صيد الإعلام
24 ربيع الثاني 1430
المسلم - خاص

معلوماتٌ دقيقة وتحليلٌ ضرير!!

كانت الحلقة الأخيرة من برنامج(الاتجاه المعاكس)-قناة الجزيرة الثلاثاء19/4/1430(14/4/2009م)، حلقة قوية ومميزة، إذ قلما نوقشت خفايا التواطؤ اليهودي/الصليبي مع الصفويين الجدد، فهو موضوع من المسكوت عنه بشدة في أكثر وسائل الإعلام العربية!!

 

وكان الصحافي ماشاء الله شمس الواعظين هو المدافع عن نظام آيات قم، لكنه بالرغم من هدوء أعصابه ومهارته في المراوغة، كان في وضع لا يُحْسَدُ عليه، أمام الحقائق القاطعة التي أحسن محاوِرُه العراقي صلاح المختار عرضها موثقة بالتواريخ والأسماء والمعطيات الواضحة.بيد أن مشكلة المختار تكمن في غشاوة موروثه البعثي العلماني، وهي غشاوة سبق أن تحرر منها رموز كبار في بعث العراق، على الأقل بعد كارثة الاحتلال الصليبي الصفوي المشترك لبلاد الرافدين!! فصلاح المختار كان بارعاً وموفقاً في تقديم الوقائع، لكنه كان يغتال كثيراً من قيمتها كلما غرق في ركام تحليلاته الإيديولوجية البائسة.


وكل من شاهد الحلقة يدرك أن تلك الخطايا كانت هي المنفذ الوحيد الذي أتاحه المختار لخصمه لكي يسعى إلى المخاتلة ويخلط الأوراق.وإلا فهل من عاقل يرى تطابقاً-وليس تشابهاً-بين فرق الموت في العراق وحزب نصر الله في لبنان من جهة،وبين الجهاد الأفغاني الذي طرد الغزاة السوفيات من أفغانستان شر طردة؟

***

 

تلاعب "ثانوي"!!

على كثرة ما قيل-وما زال يقال- عن دارفور في الإعلام الغربي وذيله التغريبي من أنصاف حقائق وأرباعها وأعشارها،ممزوجة بجبال من الافتراءات المدروسة، وعلى قلة قدرة الإعلام المنصف على المواجهة غير المتكافئة، لم يتنبه المخلصون إلى جزئية تبدو ثانوية لأول وهلة، ولا سيما بعد هياج أهل الصليب عندما طرد السودان بعض منظمات التآمر والتجسس والتنصير من دارفور بعد تأكده من اتخاذها العمل الإنساني رداءً زائفاً لإخفاء مخططاتها الفعلية.

 

وبعيداً عن الجدل في مدى صحة الاتهامات-وهي صحيحة بحكم ألوف التجارب مع القوم-فقد نجح التضليل الغربي في تغييب معلومة عظيمة الأهمية من الناحية المبدئية والموضوعية، فحكومة الخرطوم طردت13منظمة فقط من أصل118منظمة!!!! وشتان بين الصراخ عن طرد المنظمات"الإنسانية"وطرد13 من 118!! لكنه الغرب وإعلامه "الموضوعي" و"النزيه" و"الحر"و"المستقل"إلى آخر الأسطوانة المشروخة المفضوحة.

***

 

شاهد لنا وليس لكم

أهل الفنون مشغولون هذه الأيام بفيلم سينمائي انشغالاً بلغ حدود الهوس والانبهار، وبخاصة أن قنوات نشر التغريب من خلال الدراما بثت الفيلم في أعقاب حملة دعائية ضخمة.
الفيلم يحكي قصة إمبراطور مغولي يتحدر من عائلة مسلمة يوم كان المسلمون يحكمون الهند فعاشت في ظلهم بعدل نادر ورخاء غير مسبوق ونهضة شاملة أخاذة. غير أن هذا الولد العاق الذي تسلم الحكم وهو طفل هام بحب هندوسية جميلة وذات شخصية قوية مسخته من الداخل فصار أقرب إلى دينها الوثني من دينه الأصلي الحنيف. وقد فرض هذا الإمبراطور-واسمه جلال الدين أكبر-فرض بالقوة على المسلمين نوعاً من وحدة الأديان وأعلى من شأن الديانات الأخرى من وضعية وسماوية محرفة.

 

الفيلم يسعى إلى تقديم هذا المارق باعتباره مفكراً متسامحاً-برغم إقرارهم بأنه أمّي لا يقرأ ولا يكتب!!-، وهي رسالة مقصود توجيهها إلى أمة الإسلام اليوم بنوع الإسلام الذي يقبله اليهود والنصارى -على غرار الفرقان الركيك المفترى وشروط مؤسسة راند الأمريكية للإسلام "المعتدل"الذي تريد فرضه بالقوة عبر أدوات التغريب المحلية في بلاد المسلمين من ساسة وأجهزة استخبارات عميلة ومثقفين أمساخ-.

 

لكن المروجين للفيلم نسوا أن نهاية سياسة أكبر ضد أهله المسلمين آلت إلى غزو بريطاني إرهابي انتزع الحكم من أيدي المسلمين -حتى المعلمنين مثله- وتسليم مصيرهم كله إلى الهنادك الحاقدين!! وبقية القصة معروفة وما زلنا نعايش آثارها الوخيمة!!