7 ذو الحجه 1430

السؤال

تزوجت والحمد لله؛ لكن المشكلة أني تزوجت من بيت لا يحرم حراماً ولا يحل حلالاً، كل شيء على مصراعيه، ابتداءً من عباءات النساء، وليس انتهاءً بالقنوات التلفزيونية - المفتوحة على مصراعيها - من دون حسيب ولا رقيب، وأعلم أني قد أخطأت حينما لم أبحث عن ذات الدين؛ لأن مجتمعها مختلف عن مجتمعي جذرياً، لدرجة أنها قد غضبت حينما حذفت بعض القنوات التلفزيونية الغنائية وغيرها، وتعتبر حديثي عن العباءة أمراً تافهاً، لا يتكلم فيه إلا من يريد اختلاق المشاكل.. برجاء إنقاذي خصوصاً وأنها حامل!

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك بموقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد
يدور سؤالك حول نقطة رئيسة وهي أنك تزوجت من امرأة لا تأبه بالالتزام الديني بل وتعد الحديث عن العباءة أمر تافه ولا يكون إلا ممن يريد اختلاق المشكلات.
وتكمن المشكلة من وجهة نظرك أنك تزوجت من بيت لا يقيم حلالا ولا يحرم حراما، بيت كل شيء عنده على مصراعيه وأنك لم تبحث عن بيت دين.
ولكن الحقيقة التي تعيشها الآن أنك تزوجت وأصبحت هذه المرأة بهذه المواصفات تحمل اسمك وهي الآن حامل أي عما قريب ستكون أم أولادك لذا يجب النظر إلى المشكلة من جوانبها مجتمعة.
أولا: اختلاف البيئة والتربية وهي النقطة التي منها تبدأ المشكلة الرئيسة ولعلاج هذه النقطة تحديدا لا بد أن تعلم وتخبر زوجتك بحقوقك الشرعية في التزامها بالضوابط التي ترتضيها لبيتك وهي بالتأكيد لا تخالف شرع الله وهي مطالبة بالالتزام بها طواعية أو قسرا ولكن دورك أن تبدأ بالتي هي أحسن بدعوتها وحثها على طاعة الله تعالى وأن هذا خيرا لها في دينها ودنياها وليكن أسلوبك ممزوجا بين الرفق واللين وبين الحزم والإصرار على أن لا بديل لها عن ذلك إن أرادت أن تستمر في حياتها الزوجية.
ثم عليك أن تعلمها أن طاعة الزوج واجبة شرعا ( وأيما امرأة باتت وزوجها عليها غاضب فهي ملعونة ) وأن تتدرج في إلزامها بما يقيم بيتك بتقوى الله تعالى وعدم السماح أن يكون في بيتك ما يغضب الله تعالى.
فإن بدأت تميل إلى الحق وتلين جانبها للصواب فكن لها معينا ومساعدا وموفرا لها البدائل النافعة التي تبعدها عن ما حرم الله تعالى ولتكن أنت قدوة عملية لها في الالتزام دون تشديد أو تفريط.
واعلم أن نصحها والأخذ على يدها من واجباتك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكلم راع ومسؤول عن رعيته الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته..... ) وليكن دعوتك لها بالحسنى والقدوة والرفق مع استخدام كل مغريات ومحببات النساء حتى يمل قلبها للخير وتعلم الحدث الشريف ( لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم )
ثم ليكن من دعوتك لها بيان الصحيح والخطأ بالإقناع لا بالقسر والشدة فإن أبت فلك الحق في تأديبها شرعا سواء بالهجر في المضجع أو بوسائل أخرى تشعرها بعدم رضاك عن تصرفاتها.
ومن المهم جدا أن تفصل بينها وبين صويحبات السوء ومن يساعدها على غيها حتى ولو كانوا من أقاربها أما أهلها فإن عرفوا حقك في إلزامها بما يجب من طاعة الزوج وإلا تبقى العلاقة في حدودها الشرعية دون تأثير على داخل بيتك.
ومن المهم الجمع بين اللين والحزم وبيان حقوقك عليها في الطاعة في غير معصية دون إجحاف بحقها ما لم يخالف شرع الله تعالى.
وجميل أن تلغي القنوات التي لا ترضى عنها وتحذف كل ما هو مخالف شرعا حتى ولو لم يعجبها مع الإقناع إن أمكن.
أما العباءة فلا يحق لها أن تخرج في غير ستر كامل كما شرع الله تعالى وتعارف عليه المجتمع فإن أبت فلا تخرج ولا يكون الخروج إلا بإذن الزوج وعلى الشكل والوقت الذي يحدده ما لم يمنع واجبا.
وفقك الله وسدد خطاك.