صيد الإعلام
3 ذو القعدة 1429
المسلم - خاص
مصائر العملاء والعظة الغائبة!!

سبحان الله وبحمده!! ما أكثر العظات والعِبَرَ وما أقل المتعظين والمعتبرين.

فكم من خائن باع دينه لأعدائه بِعَرَضٍ من الدنيا قليل، ثم انتهى بخزي مطبق وعار لا تمحوه الأيام.وتتكرر المأساة من دون أن يتنبه أصحاب القلوب المريضة الذين يرون تلك المصائر الرهيبة وكأنهم لا يرون ولا يسمعون فهي قلوب قد ختم الله عليها-والعياذ بالله-.

قبل أيام معدودات نشرت صحيفة التايمز البريطانية قصة عميل عراقي قدم خدمات كبيرة للجيش البريطاني بشهادة مسؤوليه، ولكن هذا لم يشفع له لدى وزارة الداخلية البريطانية، فقد رفضت طلب الهجرة إلى بريطانيا الذي تقدم به!!

ولم يتعظ هذا العميل الصغير من التنبيهات القاسية التي تلقاها على أيدي المجاهدين الشرفاء،ومنها هجوم مسلح على منزله واختطاف أحد أبنائه،فكافأه سادته بقرار أجهزتهم الاستخبارية اعتباره"مصدر خطر أمني"!!!!ولم تشفع له عندهم شهادات رؤسائه العسكريين البريطانيين بأنه"مخلص جدّاً"،ولا نشأته على عشق بريطانيا وثقافتها منذ طفولته!!!

أفلا يذكر هؤلاء مصير شاه إيران الذي رفض الأمريكان –بعد خلعه-أن يمنحوه تأشيرة دخول للعلاج في بلادهم،بعد أن أفنى عمره في خدمة مصالحهم ومصالح ربيبتهم الدولة اليهودية؟!!

وهل نسي أولئك المأفونون نهاية فرديناند ماركوس وشوفالييه وتشان كاي تشيك .......؟

***
الكراهية أحدث سلاح انتخابي

قالت العرب قديماً:رمتْني بدائها وانسلّتْ!!

وهو مثل يُضْرَبُ لمن يكون مصاباً بعيب أخلاقي فلا يكتفي بخطيئته بل يتهم به الأبرياء!!

وما من حالة ينطبق عليها هذا المثل الرائع أكثر من حالنا مع الغرب الصليبي الحقود.فهو رائد ثقافة الكراهية لكنه يرمينا-نحن المسلمين-بها.وهو الأب الفعلي لأعتى أنماط الإرهاب والعدوان على الآخرين،في حين يفتري الكذب الصراح بادعائه أنها صناعة إسلامية،وهكذا...

هذا الغرب الذي تحفل قواميسه وموسوعاته وكتبه المدرسية وأفلامه السينمائية والتلفزيونية،بالافتراء الهائل على أمة الإسلام المعتدى عليها،لم يشفِ قلبه العليل كل تلك البغضاء المزمنة،فها هو يجعل من تزوير صورة الإسلام وأهله أحدث سلاح انتخابي في معرك رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية بين المرشح الديموقراطي باراك أوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين.

فقد وزعت جماعة مقرها نيويورك ملايين النسخ المجانية من فيلم تحذر فيه من خطر "الإرهاب الإسلامي" على أمن أمريكا!!أجل، أمريكا التي تعتدي علينا في فلسطين والعراق وأفغانستان !!

ويحمل الفيلم، ومدته ستون دقيقة، اسم " الخوف: حرب الإسلام المتطرف على الغرب" وقد وزعت منه 28 مليون نسخة في الولايات التي تشهد تنافسا حاميا بين المرشحين المتنافسين في تجارة الكراهية.

وكانت المنظمة التي تدعى "صندوق كلاريون" قد بدأت في عرض الفيلم عبر منتديات عامة كالمكتبات والكنائس خلال العامين الماضيين، وروجت له عبر عدة مواقع إلكترونية تابعة لها

لكنها قامت على مدى الأسابيع الماضية بتوزيع الفيلم بالمجان مرفقا بالصحف والبريد في ولايات متأرجحة مثل فلوريدا وأوهايو وكلورادو وفيرجينيا.

وتكتمل الدائرة الخبيثة بالحماية الدستورية الجائرة لهذه البغضاء الصريحة،فلا يمكن مقاضاة هؤلاء المجرمين وفقاً للقوانين الأمريكية المتحيزة.وخير دليل على ذلك أن نتخيل لو كان الفيلم الدنيء يتكلم عن إرهاب يهودي أو نصراني أو هندوسي أو بوذي!!!