موقع"العربية" ودفاع باهت!
2 محرم 1430
المسلم - خاص

الافتراء على السعوديين

ثارت مناقشة جدية قبل أيام حول موقع(العربية نت)،بدأها د.عبد الله المسلم بمقالة مفصلة حول سياستها التحريرية،ثم رد رئيس تحرير الموقع د.عمار بكار-رئيس التحرير بالموقع المذكور-على رأي الدكتور المسلم.
المقال الذي أطلق الشرارة استفز بكار لأنه استهدفه بالهجوم منذ السطور الأولى،إذ قال المسلم ما نصه:  (( من خلال متابعتي الدقيقة للأخبار التي تعرض على موقع العربية، يبدو لي أن عمار بكار رئيس تحرير موقع (العربية نت) لا يقل خطرا عن مدير قناة العربية عبدالرحمن الراشد في السعي لعلمنة المجتمع وتغريبه !.....))!!
وقد برر  الكاتب هجومه الشخصي بأمرين أولهما:تقديم موقع إسلامي لعمار بكار على أنه إعلامي إسلامي،والثاني:عدم جدوى نصائح سابقة قدمها بعض الغيورين لموقع العربية نت لتعديل مسلكه المنحرف.
ثم عرض المسلم ملاحظاته على الموقع المشار إليه في سوء تصويره للمجتمع السعودي،وهو ما عبر عنه قائلاً:قد يتبادر إلى الذهن أن الموقع هو موقع إخباري... ينشر الأخبار مهما كانت! إن شرا فشر، وإن خيرا فخير... والمهم هو توصيل الخبر للقارئ ... لكن الحقيقة أن ذلك لا يبدو صحيحا وذلك من خلال المتابعة الدقيقة لنوعية الأخبار المنشورة وطريقة كتابتها! كما أن المتابع يرى ذلك الكم الهائل عن أخبار الفن وأهله والجرائم الأخلاقية التي تكتب بطريقة فجه وفاضحة....وهذا فيه ما فيه من نشر للفاحشة وإشاعتها بين الناس.
وللتدليل على صحة اتهامه ساق الكاتب جملة من الأخبار الصفراء التي نشرها موقع العربية نت،ليخلص منها إلى أن ما عرضه ليس سوى غيض من فيض وإلا فإن الموقع يحتوي على آلاف القصص والعناوين عن مجتمع المملكة العربية السعودية... وتصويره وكأنه مجتمع "شيطاني" "منافق" "مجرم"! مما يجعل القارئ العربي أو الأجنبي يظن أن هذا المجتمع قد وصل إلى الحضيض في أخلاقه ودينه ولم يعد ذلك المجتمع المحافظ المتدين! وهذا يتضح من كثرة الأخبار السيئة المنشورة والتي لا يخلو بعضها من الكذب والتلفيق كما هو الحال في صحف الإثارة الغربية (Tabloid).
والنقطة الثانية في لائحة الاتهام أن موقع العربية يسمح بنشر تعليقات على أخباره اليومية من قبل بعض القراء (المدسوسين) والتي تناقض بشكل صارخ شرع الله ودينه.... فتلك التعليقات لا تحكم بشريعة ولا أخلاق ولا قانون....فنجد العنصرية تفوح منها، كما أن الإسلام وأهله يكال لهم الشتائم والأكاذيب في هذا الموقع ، وينتقص كذلك من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. أما العلماء والفضلاء فلهم نصيب وافر من الشتائم والسباب من غير حسيب ولا رقيب.

نحن ناقلون!!

حدد بكار رده على اتهامات المسلم في نقاط،خلاصتها:
• أن معظم الأخبار التي وردت في الاتهام سبق نشرها في الصحف السعودية فلماذا يخص المسلم موقع العربية بغضبه؟
• أن الموقع ينشر عن السعودية الأنباء السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وأن الغالب على الأخبار الاجتماعية عالمياً هو السمات السلبية والوقائع غير الطيبة.
• أن الاهتمام بهذه الأحداث التي لم يَخْلُ منها حتى المجتمع النبوي اهتمام صحي ومطلوب لمعالجتها...
• هناك خلاف مهني مستمر حول الإيجابيات والسلبيات لتغطية الأزمات الاجتماعية إعلامياً..
• أن العربية لا تدس فهي تنسب أخبارها إلى مصادرها فإذا وقع خطأ فالوزر على المصدر.

مغالطات مفضوحة

بصرف النظر عن الموقف من توجيه الاتهامات إلى شخص معين،يبقى مقال المسلم تعبيراً صادقاً في المحتوى عن ضمير الأكثرية الساحقة من الجمهور المسلم الذي يفترض في الموقع أنه يستهدفه.بل إن الرجل كان مؤدباً ورفيقاً في بيانه لعوار العربية نت.
وأما رد بكار ففيه مغالطات مكشوفة لا ندري كيف استساغ عمار أن يسوقها في معرض دفاعه عن نفسه.فهل يبرر نشر الفحش مثلاً لمجرد أن آخرين سبقوا فاعله في اقترافه؟
وانتقاء الموقع لأخبار سيئة ملحوظ  ولا يخفف من وطأته نشر أخبار طيبة في المجالات الأخرى!!ثم ألا يعلم رئيس تحرير العربية نت أن أكثر الأنباء الاجتماعية في وسائل الإعلام الغربية-العلمانية أو النصرانية-أنباء عن أمور إيجابية غالباً؟
ومتى كانت إشاعة الفاحشة منهجاً إسلامياً حتى ينسبه زوراً وبهتاناً إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ألم يكن المنهج النبوي هو :ما بال أقوام يفعلون وما بال أقوام لا يفعلون...؟
ثم لماذا تثور ثائرة بني علمان-وموقع العربية على رأسهم-إذا نشر موقع ما،خبراً موثقاً عن قول كفري صادر عن أحد رموزهم زاعمين أن هذا مخالف لأدب الإسلام!!!!
والخلاف على نشر السوء من عدمه واقع مهنياً لكننا نحن المسلمين نأخذ أولاً وأخيراً بمبادئ ديننا وأحكامه الجلية حتى في المسائل التي يدّعي أهلها أنها قطعية عندهم!!
           وأخيراً:ألم يتعلم عمار بكار –شرعياً ثم مهنياً –ضرورة التثبت قبل النشر وهو ما يدعوه علماء الإعلام"التحقق من الخبر"فهل يجوز له نشر الافتراءات بذريعة أن العهدة على المصدر؟حرام يا دكتور إن كنت مقتنعاً بما تقول وأشد حرمة عليك إن لم تكن مقتنعاً!!