بتعاون مع هيئة الأمر .. معرض الرياض للكتاب ينطلق بإصدارات 27 دولة
6 ربيع الأول 1430
المسلم - خاص

ينطلق الثلاثاء في العاصمة السعودية "معرض الرياض الدولي للكتاب" برعاية خادم الحرمين الشريفين، وذلك  بمقر المعارض الجديد على طريق الملك عبدالله بالرياض.
ويحظى المعرض الدولي باهتمام كبير من الجهات المختصة كما يظهر في العديد من التصريحات التي صدرت عن قيادات وزارة الإعلام بشأن الفعاليات والتسهيلات التي تصاحب المعرض.
في الوقت الذي يلمح فيه مراقبون إلى حالة ترقب سائدة بسبب تداعيات لأنشطة وفعاليات أثارت الجدل بالمعرض الدولي في الأعوام الماضية، منها تسلل إصدارات مشبوهة لأروقة المعرض تخالف الشرع الإسلامي.

 

تعاون مع الهيئة

وفي بادرة يراها مراقبون مزايدة على هذا الترقب، أو تفاديا للإشكالات التي أثارت الجدل، صرح مصدر مسؤول بوزارة الإعلام السعودية بأن تنسيقاً كاملاً سيتم بين اللجنة المنظمة لمعرض الرياض الدولي للكتاب وفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض.
وقال د.عبد العزيز السبيل " - وكيل وزارة الإعلام السعودية - في مؤتمر صحفي عقد ظهر السبت الماضي - إن "دور الهيئة مهم وليس عشوائيا" مشيرا بذلك إلى دور هيئة الأمر بالمعروف السعودية في مراقبة سلامة الفعاليات والإصدارات من المخالفات الشرعية.
من جهة أخرى وفي السياق نفسه أكد "عبدالرحمن الهزاع" - وكيل وزارة الإعلام السعودية للإعلام الداخلي -  إن الوزارة لن تسمح بوجود أي مطبوع يحمل أية مخالفات سواء دينية أو أخلاقية أو سياسية.

 

عمل للنساء!

وفيما أثار جدلا مبكرا حول ضوابط إدارة المعرض، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام إتاحة الفرصة أمام النساء للعمل في معرض الرياض الدولي للكتاب؛ حيث أعلن د.عبد العزيز السبيل " - في مؤتمر صحافي الجمعة الماضية - أنه سستاح الفرصة لعمل النساء، وذلك طوال أيام المعرض باستثناء الأيام المخصصة للرجال.
ومن جهة أخرى وردا على سؤال حول إحضار فرقة فنية برازيلية في حفل افتتاح المعرض أفاد السبيل بأن الغرض هو عرض للثقافة البرازيلية, رافضا مزاعم أن إدخال الجانب الرياضي في المعرض يهدف إلى كسب الجمهور.

 

مشاركات واسعة

ومن المتوقع، وفقا لتصريحات الإدارة المنظمة للمعرض، أن يحظى المعرض بمشاركات واسعة، حيث صرحت مصادر مختصة بأنه من المنتظر أن يضم بين جنباته أكثر من 250 ألف كتاب من 27 دولة مختلفة.

ويمثل هذا الكم الهائل تحت سقف واحد إصدارات 650 دار نشر متنوعة ما بين دور نشر عربية وأخرى أجنبية، الأمر الذي يثير التساؤل حول كيفية الضبط الشرعي والأخلاقي لهذا الزخم الكبير من الإصدارات، على حد قول محللين متابعين للحدث.
وفي هذا السياق صرح مصدر مسؤول بوزارة الثقافة والإعلام السعودية بأن إدارة المعرض لم تمنع أي دور نشر بعينها من المشاركة في المعرض, وأن عدم قبول بعض دور النشر مرده ضيق مساحة المعرض، على حد قول المصدر.
ومن جهة أخرى أعلنت اللجنة المنظمة أنها – مراعاة منها لما وصفته بالأزمة الاقتصادية - خصصت - وللمرة الأولى في تاريخ المعرض - جناحاً للكتاب المستعمل.
ويعد الكتاب المستعمل – في كثير من البلدان العربية – ملاذا لكثير من هواة القراءة ومحبي الثقافة؛ يستعيضون به عن الكتب الحديثة والفاخرة بأسعارها المبالغ فيها.

 

تفاؤل وتشاؤم..!

وفيما يصرح وزير الثقافة والإعلام السعودي د."عبدالعزيز خوجة" باهتمام القيادة السعودية بالمعرض؛ لما يصفه بأهمية الكتاب في السياق الاجتماعي وبالدور المهم الذي تؤديه الثقافة في حياة الأمم، والحرص على دعم التنوع الثقافي والتواصل مع الأمم والحضارات والاستفادة من منجزاتها"، ويوافقه محللون في أن المهرجان الثقافي الكبير الذي تقدمه المعارض الدولية العربية قد يعطي دلالة على التعطش للجديد والاستزادة من كنوز الثقافة والعلوم المختلفة، يخالفهم الرأي مراقبون - في اتجاه معاكس يجنح للتشاؤم -  إذ يرون في الإقبال الجماهيري العربي على معارض الكتب محض فضول واقتناء لتزيين رفوف المكتبات؛ بدلالة تعاقب هذه الملتقيات دون مردود ملموس، على حد وصفهم.
وعلى صعيد آخر ما زالت حالة الترقب تفرض نفسها على المتابعين؛ بشأن خلو المعرض من الإصدارات المشبوهة أو المثيرة للجدل في ظل هذا الحشد من الدور والإصدارات، وتحقيق دور فعال لهيئة الأمر في منع المخالفات؛ وهو ما يتوارى الجواب عنه خلف الساعات القليلة المتبقية على لحظة الانطلاق.