صيد الإعلام
18 ربيع الأول 1430
المسلم - خاص

مفارقات أمريكية

وما أكثر المفارقات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية!!
فوزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلنتون بيضاء البشرة تعمل مع رئيس أسود،في حين كانت سابقتها كونداليزا رايس سوداء اللون في إدارة بوش الأبيض!!
تلك التفاصيل ليست موضع الشاهد،بل سقوط كل الفروق عندما يتصل الموضوع بأحبابهم الصهاينة أو بأعدائهم المسلمين،فهنالك لا حاجة للاطلاع على أي معلومات أو لمراجعة مواقف أو متابعة مستجدات.وهنا تذوب الحدود فلا يمين ولا يسار ولا جمهوريين ولا ديموقراطيين!!
ولذلك تستطيع أن تقرأ تصريحات كلنتون وتظن أنها لسابقتها رايس،والعكس صحيح كذلك.
استهلت كلنتون نشيد أمريكا المكرور :أمن "إسرائيل"-إزالة حماس-التزام"العرب فقط بالطبع"بمقررات اللجنة الرباعية الدولية-,,......

 

وذروة المفارقات تمثلت في دخول أوباما البيت الأبيض الذي تلاه مباشرة فوز صقور الصقور من العنصريين اليهود-بالمصطلحات الصهيونية والغربية نفسها-،فإذا بالإدارة الجديدة تقول:إننا سوف نتعامل مع أي حكومة يختارها"الشعب الإسرائيلي"!!وفي الوقت ذاته،دسّت إدارة أوباما أنفها في أدق الشؤون الداخلية للفلسطينيين،فقالت الوزيرة كلنتون بصلف:لا مصالحة فلسطينية ما لم تعترف حركة حماس بقرارات اللجنة الرباعية!!!!

 

ولأسباب دعائية محضة،عمد الرئيس الأمريكي الجديد إلى الاستشهاد بنصوص مختارة عن التسامح تمثل ديانات مختلفة،وجاء من بينها معنى حديث نبوي شريف :لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه. وقامت قيامة الجميع من شتى الاتجاهات على أوباما،لأنه استدل بنص إسلامي!!
فالصليبيون-كعادتهم-لم تزعجهم النصوص البوذية أو الهندوسية أو الكونفوشيوسية التي وردت في كلمة أوباما!!فعدوهم الأوحد هو الإسلام،لكن بعض المنتسبين إلى الإسلام ما زالوا غافلين أو متغافلين!!

***

 

البراعة اليهودية في الكذب العلني

في حلقة من حلقات برنامج(من واشنطن) بقناة الجزيرة،ناقش المشاركون فيها قضية انعدام المساواة في الكيان الصهيوني بين اليهود المسيطرين والعرب المقموعين.غير أن الضيف اليهودي إيتان عروسي أصر على المعزوفة اليهودية المكذوبة عن الديموقراطية في دولته القائمة على الاغتصاب والعدوان وعلى التمييز الديني والعنصري في أشد درجاته حدة وصفحاته سواداً.

 

لكن وريث أسلافه محترفي الكذب على الله وعلى عباده،شعر بتضييق المذيع الخناق عليه بالشواهد والأدلة الموثقة من مصادر منظمات حقوقية غربية وبعضها من داخل الكيان الصهيوني،وهنا لجأ إلى موروثه من المخادعة فأخذ يصرخ:لو كان عندنا تمييز فلماذا يحرص عرب 1948م على جنسية"إسرائيل" ويعملون بجدية حتى لا يفقدوها!!

 

ولم يتنبه مدير الندوة المذيع عبد الرحيم فقراء إلى وقوع هذا الصهيوني الوقح في شر أعماله،فكلامه ذاك هو اعتراف أكيد بالتمييز،وإلا فلماذا بخاف العربي هناك من سلب جنسيته في حين لا يخشى اليهودي من ذلك،حتى لو كان يجحد "شرعية"الدولة،مثل جماعة حراس المدينة(ناطوري كارتا) التي يرفض أفرادها حمل الهوية أو جواز السفر بل حتى دفع الضرائب لحكومات تل أبيب!!!

***

 

شعوذة اليحيائي

في يوم الاثنين  22محرم1430(19/1/2009م) بثت قناة الحرة الأمريكية حلقة من حلقات برنامجها الأسبوعي"عين على الديموقراطية"،الذي يعده وقدمه محمد اليحيائي،وهو يسير على نهج قناته المفضوح:العداء للإسلام وللعرب،والانحياز المطلق لكل ما هو صهيوني والانسياق وراء الفكر الصليبي المغلف بقشرة علمانية زائفة.
لكن السخيف في تلك الحلقة تحديداً،أنها جاءت بينما أهل غزة يبحثون عن الشهداء تحت أنقاض المنازل والمساجد والمستشفيات التي دمرها العدوان اليهودي،واستخرجوا جثامين100شهيد لم تسمح لهم آلة الوحش "الديموقراطي"بالوصول إليها في أثناء العدوان.

 

في فترة حرجة جداً كهذه،خصص اليحيائي حلقة برنامجه لمناقشة التعذيب في أقسام الشرطة المصرية.وبصرف النظر عن الصدق والكذب في تلك المسألة فإن الرجل اختار أن ينشغل عن كارثة إنسانية طازجة فما زالت الدماء تنزف فيها،ليغوص في قضية أقل أهمية بكل المقاييس الإنسانية والإعلامية،ويمكن البحث فيها في أي وقت!!بل إن سوء طوية الرجل يتجلى في أن قناة الجزيرة سبق أن غاصت في قضية التعذيب بمصر قبل شهور وبطريقة أعمق وأكثر دقة ومهنية.