8 جمادى الأول 1430

السؤال

أنا رجل متزوج من ابنت عمتي وعشنا فى بيت أهلى بين أبى وأمي فى سلام وأنا ابنهم الوحيد وعاشت زوجتى وسطهم وحدث مثلما يحدث فى كل بيت من مشاكل على الأكل والشرب ولى أخت تأتي عندنا لبعض الوقت ولها ابن وحدثت مشاكل تافهة صغيرة بسبب الأبناء الصغار و كانت تشتكي من أمي و آخذ الأمر بحسن نيه و أحاول أفهّمها بكل الطرق و لاتقتنع مع العلم أنهم يحسنون لى و لابنى ولها أيضاً وإذا غضبت منها هم الذين يصلحون بيننا وهم الذين سخّروا حياتهم لسعادتي ورغم ذلك كله تذكرهم أمامى بابشع الكلمات من دعاء وشتم وسب دون مراعاه لمشاعري وأفهمها انهم يريدون الخير تقول انك منحازاً لهم و أحاول جاهدا نصحها و منعها بقال الله قال رسوله بسماع أشرطة دون فائدة و في المقابل وتذكر محاسن أهلها و أقول لها هل شتموك أو ضربوك فتقول : لا لم يحدث و إنما هذه الأمور التافة أكبر عندها من أى شىء وأهلها يساعدوها على ذلك وجربت أن عشنا معزولين لكي ترتاح و أيضاً تذكرهم بسوء وتقول أمامى كل ما أكره وتقول لن تدخل لهم بيت أوتاكل عندهم طعام وتريد أن أشاركها في ذلك وإنا كانت لا تبدي به كما أن تعاملها معي أسواء من ذلك فلو زعلتها تبقى الليلة الكاملة تذكرنى بأبشع الكلمات وكأنى ابشع مخلوق على وجه الأرض وتأتى بأمثلة لرجال من أقاربنا ومن حولنا وتذكر ما فيهم من مميزات فأغضب تارة وأضربها لأزجرها وأعنفها وبعد ما نصطلح تقول إنها كانت تقول كل ذلك الكلام وهى غضبانة فقط وهو كلام غير صحيح فى مرة أغضبتها فأخذت تعدد فى أخطائى من الليل إلى طلوع الفجر وانا أحوال التماسك...
فإذا كان هذه أخلاقها فماذا أفعل علماً أنها لاتصلى أبدا قبل أن أتخذ القرار الحاسم المريح لي..
أفيدونى يرحمكم الله

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

أخي الكريم يدور سؤالك حول أربع نقاط رئيسة هي:
> كره الزوجة الشديد لأهلك ومعاملتهم معاملة سيئة.
> ضعف شخصيتك وعدم حزمك والتفريط في حقوقك.
> تعنت الزوجة وعصيانها وتفضيلها لأهلها.
> معصية زوجتك وعدم صلاتها وعدم طاعتها لربها ولزوجها
وهذه النقاط الأربع كفيلة بأن تهدم أعتى البيوت وأقواها، وتهدد كيان الأسرة وتشتت شملها وتفسد أولادها، وكيف بك وأهلك يتم سبهم وشتمهم والاستهانة بهم والتقليل من شأنهم وأنت صامت كأن المتحدث هذا جاهل أو عدو لدود ليس زوجتك ومنها ولدك، قد أعجب أحياناً ولكن أعجب أكثر عندما ترضى بهذا أو لا تحاول الوقوف بقوة وحزم ووقف هذه الإهانات لأهلك ووالديك.
وتعلم أخي الكريم أنه من لم يكن له خير في أهله فلا خير فيه ولا في ولده، ولننظر إلى الأمر بصورة أدق ، هذا الوضع من الزوجة لا صلاة ولا طاعة لزوج ولا احترام لوالدين واتهام بالباطل كذب وبهتان ماذا بقي منها وماذا يرجى منها بعد ذلك.
وودت منك لو وقفت وقفة إيجابية في مشكلتك , فبحثت في اسبابها الحقيقية , وماوراء سلوكيات زوجتك الغير مرغوب فيها , وحاولت فهم الموقف بحذافيره , ثم سعيت جاهدا لعلاجات قريبة قد تحسن من سلوك زوجتك , كنصحها وإرشادها , والبحث عن ناصحة مؤثرة فيها , أو محرم ناصح لها , أو غير ذلك مما يمكن أن يعدل سلوكها إلى الأفضل , فإن توصلت بعد ذلك إلى ما ذكرته في رسالتك , فدعني أصف لك علاجا به بعض المرارة , لكنها مرارة شافية من السقم إن شاء الله :
ولعل العلاج يكمن في النقاط الآتية:
< أن تكون حازماً وصارماً وواضحاً بأن لا تقبل منها بأي صورة من الصور الإهانة لوالديك ولو كانا مخطئين، فلا يجوز لها شرعاً ولا عرفاً ولا نظاماً ولا خلقاً أن تهين والديك.
< إما أن تصلي وتلزم طاعة ربها أو تلحق بأهلها فلا خير فيها ولا في معاشرتها.
< أنصح إن لم يكن قد سبق طلاقها أن تهددها أولا بالطلاق فإن ارتدعت وإلا فنفذ تهديدك، فأهلك ووالديك أولى بك وإكرامهم أولى من إكرامها وصلتهم والبر بهم مقدم عليها.
< التحذير بأن تناولها لأهلك أو لأحد من المسلمين وعدم طاعتها مؤشر واضع لعدم قبولها بولايتك وقوامتك، فطلاقها علاجها.
< مع ذلك كله يمكنك أن تبدأ بالنصح والتوجيه والزجر والشدة أحياناً واللين أحياناً فإن تابت ورجعت وإلا فكسرها طلاقها، والله الموفق..