إعلام لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم!!
6 شعبان 1430
منذر الأسعد

تريثنا-متعمدين-مدة أسبوعين قبل التعليق على الدعوة الهمجية اللا إنسانية التي أطلقها رئيس الحزب القومي البريطاني نك جريفين الجيوش الغربية إلى إغراق السفن التي تحمل على متنها مهاجرين من آسيا وإفريقيا إلى القارة الأوربية.

 

فهذه الأقوال المعتوهة لا تفضح سراً-في رأينا-وإن كانت بمثابة اعتراف صريح يعبر عن كوامن الصليبيين وخروجاً من ثياب النفاق الغربي المزمن.إنه ليس خبراً مع أنه يشبه مقولة الإعلام الرأسمالي المبني على إثارة الغرائز: (عض كلبٌ رجلاً)ليست خبراً،بينما: (عض رجلٌ كلباً) هي الخبر!!!

 

لقد آثرنا الصبر والتريث،لكي نقدم للمسلمين كافة دليلاً جديداً على تهافت الإعلام التغريبي الببغاوي، وعلى تبعيته وخيانته ليس للدين والأهل فقط بل لمعايير الإعلام الموضوعي التي يتستر وراءها التغريبيون فقط عندما يريدون تبرير نشرهم الأخبار التافهة والموضوعات الماجنة التي تزدري الإسلام وتحض على الفجور!!فلم نرصد تعليقاً من أي نوع على قنبلة السياسي البريطاني العنصري،التي أطلقها بكل صفاقة في حوار مع قناة بي بي سي الخاصة بالبرلمان هناك.

 

وللعاقل أن يتصور لو أن مسلماً من عامة الناس قال كلاماً كهذا في اتصال هاتفي مع محطة تلفزيونية –لأن نشره في صحيفة مستحيل 1000%-!!فحينئذ سوف تقوم قيامة غلمان العلمنة تهاجم التطرف وثقافة الكراهية وتنتهز الفرصة لبث سمومها ضد علماء الشريعة ودعواتها الرديئة لنسف مناهج التعليم،إلى آخر شنشناتهم المخزية المكرورة!!

 

أما وقاحة سادتهم في الغرب فيعاملونها بأسلوب القرود الثلاثة الشهيرة: لا أرى-لا أسمع- لا أتكلم!!علماً بأن ما قاله جريفين من ترهات قد أثار شيئاً من الاستنكار في بعض وسائل الإعلام الغربية المحترمة –على ندرتها-.

***

 

لأهمية المقال الذي سطّره الزميل الفاضل عبد الله زقيل عن فضيحة إعلامية أخرى نعيد نشره هنا تعميماً للفائدة.

فضيحة.. جريدة "الرياض" تتلاعب باستفتاء فتح دور السينما!! [صور تدين تلاعبها]

عبد الله زقيل

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ...
مثل ما يحصل في كثير من دول العالم الإسلامي من تلاعب في نتائج الانتخابات ليفوز الحزب الحاكم فيها بنسبة 99.9% تمارس صحفنا المحلية نفس الأسلوب مع اختلاف الوسائل والمقاصد!

 

ومن واقع التجارب السابقة مع صحفنا المحلية كنتُ متوقعا أن تقوم صحيفة " الرياض " بحركة التفات غير مهنية وبعيدة عن المصداقية لاستفتاء الصحيفة عن فتح دور السينما، وسبحان الله كنت أحتفظ بين الحين والآخر بصورة من الاستفتاء ليقيني أنني سأحتاجه لاحقا بعد أن ينتهي.

 

والحمدُ للهِ جاء توقعي في محله، فقد قامت صحيفة " الرياض " بعمل تقرير بالأمس عن الاستفتاء فماذا جاء فيه؟.
جريدة " الرياض " بحركتها هذه فضحت نفسها أيما فضيحة، وأثبتت عدم مصداقيتها أمام القراء...
جريدة " الرياض " بحركة مكشوفة تدل على غباء معد التقرير الذي نشر بالأمس الجمعة في يوم فضيل تلاعبت من جهتين:
الأولى: التلاعب بنتائج التصويت.
الثانية: التلاعب بالألفاظ.

 

ففي إستبانة التصويت قسموا الشرائح إلى خمس فئات وكان منهم (الرافضون نهائيا) ولأن نتيجة التصويت جاءت مخيبة لآمالهم بل وصفعتهم ولطمتهم ولتغطية خيبتهم ومواراتها، ولتخفيف الألم الذي أقلق ويقلق مضاجعهم فقد حاولوا عابثين التذاكي على القراء مع أن القراء ليسوا أغبياء إلى هذه الدرجة التي ينطلي عليهم عبث جاهل لا يدري أنه جاهل!

 

ويتجلى كذب جريدة الرياض وغشها وتزويرها وتضليلها أنها:
أولا: في الرسم البياني وبالألوان أوهمت القراء زورا وكذبا أن التصويت حول إنشاء دور للسينما كان محصورا بين فئتين: (المتحفظين) و(المؤيدين دون تفصيل) بينما إستبانة التصويت كانت مفصلة بين خمس فئات:
1 - يؤيد (قصر العرض على الأعمال السعودية والخليجية فقط)
وقد بلغت نسبتهم 4%
2 - يؤيد (عرض جميع الأعمال مع إلغاء الأجزاء المخالفة)
وقد بلغت نسبتهم 17%
3 - يؤيد (عرض جميع الأعمال دون تدخل)
وقد بلغت نسبتهم 7%
4 - يرفض و(لا أؤيد إنشائها إطلاقا)
وقد بلغت نسبتهم 72%
5 - (لا أعلم)
وقد تجاهلوا حصولهم على نسبة 1 %

 

ثانيا: تلاعبت جريدة الرياض بالألفاظ وبالأرقام ففي الإستبانة كانت الفئة الرابعة الرافضين (الغير مؤيدين لإنشائها إطلاقا) بينما في الخبر تم تغيير اسمها إلى: (المتحفظين). وفرق كبير بين: (الرفض وعدم التأييد) وبين (التحفظ)

 

ثالثا: لمواراة خيبة أملهم في نتائج التصويت الكاسحة ولتخفيف ألم الصفعة التي أفقدتهم صوابهم فقد جمعوا ودمجوا نتائج الشرائح الثلاث الحاصلة على نسب هزيلة جمعوها ودمجوها تحت اسم (المؤيدة) لتحصل مجتمعة على نسبة 29% مقابل الشريحة الكاسحة لهم و (الرافضة نهائيا) لإنشاء دور لعرض السينما والحاصلة على نسبة 72%

 

رابعا: أما التضليل والخدعة الكبرى فقد جسدها الرسم البياني العمودي لنتائج التصويت وبكل غباء وحماقة حصروه لبيان نسبة شرائح المؤيدين واستبعدوا منه رسم النتيجة الكاسحة التي حصلت عليها الفئة الرابعة (الرافضة لإنشائها نهائيا) والحاصلة على نسبة 72%

 

خامسا: وبعيدا عن احترام عقول القراء! تواصل جريدة الرياض الكذب والتزوير والتضليل والذي تجليه هذه العبارة: " فيلم مناحي حظي بحضور جماهيري كبير!!!! أدى إلى نقله أكثر من مدينة تلبية للطلبات الجماهيرية الكبيرة!!!..."

 

سؤال يطرح نفسه:

كيف يحظى بحضور جماهيري كبير وبطلبات جماهيرية كبيرة والرافضون له ولغيره نهائيا 72%؟؟؟!!!
أي تلاعب بالمفاهيم الإحصائية؟؟!!
وأي جهل باستقراء الأرقام والجداول والبيانات الإحصائية؟!
وإلى متى هذا التضليل الكاذب لتبرير وتمرير السينما التي تغص بالمنكرات والممنوعات شرعا والتي تكرس وتعزز ثقافة السفور المحرم والتبرج المحرم والاختلاط المحرم؟!
ومن سيصدق جريدة الرياض بعد هذه الفضيحة؟!
وهل سيُكفـّر رئيس التحرير عن هذه الفضيحة بالاستقالة؟!
هذا ما ستكشفه الأيام!
رأي لجينيات في نتائج تصويت صحيفة الرياض بشأن السينما

 

في أدبيات دراسات استطلاع الرأي لا يعد التصويت الإليكتروني حكماً حاسماً في تمثيل الآراء، فهناك قواعد تقتضي مباشرة التصويت وفق مجموعة من المعايير التي تعتبر أسسا لنزاهة التصويت وشموله ليس هنا محل طرحها!

 

مع ذلك.. فإن التصويت الإليكتروني الذي قامت به جريدة الرياض في موقعها الإليكتروني أظهر شبه إجماع وطني في المملكة على رفض إنشاء دور السينما فالأغلبية الساحقة ممثلة بنسبة 72% رفضت إنشاءها فيما تفاوتت رغبات الأقلية الباقية بين مشترط للرقابة بنسبة 17% ومتحفظ على الرقابة 7%.

 

وهذه النتيجة وإن كانت في اعتقادنا لا تمثل النسبة الحقيقية الرافضة لدور السينما في المملكة – فنسبة المعارضين أكثر من ذلك بكثير- فإنها على الأقل تؤكد أن ما يدندن حوله أصحاب "مشروع السينما" من أن المعارضين أقلية هو كلام واه وعار عن الصحة! – ومنهم على سبيل المثال قينان الغامدي في مقاله الأخير- فنسبة 72% ترمز للأغلبية عند كل العقلاء.

 

ومن الناحية المبدئية لم يقل أحد من أهل العلم بأن التصويت هو مصدر من مصادر الشريعة التي يعرف بها الحق، ومما هو مجمع عليه أن مصادر الحق وأسس التشريع هي كتاب الله وسنة رسوله وما أجمع عليه أهل العلم ثم الاجتهاد فيما لا نص فيه بقواعد الاجتهاد وضوابطه وفي واقعنا هي المرجعية الشرعية من العلماء، ومسألة السينما ملحقة بالوسائل التي يمكن استعمالها في الخير والشر،تماما كجهاز التلفاز والحاسوب ونحو ذلك، ومن المعلوم في قواعد الفقه وأصوله أن الوسائل لها حكم المقاصد، وأن الحكم للغالب الكثير لا للقليل النادر، والعالم الرباني في فتواه لا ينحصر اجتهاده ونظره في الحكم مجردا عن تبعاته، وإنما ينظر للحكم من منظار القواعد الكلية وما قد يؤول إليه الحكم من المفاسد والمضار،وهنا نسأل كل ذي فقيه بالواقع وكل عارف بما جرى وما يجري في البلدان الإسلامية التي انتشرت فيها السينما أين وصل الحال؟..هل بقيت السينما منضبطة كما بدأت في تلك البلدان أم أصبحت من أدوات الهدم للقيم والأخلاق والمعتقدات على مرأى ومسمع من الناس؟!!

إذا كان الأمر كذلك فهاهنا دعوة للاعتبار!! وإشارة لأولى الحكمة والأبصار!