18 ذو الحجه 1429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ابنة عمة أكبر مني بتسعة أشهر، مطلقة مرتين، أريد الزواج منها لتكون الزوجة الثانية، علماً أنها ليست ملتزمة وأنا ملتزم، وهي الآن في أمريكا للدراسة، ويدفعني للزواج منها طيبتها، وأظن أني سأؤثر عليها لتسلك طريق الاستقامة، لكن زواجي منها سيدفع زوجتي لكُرْه أهلي وخاصة والدي، مع العلم أن والدي ووالدتي لا يعلمون بما يدور في خاطري من الرغبة في الزواج من ابنة عمتي رأفة بها وبحالها.
آمل الإجابة عن سؤالي فأنا في حيرة من أمري وقد استخرت ربي كثيراً ولم يتبين لي شيء.

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

أخي الفاضل..
تذكر القاعدة التي تقول " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح "
فأنا لا أنصحك بالتقدم والزواج من ابنة عمك، فالطيبة وحدها لا تقوم عليها المنازل والبيوت الإسلامية المستقرة. ففي الغالب أن زواجك بها إن تم لن تجني منه ما تحلم به، وسيكون في الغالب زواج فاشل، للأسباب التي ذكرتها وغيرها، أو غير مستقر والله اعلم
تذكر أنها أمرأة راشدة عاقلة وأن لها حياتها الخاصة التي تعودت عليها والتي ستجد صعوبة لتغيرها أو تتنازل عنها. حتى لو تنازلت عنها وطاوعتك في بداية الأمر، قد تعود تدريجيا إلى سابق عهدها وتبدأ المشاكل من جديد وقد ينتهي الأمر بكما إلى الطلاق مرة أخرى، فتدفع أنت الثمن أنت وأسرتك وتكون سببا في قطع الرحم بينك وبين عمومتك.
أنا لا اعتقد انك ترحم ابنة عمك فقط ، بل قد تكون معجب بها ولكنك تقنع نفسك بعكس ذلك. ولكن تأكد أن هذا الإعجاب أو هذه الرحمة سيختفي تدريجيا بعد الزواج ، عندما تصطدم بالواقع وتبدأ التنازلات سواء منك أو منها. وتخيل لو كنت أنت من سيتنازل إرضاء لها وشفقة عليها وحبا لها، والطامة الكبرى لو تنازلت عن مبادئك والتزامك بدينك، فالزوجة الصالحة عون لزوجها في هذا الزمان، فلا تبع آخرتك من اجل دنيا مجهولة لا تدري أين ستقودك.
ذكرت انك طالب علم وداعية، فكيف يمكنك أن تدعو لله ولتطبيق الشرع وزوجتك غير محجبة وتسافر هنا وهناك دون محرم ، كيف ستكون مصداقيتك !!
وتخيل لو رزقك الله الذرية منها وهي تسير على هذا النهج، أو أنها التزمت ثم عادت كما كانت كيف سيكون موقفك أمام أولادك!! كيف ستكون قدوتهم أنت أو والدتهم !!
يمكنك مساعدتها بنصحها وتوجيهها عن طريق الأهل أو الكتيبات أو الرسائل، ولا تحاول دعوتها بالحديث المباشر معها، لأنك في الغالب ستزداد تمسكا بها ورغبة بالزواج منها. ويمكنك أيضا الدعاء لها بأن يهديها الله وأن يرزقها بالزوج الصالح الذي يسعدها وتسعده ويكون سببا في هدايتها باذن الله.