محرقة هتلر ومحارق اليهود والمحرقة الكبرى
12 محرم 1430
إبراهيم الأزرق

الهولوكست أو المحرقة تعبير شاع للتعبير عن أنواع الإبادة التي تعرض لها اليهود في العهد النازي، وهي عند اليهود وجُلِّ الغربيين حقيقةٌ الامتراء فيها جريمة يعاقب عليها، ويزعمون أن الصور والوثائق والمقابلات المثبتة لها الباقية لايمكن جحدها.  غير أن الباحث المنصف لا يعول على تهويل قومٍ بهتٍ، ويعلم أن ما يذكرونه فيه كثير من المبالغة أو على أقل تقدير فيه كثير من الدعاوى التي ليس لها ما يثبتها، ولا يخفى عليه تلبيسهم على الناس بصور وأشياء لم نعلم أنها ليهود فقط! وقد كان الحزب النازي عنصرياً لا يميز بين كثير من الأعراق التي اعتبرها معادية، والقوميات التي اتخذها أعداء.

 

غير أن أصل القضية وهي حمل هتلر على اليهود ولا سيما الألمان تثبته دلائل شتى، كما تثبت تلك الدلائل أن لهتر مسوغاته التي هي أقوى من مسوغات اليهود التي يدعونها اليوم ليقنعوا العالم بعدالة محرقتهم في غزة.

 

 

وقد كانت أهم مسوغات هتلر منحصرة في خيانات اليهود، وبلاده تمر بأوقات عصيبة، بالإضافة لإفسادهم في داخل المجتمع الألماني، وبعد دراسته للحركة الاشتراكية الديمقراطية وجد صلة وثيقة –كما ذكر في مذكراته- بينها وبين المبادئ التي يروج لها اليهود، وأدرك مع الأيام أن الأهداف البعيدة للحركة الاشتراكية الديمقراطية، هي نفسها الأهداف التي لليهود كشعب، ولليهودية كدين،وللصهيونية كحركة سياسية قومية، قال: "أدركت وجود خطرين مدقعين يحيطان بالشعب الالماني، وهما اليهودية والشيوعية"، وقال بعض الباحثين: "وجد هتلر أن العقيدة اليهودية المعبر عنها بالتعاليم الماركسية؛ تنكر قيمة الإنسان الفردية، كما تنكر أهمية الكيان القومي والعنصري، مما يؤدي إلى تجريد البشرية من العناصر اللازمة لاستمرارها ولبقاء حضارتها، وهكذا آمن هتلر بأنه بدفاعه عن نفسه ضد اليهود، إنما يناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق في الدفاع عن الجنس البشري كله".

أما جانب الإفساد الأخلاقي في المجتمع الألماني والدأب على انحطاطه في الرذائل والشهوات، فقد قال عنه هتلر في مذكراته: "ما بات  واضحاً لي هو أن اليهود ما كانوا ألماناً، بل شعباً خاصاً! فمنذ أن بدأت بدراسة الموضوع بت ألاحظهم.. كانت تصرفاتهم وأخلاقياتهم وأشكالهم تخالف تماماً الألمان العاديين! بل إنني عرفت أن بينهم حركة تدعى الصهيونية تؤكد أنهم شعب خاص..."، قال: "ثم لاحظت أيضاً الدور الذي يلعبونه في الحياة الثقافية، ولا أدري هل يوجد أي نوع من أنواع الفساد الأخلاقي والثقافي دون أن يكون أحدهم وراءه؟! لاحظت دورهم في الصحافة، في الفن، في الأدب ، في المسرح... ولم أحتج لسوى قراءة الأسماء وراء كل إنتاج يسعى لهدم البنية الأخلاقية للمجتمع، وفي جميع الميادين. ولئن كان ثمة واحد مثل جوثة، فهناك مقابله آلاف من هؤلاء الذين يبثون السموم في أرواح الناس. وبدا كأن اليهود قد خلقوا للقيام على مثل هذه القاذورات. فتسعة أعشار القذرات في ميداني الأدب والمسرح أنتجها الشعب المختار، وهم لا يزيدون عن 1% من السكان".
ولما رأى من صنيعهم قال تلك القولة المشهورة التي تنسب إليه: "لقد كان بوسعي قتل جميع اليهود، غير أني أبقيت منهم ليرى العالم لم قتلتهم"!

 

 

وأياً ما كان فهتلر دكتاتور ظالم تعدى على الأطفال والنساء والشيوخ من أعراق وأديان مختلفة، غير أنه ليس بأظلم من اليهود الذين رأينا في بقيتهم ومن أخلاقهم ما يفسر قتل هتلر لمن قتل منهم... وتلك محارقهم في أرض فلسطين شاهدة عليهم، الناظر فيها يتذكر ما زعموه من أمر الرب لهم: "اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا" [سفر صموائيل 15/3]، وكذلك اليوم يفعلون في غزة.

 

 

والمسلمون أمة تحفظ.. فلا زالت كتب التواريخ القديمة تذكر لنا تعداد من قتل من المسلمين إبان الغزو الصليبي لأرض الإسراء والمعراج، وكذلك اليوم لم ولن ينس المسلمون الصادقون المجازر التي اقترفها اليهود في فلسطين وعدد ضحاياهم فيها.. وكما جاء صلاح الدين بعد نحو القرن فانتصر لأهل الإسلام بعد ذلك الزمن المديد، سوف يجيء -ولو بعد حين- اليوم الذي ينتصر فيه المسلمون لضحاياهم، وقد يتكرر هذا على مر الدهور والأيام، إلى أن يجيء وعد المعركة الفاصلة آخر الزمان، يدل على ذلك قوله سبحانه بعد أن ذكر إفساد بني إسرائيل مرتين فذكر المرة الأولى وما سلطه عليهم بظلمهم، ثم نصرهم بعد توبتهم، ثم قال: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) [الإسراء: 7-8].
 وقد اختلف المفسرون في وعد الآخرة وإفسادهم الثاني، ومن سلط عليهم، وأياً ما كان فقد قال الله تعالى: (وإن عدتم عدنا)، وهاهم اليوم للإفساد عادوا، وَلَيُعِيدَنّ ربُكَ الكرَّةَ عليهم، وسوف تظل الأيام مع هؤلاء القوم الملعونين دول، إلى يوم المعركة الكبرى الموعود، وعندها سوف تكون المحرقة الحقيقية التي لا تذر ولا تبقي على أحد من اليهود، وذلك يوم توضع الجزية، ويكسر الصليب، وينزل المسيح، وينطق الشجر: يا مسلم يا عبد الله! خلفي يهودي تعال فاقتله... غير أنا نسأل الله أن يرينا قبل ذلك اليوم في اليهود المعتدين اليوم عجائب قدرته، وأن يلعنهم في الدنيا قبل الآخرة لعناً يشفي صدور المؤمنين إنه عزيز جبار قدير.