ناطق باسم جيش الراشدين: لم يقف الأمريكيون ضد الجرائم الطائفية حتى نخشى انسحابهم.. العراقيون مهيؤون لصد إيران.. أهدافنا واضحة
18 شعبان 1430
سارة علي

جيش الراشدين هو أحد فصائل المقاومة العراقية التي انضمت إلى جبهة الجهاد والتغيير في العراق والتي تسعى إلى إخراج المحتل الأمريكي من ارض الرافدين , موقع المسلم أجرى هذا الحوار مع عادل الزهاوي المتحدث المأذون من المكتب الإعلامي لجيش الراشدين؛ فإلى نص الحوار:

 

بداية هل يمكن أن تطلعونا على ملابسات تأسيس جيش الراشدين؟ وبنيته المؤسسية؟

تأسس جيش الراشدين في وقت مبكر جدا إذ كانت نواته عبارة عن حوالي مائة شاب من شباب المساجد اجتمعوا في يوم 11/4/2003 وكانت باكورة عملياته القتالية ضد دورية أميركية غازية محتلة وسط مدينة بغداد، بعد صلاة الجمعة الموافق السابع عشر من/صفر/1424 هـ والموافق 18/4/2003، وكانت بالتحديد في نفق الشرطة، الذي لا يبعد عن طريق المطار سوى عدة مئات من الأمتار، حيث تتحرك قوات الاحتلال الأميركي، واستهدف الهجوم دبابة أميركية بصاروخين نوع 7RBG، وتم تدمير الدبابة، وحصل اشتباك بالأسلحة بعد أن ساد الذعر والخوف بين جنود الاحتلال، حيث صوبوا أسلحتهم بجميع الاتجاهات، واستشهد عدد من المقاومين في تلك العملية.

ونحن مؤسسة متكاملة فيها مجلس للإفتاء لضبط العمل الجهادي في إطاره الشرعي بعيدا عن الهوى أو الثأر وبفضل الله لم تكن عندنا أي عملية يمكن أن يصنفها حتى الأعداء بأنها عملية جنائية وعندنا شواهد وأدلة بالصوت والصورة لما نخبر عنه، كذلك عندنا علماء للتصنيع العسكري فالصواريخ والعبوات وأسلحة أخرى هي من صنع أيدينا والفضل في ذلك لله جل وعلا وحده، وعندنا علماء وخبراء من مختلف الاختصاصات من الحاسوب والانترنت والإعلام والسياسة والاجتماع، إلى القطاعات الواسعة من البيئة الحاضنة، ولكن في مقدمة ذلك يقف الصف الأول من المقاتلين الأفذاذ الرجال الشجعان، ذوي العقيدة الصافية تربوا تربية مسجدية وسياجها الآمن عقيدة الولاء والبراء الذين يحصدون رؤوس المحتلين، ويرسلون يوميا المزيد من المخبولين إلى الولايات الأميركية، الذين يصنفون ضمن قائمة ذوي الحظوظ العاثرة، أي الذين لا يلفظون أنفاسهم الأخيرة ويذهبون إلى الجحيم عند استهداف عرباتهم أو مقارهم ومراكز تجمعهم.

ما هو حجم التأثير في الواقع الميداني لهذا الجيش؟

وللجيش إصدارات حوت مئات العمليات المصورة وقد أصدرنا في عام 2007 فلما وثائقيا تحت عنوان (شفرة الصمت) وهو موجه للشعب الأمريكي وقد أدى فعلا تغييريا في المجتمع الأمريكي لما حوى من حقائق كان الإعلام الأمريكي يخفيه عن الشعب الأميركي.

وفي نهاية عام 2008 م أصدرنا فلما وثائقيا آخر موجة إلى الثلة الحاكمة وعلى رأسها بوش حمل اسم (أجراس الخطر) وتحديناه بأننا سنجعل عام 2008 أصعب السنوات على الجندي الأمريكي وهو بالضبط ما حصل لهم وعندنا إصدار وثائقي جديد موجه إلى النخبة المثقفة الأمريكية لكي تحاسب حكامها وسياسيها على ما فعلوه من خراب في العراق وسيصدر قريبا إن شاء الله وبالمحصلة فإن عمليات جيش الراشدين الموثقة كانت نوعية ومتعددة إذ امتازت بالقتال المباشر كغزوة أبي آية وغزوة الأنصاري وغيرها وموثقة بالصور إلى الحد أن كثيرا من قادة الجيش العراقي أوضحوا أنهم لم يشاهدوا قتالا ملحميا بهذا الوضوح عبر صور كهذه طيلة عقود من الزمن حتى في الحرب الإيرانية العراقية، وقد جرى استقصاء العمليات المصورة لدى الفصائل الجهادية في العراق وتبين أن جيش الراشدين يحتل المرتبة الأولى في عامي 2007 و2008 والفضل والمنة في ذلك لله وحده.

فما هو سندكم الشرعي في قيام وإنشاء هذا الجيش؟

كما هو معروف بأن العراق أصبح بعد الاحتلال دار إسلام حكماً ودار حرب صورة أو واقعاً وينطبق عليه ما أجمع عليه علماء الأمة الإسلامية في القديم والحديث من وجوب ((جهاد الدفع)) وعد ذلك فرضاً عينياً على المسلمين جميعاً، ووجوب ذلك مستمر إلى أن يسترد العراق من أيدي المحتلين الغاصبين وقيام دولة العدل فيه.

والفقه الإسلامي يضفي على المعتدين عليه صفة الحربين المغتصبين ويضفي على المدافعين عنه صفة المجاهدين المرابطين، إذن المحتلون والمعتدون على العراق حربيون مغتصبون، والمدافعون عنه مجاهدون مرابطون.

والحربي اصطلاحا : هو الذي بيننا وبين بلده حرب وعداء، ولم تكن بيننا وبينهم معاهدات أمن وصداقة، وفي الموسوعة الفقهية : أهل الحرب هم غير المسلمين الذين لم يدخلوا في عقد الذمة، ولا يتمتعون بأمان المسلمين ولا عهودهم.

وعَرَفه الأستاذ الطرفي فقال : الحربي : هو الذي يحارب المسلمين، أو ينتسب إلى قوم محاربين للمسلمين سواء كانت المحاربة فعلية أم متوقعة.

وهذه التعاريف ليس فيها فرق كبير من حيث الصياغة وكلها تشير إلى معنى واحد، وهو قاسم مشترك بينها، حاصله : هو أن الحربي : هو الكافر ومن هو في حكمه الذي يدخل بلاد المسلمين عنوةً، أو يقيم في بلد إسلامي حقيقة، أو حكماً، وليس بينه وبين ذلك البلد المسلم وجه أمان سواء كانت الحرب قائمة ــ كما هو الحال في العراق ــ أم متوقعة.

والكلام في هذا يطول لكن الخلاصة بأن الأمريكان المحتلين للعراق وحلفاءهم من الأوربيين وكل من يشاركهم في العدوان عليه حربيون؛ لأن كل كافر لا يوجد بينه وبين المسلمين عقد ذمة أو عهد أمان أي لم يكن ذمياً ولا معاهداً ولا مستأمناً فإنه يكون حربياً حتى ولو كان يقيم في وطنه فإذا أنظم إلى ذلك دخوله جزءً من بلاد المسلمين عنوة واعتداء عليهم فهو حربي قطعاً.

أما كونهم مغتصبين؛ فلأنهم دخلوا جزءً من دار الإسلام ليس على وجه الذمة ولا العهد ولا الاستئمان ولم يتسللوا إليه تسللاً ، وإنما دخلوه على وجه الغلبة والقهر واستولوا على هذا الجزء من بلاد المسلمين وهو العراق بالقوة ومنعوا أهلَهُ حق التصرف فيه، وأقاموا لأنفسهم فيه وعليه سلطة وسيادة فهم بذلك مغتصبون مستولون على حق غيرهم المتصرفون فيه لمصلحة أنفسهم ، وهذه هي صفة الغاصب قطعاً.

وقد بين القرآن الكريم العلاقة بين المسلمين والحربيين المغتصبين في قوله تعالى : ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الممتحنة : 9 ، وأصل العلاقة مع هذين الصنفين من الحربين : هي مواجهتهم ومدافعتهم ومقاتلتهم بأسلوب جهاد الدفع لاسترداد ما استولوا عليه من البلاد وإرجاع الحقوق إلى أهلها، وهذا الجهاد في هذه الحالة يكون فرض عين على كل المسلمين ذكوراً وإناثا أحراراً وعبيداً.

وهذا الحكم الفقهي مستند على آيات قرآنية عدة واضحة الدلالة في هذا المعنى ، بل أن الآيات القرآنية هذه نهت المسلمين نهياً قاطعاً عن بر الحربين، وأمرت بالشدة عليهم والقوة في مواجهتهم، وعدم الاستكانة إليهم؛ قال الله عز وجل ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الممتحنة : 9  وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ التوبة : 123،  ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ﴾ البقرة : 190، قال ابن العربي : في هذه الآية أمرٌ شرعي أُمرَ به كل المؤمنين أن يقاتلوا من قاتلهم عدواناً، ﴿... فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ البقرة : 194، قال القرطبي: استدل العلماء بهذه الآية على أن من اُعتدي عليه من المسلمين جاز له شرعا ــ بل وجب ــ رد العدوان ولو كان المعتدي مسلماً !! فكيف إذا كان المعتدي كافراً حربياً؟

 

باعتباركم أحد الفصائل المنتمية لجبهة الجهاد والتغيير ما أهمية التخويل الذي وضعته الجبهة للشيخ الدكتور حارث الضاري ولماذا هذا الوقت بالتحديد؟

جزء من الفكرة على ما أعلم بأن مرحلة الاحتلال منتهية لا محالة وأن قوة المقاومة في ازدياد، ولا بد للشعب العراقي أن يكون على قدر كبير من الاطمئنان على مستقبله بعد هزيمة المحتلين ومؤولة الدولة إليهم فكان الاختيار على من خبره الشعب العراقي بأنه لهم جميعا ولن يضيع أحد حقا بجانبه أو يظلم فكان الشيخ الضاري هو من يطمئن له الناس زد على ذلك على أن مجموع ما وهبه الله له قل أن تجدها في غيره مجتمعة.

 

تقاتل فصائل المقاومة العراقية من أجل تحقيق الانسحاب الأمريكي في حين هناك دعوات لتأخير الانسحاب على اعتبار أن الانسحاب سيأتي بكوارث حرب أهلية طائفية على العراق, ما رأيكم في ذلك ؟

أنا هنا أسأل: ما الذي أرادت أن تفعله الحكومة ربيبة المشروع الأميركي من جرائم بحق العراقيين ووقفت في وجهه قوات الغزو؟

وبالمقابل فإن جرائم الغزاة قاسية ومؤلمة ومميتة هل وقفت حكومات الاحتلال الأربع لمنع أي عملية إجرامية؟؟؟ ألم يكن بعضهم لبعض ظهيرا ..؟

لقد صرح قادة الاحتلال أكثر من مرة بأن أي حرب أهلية تحصل في العراق فسوف يقفون على الحياد، ألم يطبقوا هذا فعلا بعد أحداث سامراء بعد تفجير قبة سامراء إذ قتل من أهل السنة في يومين فقط ألف وخمسمائة وحصل هذا أمام قوات الغزو الأمريكية فهل حركت ساكنا وعندما فرض حضر التجول من قبل الحكومة وجاءت عصابات جيش المهدي لتحرق أو تهدم حوالي مائة وست وخمسين مسجدا هل كان هناك اعتراض من غزاة أو عملاء؟

لم يحصل شيء من هذا ...

وماذا أعددتم لما بعد الانسحاب؟

هذا ما نحتفظ به للحدث وللمقام ولكل حدث حديث ولكل مقام مقال.

 

هل لديكم مشروع سياسي إلى جانب المشروع العسكري المقاوم؟

مشروعنا السياسي في جيش الراشدين هي الوثيقة النبوية بعد الهجرة المشرفة نلتزم بها حرفيا مع تطبيقاتها في زمن الخلافة الراشدة وما استجد ضمن الضوابط الشرعية التي أجمع عليها أهل الحل والعقد.

وما هي أهمية انضمامكم تحت لواء جبهة الجهاد والتغيير؟

انبثاق الجبهة كان نتيجة اجتماعات شورية من فصائل ستة وبالتالي فهي ليست انضماما إنما الذي حصل هو تأسيس، والثمرات التي كنا نتأملها كثيرة من أولها جمع الفصائل في بوتقة واحدة لتكون نواة للتوحد الأكبر وعدم حصول مناكفات أو اختلاف وجهات النظر تنشر في الخارج، هذا على مستوى جل الفصائل المجتمعة تحت خيمة الجهاد والتغيير.

بالنسبة لأهداف أخرى فجيش الراشدين من أقل الفصائل ــ حسب تصورنا ومعلوماتنا الظنية ــ دعما ماليا مع كوننا نشكل جيشا جرارا استوعب خارطة العراق جميعا فرجونا أن نجد دعما لهذه الجبهة لكن الذي حصل العكس فحتى الذين كانوا يدعموننا بأموال تضمن استمرار جهادنا حتى لو كان بحده الأدنى انقطعوا بحجة أننا نحن الذي وقفنا دون أن يتمدد المجلس السياسي للمقاومة العراقية والقضية لم تكن بهذا التصور.

 

انضمام 13 فصيلا من فصائل المقاومة العراقية للتخويل الذي عرض على الشيخ الضاري ما حجم هذه الفصائل وتأثيرها بالمقارنة مع حجم الفصائل الأخرى على الساحة العراقية؟

المهم هو حجم الفعل وهي بمجموعها تشكل المثلث الأكثر خطورة على الاحتلال ولكن لا ينبغي أن نغفل عن توجيه القرآن الكريم : ﴿ ...قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة : 249 .

فقد يكون فصيل قليل العدد من فصائل المجاهدين يكون أكثر إيلاما بالعدو من فصائل كبيرة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

 

تصريحات الشيخ الدكتور الضاري المستمرة عن عدم الرغبة في تكوين فصائل عسكرية للمقاومة, باعتقادكم كيف يمكن تحقيق ذلك مع ما عرضته عليه في الآونة الأخيرة الفصائل من تخويله ليمثلهم؟

صحيح هذا إلا أن الشيخ الدكتور حرسه الله رأى مجتهدا أن من الواجب الشرعي أن يستجيب لنداء الأخوة من جبهة الجهاد والتغيير وفي الحدود الضيقة المذكورة ليس إلا وبالتالي فالقضية العسكرية غير واردة إذ أن الأوامر العسكرية تصدر من القيادة العسكرية وليس من الشيخ الضاري.

 

أنتم كفصيل مقاوم كيف تنظرون للصف العربي والإسلامي ولماذا هذا الجمود إزاء القضية العراقية ,هل هي مخاوف من أمريكا أم لرغبة الحقيقية في عدم التدخل في الشأن العراقي, أم كليهما معا؟

الصف عموما موزع بين طرف مخير نسبيا لكنه لا يملك أسباب السيادة ولا التأثير، وبين طرف مسير كل هدفه أن يبقى سالما معافى لحين أن يلفه قبره.

وكثير من الدول تدخلت وساهمت في احتلال العراق لصالح الغزاة إلا أن بعضها توقف متفرجا دونما توبة أو رجوع، وآخرين استعذبوا الخيانة فبقوا في عمالتهم سادرين ولبلدنا مخربين والكل سيحاسبه الواحد الأحد الفرد الصمد القيوم.

 

في المقابل ألا تعتقدون أن الانسحاب الأمريكي سيفتح الباب على مصراعيه لإيران لكي تفعل في العراق ما تشاء وما هو استعداد المقاومة للأطماع والتدخلات الإيرانية في العراق؟

الذي هزم أميركا بقوة الله أقدر على هزيمة إيران ومن شايعها والمجتمع العراقي اليوم بكل مكوناته متهيئ لصد إيران.

 

هل ستشهد الأيام القادمة إمكانية توافق كل الجهات والتوجهات العراقية لإقرار مشروع عراقي موحد واقصد بذلك تضافر جهود العمل المسلح الممثل بالمقاومة العراقية مع التوجهات السنية المشاركة في العمل السياسي اليوم, أم لا زال الأمر لم يصل إلى مرحلة التفاهم والتوافق؟

المهم في الأمر عدم وجود خصومة بين أمراء الفصائل المجاهدة ولا اختلاف جوهري في تحديد الهدف إنما الخطأ في الآليات وبالتالي يمكن الاطمئنان لدرجة كبيرة على حالة الجهاد في العراق استمرارا وخاتمة فالرؤوس عندما تلتقي لتقرير المصير فلا أظن إلا أنها تغلب المصلحة العليا للإسلام على أي شيء دونه.

أما سؤالكم عن تضافر جهود العمل المسلح الممثل بالمقاومة العراقية مع التوجهات السنية المشاركة في العمل السياسي، فهو سؤال غريب لأن العمل السياسي اليوم في العراق وضع أسسه ومحدداته أعداؤنا من الغزاة واليهود ومن دخل في العمل السياسي وضع اللبنات لنجاح المشروع الأميركي في العراق لينطلق منه إلى العالم الإسلامي برمته فهل يستقيم هذا وهل نرجو منه خيرا ونحن من نزل إلينا قول الله في كتابه الكريم : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾ آل عمران : 100.

فأين هذا ممن لبى نداء ربه وقاتل في سبيله لتكون كلمة الله هي العليا على من لبى دعوة أعدائنا من غزاة ومن ظلمة وفسقة وباع دينه بدنيا أعداء الله ورسوله والمؤمنين؟

 

العراق وعلى أعتاب الانتخابات البرلمانية هل ستبقى فصائل المقاومة العراقية ومنها جيشكم مقاطعا لهذه الانتخابات؟

عن أي انتخابات تسألين وقد سن قانون الانتخابات الغزاة والصفويون والهدف معروف وهو إعطاء المحتل شرعية بالخضوع إلى أمره وسلطانه؟ وكذلك فإن النتيجة معروفة سلفا لأن المحافظات حددت لها المقاعد وخذ مثلا محافظة الأنبار التي تعد مليونا وأربعمائة ألف نسمة أعطيت تسع مقاعد فقط لذلك لو أتيت لها بنفوس كل المسلمين في العالم فلن تحصل ألا على تسعة مقاعد فستعطي الشرعية لقانون الاحتلال في الوقت الذي لا تستطيع أن تدفع عن نفسك ضرا أو تجلب لها نفعا إلا بمقدار الأجرة التي أخذتها على شهادة الزور هذه.

 

ما هي نظرتكم لمستقبل العراق وهل تنظرون بعين التفاؤل لذلك؟

الله جل وعلا يحاسب على أصل العمل ولا يحاسب على النتائج وأصل عملنا اليوم هو جهاد خالص لله وكلنا ثقة بأن الله ناصرنا ولن تجد الأمة من يحفظ لها الحقوق ويدفع عنها الأعداء إلا المجاهدين في سبيل الله الذين أرخصوا لله دماءهم وأموالهم.