صيد الإعلام
17 ذو القعدة 1429
المسلم - خاص

ما هذا الحقد على الحجاب؟
غادة الطويل وهالة المالكي سيدتان مصريتان غير مشهورتين في العالم العربي،بالرغم من أنهما مذيعتان تلفزيونيتان متفوقتان.لكن اسم كل منهما أصبح  كما قالت الخنساء في رثاء أخيها صخر: كأنه عَلَمٌ في رأسه نارُ،وسبب شهرتهما خصومهما في تلفزيون الإسكندرية،الذين يغيظهم أن تغطي المرأة شعر رأسها.وكانت غادة وهالة سافرتين ثم هداهما الله عز وجل قبل ست سنوات إلى التزام تغطية الرأس،فقام أعداء الفضيلة على الفور بمنعهما من الظهور على الشاشة،جرياً على سياسة رسمية متعنتة، يسير عليها الإعلام المصري في قنواته التلفزيونية كافةً،في إصرار عجيب على التغريب –بل فرض التغريب!!-.
وهؤلاء المعاندون الذين يستغشون ثيابهم ويضعون أيديهم في أفواههم،يهزؤون عملياً من دستور البلد الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة وعلى أن شريعته الغراء مصدر رئيسي للتشريع!!وفي الوقت ذاته،يدوس أولئك النفر على أبسط حقوق الإنسان التي يتشدقون بها هم وسادتهم الغربيون،ألا وهي الحرية الشخصية.ناهيكم عن أن المذيعة المحجبة اليوم باتت تمثل أكثر النساء في مصر،حيث بلغت نسبتهن بين عموم نساء مصر ما بين 8 و9 من 10!!!!
لكن غادة الطويل وهالة المالكي امرأتان قويتا الإرادة،فلم تستسلما لهذا الابتزاز الرخيص،إذ لجأتا إلى القضاء المصري الذي أنصفهما،لولا أن  المكابرين مضوا في غيّهم فرفضوا تنفيذ الحكم القضائي،وهي جرأة تفضح عبيد التغريب جميعاً،فهم مع سيادة القانون ما دام إلى جانبهم فقط!!وأخيراً يبدو أن إدارة جديدة محترمة مهنياً قررت احترام حكم القضاء فسمحت للمذيعيتن الجريئتين بالظهور على الشاشة.فهل يغدو هذا الفعل الشجاع سابقة يلتزم بها المشرفون على الإعلام باعتبارهم موظفين يتقاضون رواتبهم من جيوب المواطنين،وليست قنوات الدولة مزارع خاصة لحفنة المتغربين ورثوها عن آبائهم؟
***
التطبيع مع الحرام
وهذه هي التسمية الموفقة التي أطلقها عدد من علماء المغرب على وقاحة عصابات التغريب ونشر الفجور والمجون،والتي تمثلت في تنظيم معرض"دولي"للخمور،يشارك فيه أهل الشر من بلدان أوربية عدة،وذلك لنقل جريمة تعاطي أم الخبائث من مرحلة الخلل الفردي،إلى مرحلة التطبيع الجماعي مع هذا المنكر الكبير،وذلك بإضفاء هالة زائفة هي المعارض الدولية،وقد تليها مرحلة عقد ندوات "فكرية"وربما"صحية"لهذا الداء العضال،الذي تشكو دول الغرب من الآثار الكارثية لإدمانه على الأفراد والأمم،من النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية!!
فكيف يراد لأمة الإسلام أن تدخل جحر الضب الذي دخل فيه القوم من قبل، وهم يسعون إلى الخروج منه لأسباب دنيوية محضة؟أليست الخمر من الكبائر الموبقة،التي حرّم الله سبحانه كل ما يتصل بها من شرب وعصر وتقديم وحمل .....؟
وعليه فليس هنالك وصفٌ أكثر دقة لهذه الوقاحة من قول بعض العلماء هناك :إن المعرض المقرر مجاهرة جماعية بالمعصية،وهو ما يطرح عشرات من علامات الاستفهام حول صمت الجهات المعنية كوزارة الشؤون الدينية والعلماء الرسميين .أليس الصمت في معرض البيان بيان؟فهل يرضى هؤلاء عن خطوة صفيقة من هذا النوع تمثّل عدواناً صريحاً على المعلوم من الدين بالضرورة؟ثم أليس غريباً جدّاً أن تزداد وقاحة أهل التغريب يوماً بعد يوم،وأن نواجهه بالسكوت،ثم نزعم أننا فوجئنا كلما استطاع الغلاة استقطاب مزيد من أبنائنا إلى باطلهم المهلك؟
إن الحد الأدنى من الواجب الشرعي يتلخص في ضرورة أن يقف أهل العلم وقفة رجل واحد في الذود عن ثوابت  الدين، ومواجهة أهل الباطل الذين تغريهم سلبيتنا أو يشجعهم تغاضينا.