19 جمادى الأول 1436

السؤال

إذا شككت أن وضوئي انتقض، ونويت إعادة الوضوء لظني أن وضوئي بطل؛ فهل يعتبر باطل بهذه النية؟ كذلك إذا كنت متوضئة وأردت الذهاب للحمام (أجلكم الله) ولكن بعد ذلك قررت الذهاب بعد الصلاة فهل يعتبر وضوئي بطل فقط بنيتي للذهاب للحمام؟

أجاب عنها:
د. حسين بن معلوي الشهراني

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
إذا تيقن المسلم الوضوء، وشك في الحدث لم ينتقض وضوؤه حتى يستيقن الحدث؛ لما ثبت في الصحيح من حديث عبّاد بن تميم عن عمّه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ فقال: "لا ينفتل – أو لا ينصرف – حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً".
وبوّب البخاري رحمه الله تعالى على هذا الحديث بقوله: "باب: لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن".
ويؤخذ من الحديث أن من كان متطهراً، ثم خُيِّل إليه أنه أحدث، ولكنه لم يتحقق ذلك يقيناً؛ فالأصل أنه باق على طهارته، ولا يلتفت إلى الشكوك والوساوس.
وكذلك من كان على طهارة ثم قرّر الذهاب لقضاء الحاجة لكنه لم يذهب، أو نوى نقض الطهارة لكنه لم يُحدث فإنه باق على طهارته؛ لأن مجرد نية نقض الوضوء لا تنقضه؛ لأنه دخل في الوضوء بعمل فلا ينتقض بنية، بخلاف الصوم فإنه يدخل فيه بنية؛ فإذا نوى قطعه أفطر. والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.