أنت هنا

22 محرم 1430
المسلم- متابعات

أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت وقفا لإطلاق النار في غزة بعد 22 يوما من الحرب التي شنها على قطاع غزة، ولم يستطع خلالها تحقيق الأهداف الرئيسية التي أعلنها في بداية الحرب وهي القضاء على حماس وإطلاق سراح الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط.

وتحدث أولمرت بنبرة المنتصر معتبرا أنه حقق ما كان يريده من خلال "العملية العسكرية". وقال في مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة من مساء السبت: "نضجت الظروف التي حققنا فيها أهدافنا، وتم تحقيقها بالكامل وربما أبعد من ذلك.. حماس تلقت ضربة في بنيتها العسكرية.. كثير من رجالها قتلوا، وتم تدمير مصنعا لانتاج الصواريخ، كما تم تدمير الأنفاق". وأضاف: "كافة المناطق التي تطلق منها الصورايخ أصبحت تحت سيطرة الجيش".

ووجه أولمرت شكرا إلى الحكومة والشعب "الإسرائيلي"، وقال: "يجب أن نتذكر أولائك الذين سقطوا في الجنوب، 3 مدنيين و10 جنود".

ويتناقض إعلان أولمرت ما يراه المحللون على أرض الواقع؛ فحماس مازالت تطلق صواريخ على مدن الجنوب "الإسرائيلي"، وقادتها الميدانيين بخير كما صرح بذلك متحدثون باسم حماس، كما أن الجندي شاليط لم يتم تحريره أو التوصل إلى مكانه.

كما أن القادة الميدانيين للمقاومة أكدوا وأرسلوا شرائط فيديو مسجلة لعمليات قنص لجنود "إسرائيليين". وأكدوا أن عدد القتلى في صفوف الجيش "الإسرائيلي" يزيد عن 45 جنديا بالإضافة إلى أكثر من 100 جريح.

ولحظة خطاب أولمرت سقط صاروخ على إحدى المدن "الإسرائيلية" بحسب رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي.

وقال أولمرت إنه تقرر وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد ثلاث ساعات من الإعلان عنه، أي في تمام الساعة الثالثة صباحا بتوقيت مكة المكرمة.

وكان أولمرت قد أعلن في بداية الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على غزة أن الحملة تهدف إلى القضاء على حماس، ووقف إطلاق الصواريخ من غزة، وتحرير الجندي الأسير شاليط.

ومن جانبه قال أسامة حمدان المتحدث باسم حماس في بيروت إلى أن حكومة حماس في غزة إن خطاب يعد "خيبة جديدة يختم به أولمرت حياته السياسية". واعتبر حمدان أن أولمرت يناقض نفسه في هذا الخطاب، حيث قال إن الجيش أصبح يسيطر على أماكن إطلاق الصواريخ، في حين قال في نهاية خطابه إنه سيستمر في متابعة إطلاق الصواريخ، إذن لم يتم السيطرة عليها.

وقال عبد الله شلح إن الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة رسخت حماس باعتبارها الحكومة الشرعية والمنتخبة. وأضاف: إننا لم نخض العملية السياسية ولم نتنافس في الانتخابات لكننا الآن نعتبر أن حكومة حماس هي الحكومة الشرعية الطاهرة الصالحة.

وخلال حديثه وجه أولمرت شكره إلى ما أسماه "صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية وشجاعتها وتماسكها أمام الصواريخ الهاون المسلطة على أكثر من مليون إسرائيلي". لكن أولمرت عاد ليقول أعلم أن هناك مظاهرات الآن مطالبة بالإفراج عن شاليط. وأضاف: مساعانا لإطلاق جلعاد شاليط سيستمر بعد انتهاء الحرب.

وقال أولمرت إنه تلقى اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي سعى إلى وقف إطلاق النار. وتابع "نقلت أقوال الرئيس إلى الطاقم الوزراي، الذي قرر الاستجابة لمطالبه"، واستطرد قائلا: "لكننا ستبقى على قواتنا في غزة".

وأضاف: "لقد بلورنا مع مصر التفاهمات التي تؤدي إلى تقليص ملموس لترهريب الأسلحة عبر الأنفاق.. واتفقنا مع الولايات المتحدة على خطة من أجل منع تهريب الأسلحة من خلال حدود مصر أو إيران".

وأكد أن "حماس ليست جزءا من هذا الاتفاق.. وإن قررت استمرار إطلاق الصواريخ؛ فإسرائيل ستكون مستعدة وحرة لمواصلة حملاتها والرد بقوة". وتابع: "إسرائيل قادرة على ذلك عشية الانتخابات.. وحماس ستفاجأ بحجم القوة الإسرائيلية".