعلامية لتبرير واقعه الذي يمر به.

أما المقاومة فمشروعها لا زال قائماً ، وهو أشد صلابة من السابق ، وقلة العمليات تأتي نتيجة للانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال من مدن العراق .. فمشروعها قائم ما دام هناك احتلال أو من يمثله.

 

في رأيكم ما العوامل التي أضرت بالمقاومة على الصعيد الداخلي (المقاوم)، والخارجي سواء أكان الاحتلال أم أعوانه؟

 

المقاومة العراقية لم تلق دعما حقيقيا من دول خارجية ، ومن المعروف أن أية مقاومة تحتاج إلى فتح مكاتب لها خارج أراضيها ، وأن تحصل على تأييد خارجي وشعبي ، وهذا ما فقدته المقاومة العراقية من دعم خارجي ، رغم أن قضية العراق تهم المنطقة بأسرها ، ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك قوة ومقدرات لا يستهان بها إلا أنها احتاجت إلى الدعم وإلى التحالفات لإضعاف خصومها ، خصوصاً المقاومة العراقية ... بينما نحن لا زلنا نقاوم بمقدرات محدودة ، ولكن أملنا بالله القوي العظيم كبير وهو نصيرنا في جهادنا.

 

كيف تنظرون إلى إيران؟

 

هناك احتلالان في العراق أحدهما أميركي والآخر إيراني صفوي ... وإيران لم تستطع أن تتجاوز عقدتها القومية الفارسية في العراق .. ودورها هو دور المخرب في البلد والساعي إلى تمزيقه ، فمصالحها فوق عقيدتها ، وما تظهره من عقيدة هو لخدمة مصالحها ، فإيران اليوم تريد الانتشار المذهبي لدول الخليج لتحقيق مصالحها السياسية وخدمة نواياها الفارسية.

 

هل تتوقعون حرباً معها إذا فاز الجمهوريون ؟

 

من المعروف أن المخطط الأميركي لا يرتبط بحزب يفوز بقدر ما يرتبط بمشروع في المنطقة .. ولذلك نجد أن تصريح أوباما جاء أكثر تطرفاً في المنظمة الصهيونية المعروفة ( إيباك ) ، وإيران هي حليفة الولايات المتحدة الممهدة لاحتلال العراق ، وهذا ما صرح به قادتها مثل محمد رضا ابطحي ( نائب الرئيس خاتمي السابق ) وغيرهم بقولهم : لولا إيران لما استطاعت الولايات المتحدة أن تحتل أفغانستان والعراق ، فالصراع هو صراع مصالح ونفوذ ، واليوم ليس العراق فقط هو محط نفوذ إيران ، بل دول الخليج ولبنان ، وهذه مناطق نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ... ومنذ أول يوم لاحتلال العراق شرعت إيران بنشر نفوذها في المنطقة عبر عملائها.

 

ما الذي تهدفون إليه في المدى المنظور القريب كهدف مرحلي في سبيل التحرير الكامل؟

 

وحدة المخلصين الرافضين لاحتلال العراق ، ثم ترشيد أدائها وتفعيل عملها النوعي ، فهناك فقهين يجب على المجاهد أن يدركهما هما : فقه الموت في سبيل الله وفقه الحياة في سبيل الله.

 

 

 

انتهى الجزء الأول , الجزء الثاني سيتناول الإعلام المقاوم والإعلام الإسلامي ودوره في تقديم الدعم للمقاومة الإسلامية ,كيفية الخروج من عنق الزجاجة في الواقع العراقي المرير, ومطالب واستراتيجية المقاومة في المرحلة القادمة وحجم خسائر المحتل الأمريكي , من أين تحصل المقاومة الإسلامية العراقية على الدعم المادي وهل هو كافٍ؟ وغيرها من الأسئلة في الجزء الثاني من الحوار.