عَجَباً!.. وهل تُكرَه أميركة؟!..
23 جمادى الأول 1430
د. محمد بسام يوسف

العرب والمسلمون لا يكرهون (أميركة) لأنها تذبح أطفالهم ونساءهم، وتحوّل أجساد رجالهم إلى أشلاء متناثرةٍ مدفونةٍ تحت الأنقاض!..
العرب والمسلمون لا يكرهون (أميركة) لأنها تنهب ثرواتهم، وتحتل أساطيلها بعض بلدانهم ومياههم الإقليمية، وتحاصر جيوشها أوطانهم، وتمارس عليهم أبغض أنواع العنصرية والإرهاب!..
ولا يكره العربُ والمسلمون (أميركة) لأنها تمدّ عدوّهم الصهيونيّ بأسباب البقاء والقوّة والعدوان والإرهاب، وبالأسلحة الفتاكة المختلفة.. وتحرّض هذا العدوّ المجرم على قتل العرب والفلسطينيين، وزرع الشرّ والخراب في كل بيتٍ آمنٍ، واغتيال الأحرار، وإرهاب الأطفال والنساء، وإبادة كل أشكال الحياة على الأرض الفلسطينية السليبة!..
العرب والمسلمون لا يكرهون (أميركة) لأنها جمّدت أموالهم، وصادَرَت أموال الزكاة والأيتام والثكالى والأسر المستورة والفقراء والمساكين، وجفّفت ينابيع الخير، بدعوى تجفيف ينابيع الإرهاب!..
العرب والمسلمون لا يكرهون (أميركة) لأنها تشنّ عليهم أبشع أنواع الحروب وأفتكها، باسم الصليب، وتحت راية حقوق الإنسان ومكافحة ما يُسمى بالإرهاب!.. ولا يكرهونها لأنها أطلقت العنان للمسعورين، من الصليبيين الغربيين واليهود الحاقدين، لاتهام القرآن الكريم بـ (التطرّف)، والإسلام بـ (الدِّين الشرّير)!..
العرب والمسلمون لا يكرهون (أميركة) لأنها تدعو إلى إعادة صياغة دين الإسلام الحنيف وتحريفه ليوافق مطامعها.. ولا لدعواتها الرعناء إلى إغلاق المدارس الدينية الإسلامية، وملاحقة الحركات الإسلامية وعلماء الإسلام، بتهمة ما يُسمى بالإرهاب!.. ولا لأنها تفرض على الشعوب الإسلامية نواطيرها، وتستخدمهم ذراعاً لمحاربة دين الأمة وأخلاقها وقِيَمِها وعقيدتها ومكمن القوّة والعزّة فيها!..
العرب والمسلمون لا يكرهون (أميركة)، لأنها أدرجت حركات المقاومة الإسلامية المشروعة، ضد الغاصب الصهيونيّ المحتلّ الدخيل، وضد الاحتلال الأميركي-الإيراني للعراق وأفغانستان.. في قوائمها الإرهابية السوداء، وحرّضت القاصي والداني لملاحقتها وتصفيتها!..
ولا يكرهونها لأنها قتلت أسرى المسلمين بدمٍ بارد، وأذلّتهم في سجون العراق وغوانتانامو وأفغانستان.. وقبل ذلك قتلت الملايين وشرّدتهم، في العراق وفلسطين والسودان وليبية والصومال وأفغانستان و..!.. ولا لأنها انتهكت أبسط قواعد حقوق الإنسان التي تتبجّح بها أمام العالَم، فاختطفت المئات من المسلمين، وسجنتهم في جزيرة (غوانتانامو)، ولم تعترف لهم بحقوق أسرى الحرب، وما تزال تنكّل بهم وتنتهك إنسانيّتهم وكرامتهم تحت سمع العالَم وبصره!..
ولا يكرهونها لأنها تتحدّى أخلاقهم وقِيَمَهُم وحجاب نسائهم، وأمرت عبيدها لإعادة بناء تمثال (بوذا) كإنجازٍ له أولوية بعد احتلالها أفغانستان المسلمة !.. فيما دكّت مساجدهم وقتلت مَن فيها من المصلّين، وسوّت بيوتهم وقراهم ومشافيهم ومؤسّساتهم الرسمية والأهلية.. بالأرض!..
وكذلك لا يكرهونها لأنها تتواطأ مع شيعة الفرس وعملائهم، لهدم دين الإسلام، وزرع كل عوامل الحروب الطائفية، والتأسيس للفتن في كل أنحاء عالمنا العربيّ والإسلاميّ، وتكريس احتلال الصفويين لبعض أرضنا، ولاقتسام بلادنا وأوطاننا وثرواتنا معهم، وإذلال إنساننا وشعوبنا العربية والإسلامية!..
نعم.. المسلمون لا يكرهون (أميركة) لاقترافها كل تلك الجرائم والأعمال الهمجية والممارسات العنصرية بحقّ الإسلام والمسلمين.. على مدار الساعة، ومنذ أكثر من نصف قرنٍ فحسب!..
المسلمون يكرهون أميركة، لأنها دولة ديمقراطية حرّة!.. تدعو إلى التسامح والحرّية، وتحترم حقوق الإنسان!.. ولأنها بلد المبادئ العظيمة والمدنيّة!.. ووطن الثروة والرفاهية!.. على حدّ زعم هراطقتها العنصريين السفّاحين المحتالين، من إخوان (دراكولا)، وأبناء المتصهينين، وعملائها الوقحين الذين يعيشون بين ظهرانينا، من الحاقدين الموتورين المفسدين في الأرض!..