طاش بين الدويش والعربية نت
11 رمضان 1430
المسلم - خاص

قال الداعية الشيخ سليمان الدويش: إن موقع "العربية نت " كذب ودلس عليّ، حينما اتهمني بالتحريض على القتل، وإن الشياطين تصفد في رمضان، إلا أن الموقع المذكور قام بدور التحريش نيابة عن الشيطان!!

 

وأضاف الشيخ الدويش: ...وبلغ فيهم الغباء أن يربطوا مقالي قبل يومين بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف.
وشدد على أن ذلك يكشف صحة ما نقوله من أن هذه القنوات قنوات هابطة لا تحترم القارئ والمستمع ولا تتعامل معه بصدق ولا احترام، بدليل أن ما كتب في موقع العربية عنوانه يزعم أن سليمان الدويش يحرض على قتل أحد الكتاب بينما هم في متن التقرير المنشور يكذبون أنفسهم ويثبتون أنني لم أصرح بالدعوة إلى قتله!!.

 

وكشف الدويش أن قناة العربية سبق أن أجرت معه لقاء تلفزيونياً قبل فترة، تبلغ مدته ما يقرب من ساعة كاملة، ولكنها أجبن من أن تبث هذا اللقاء، وأضاف: لقد سألوني عن هذه القضايا وأوضحت قناعتي فيها والمستند الشرعي لها وقلت لهم ما أدين الله به وهم أجبن من أن ينشروه بالصورة التي سُجّل بها.

 

وحول موقف الدويش من الكتاب المخالفين له في الرأي، نفى أنه سبق وأن حرض على قتلهم أو حتى مجرد الاعتداء عليهم قائلا: لم أسبق أن حرضت على القتل أو الاعتداء على من هو أسوأ من يحيى الأمير ممن سب الله تعالى وفي الوقت نفسه أطالب بعرضهم على القضاء الشرعي لينالوا جزاءهم.

 

واستغرب الدويش محاولة ربط قناة العربية بين مقاله المنشور قبل يومين وبين حادثة محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، وقال إن محاولة الاعتداء على الأمير محمد بن نايف خسة ودناءة لأنها تخالف الشيم، فضلا عن مخالفتها قيم الإسلام العظيم فرجل يستأمنك في بيته ثم تعتدي عليه؟!.

 

وتحدث الدويش عن اتجاهه لرفع دعوى قضائية ضد موقع العربية وأن عددا من المحامين في دبي تطوع لرفع الدعوى وملاحقة القناة، متحدثا عن أنها تمارس دورا لا يليق بإعلام يفترض أن يكون مهنيا.

 

وكان موقع العربي نت قد نشر تقريراً في يوم الجمعة7رمضان1430، بعنوان:

(شَبّه الإعلاميَّ يحيى الأمير بـ "الغراب الذي يُقتل في الحل والحرم"
داعية سعودي يحرض على قتل كاتب الحلقة الثالثة من "طاش 16")

 

يقول التقرير:

مسلسل الفتاوى التحريضية، والآراء الداعية لقتل الإعلاميين مازال مستمراً. وأحدث حلقاته، مقال نشره الداعية السعودي سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش في أحد المواقع الإلكترونية، تحت عنوان "يحيى الأمير والغراب".

 

الداعية، الذي عرف في السعودية بطرح الآراء المتشددة، تناول في مقاله الحلقة الثالثة من المسلسل الكوميدي "طاش 16"، والتي حملت العنوان "تطوير"، إذ أشار إلى أن كاتب سيناريو الحلقة الإعلامي السعودي يحيى الأمير والغراب شيء واحد، مكملاً بالتوضيح بأن "الغراب من الفواسق التي تقتل في الحل والحرم".

 

الدويش عاد في مقطع آخر من المقال بالإشارة إلى كاتب سيناريو الحلقة يحيى الأمير بأنه "غراب طاش"، ورغم عدم التصريح المباشر بالدعوة إلى قتله، فإن مقاله حمل تعبيرات قاسية، ومنها "التافه يحيى الأمير".

 

ومقال الدويش المنشور حديثاً، جاء قبل 48 ساعة من حادثة الاعتداء الانتحاري، التي نجا منها مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في منزله في مدينة جدة.

 

وعلى مدى عقدين، ظهر في المشهد الإعلامي السعودي حالات مماثلة عدة، وأخرى أكثر صراحة في التحريض والدعوة إلى القتل، علاوة على فتاوى القتل المباشرة، وبعض أصحاب هذه الفتاوى أبدوا تراجعاً على شاشة التلفزيون السعودي في العام ألفين وثلاثة، بعد إيقافهم.

 

وخلال الأعوام الستة الأخيرة، التي شهدت ظهور تنظيم القاعدة على السطح في السعودية، بلغ خطاب التحريض أقصى مدى في العلانية وتسمية الأشخاص المستهدفين.

 

وبدلاً من أن ينشر الموقع مقال الدويش الذي يستنكره أو يضيف رابطاً للاطلاع على نصه، كتوثيق لدعواه الخطيرة، فإن التقرير يقدم دعاية مجانية لمسلسل طاش16!!!بالضغط لمشاهدة فيديو دعائي له!!!

 

في حين خلا مقال الدويش من أي تحريض على قتل الأمير أو سواه، بل إنه قال في خواتيمه:
(......حين نأخذ برأي أهل العلم في مثل هذه المسائل وغيرها , فنحن نجسد حقيقة السمع والطاعة للحاكم , ذلك لأنه هو من خوَّل هؤلاء للإفتاء , وهو من أمر بالأخذ عنهم , وهذا يعني أننا لم نخرج عن رأيه وتوجيهه , ثم إن الحاكم الذي يحكم بشريعة الله , يعلم أن أمر الشريعة يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وأن العلماء هم أعلم الناس بما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فالرجوع إليهم امتداد للعمل بالشريعة التي يحكم بها الحاكم , وهذا عين السمع والطاعة له , لا سيما إذا أدركنا أن طاعة ولاة الأمر لاتكون إلا بما يوافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , أما ما خالف ذلك فلا سمع ولاطاعة , لما ورد (إنما الطاعة بالمعروف) , وخطأ الحاكم ومخالفته يوجبان عدم طاعته في معصية الله , ويحرم معهما في الوقت ذاته الخروج عليه والتشغيب , إلا أن يكون كفرا بواحا عندنا فيه من الله سلطان وبرهان , وهذه هي عقيدة المسلم الصافية , لأن من أطاع الحاكم في معصية الله , وأقرَّه على ذلك فقد غشَّه , ومثله من سكت عن مناصحته وبيان الحق له , كما إن من خرج عليه بسبب معصيته التي لم تبلغ حد الكفر البيِّن , من الافتيات عليه , والاعتداء على حقه , وهو معصية لله تعالى , ومخالفة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , بلزوم الجماعة , والسمع والطاعة.

 

أعجب ممن يحاول انتزاع إقرار الناس لبعض المنكرات التي تتبناها الدولة , ومحاولة ربط عدم إقرارهم لها بحبهم لبلدهم , ومدى طاعتهم لولاة أمرهم , ونسي هذا الجاهل أو تناسى أن الله أولى بالطاعة , وأحق بالحب والتعظيم , بل إن من يسلك مسلك التشغيب هذا , يخالف ما تعلنه الدولة دائماً , على ألسنة قادتها , من أن الخطأ موجود , والتقصير حاصل , وأنهم بشر , وأنهم يفتحون أبوابهم للناصحين , وأنهم يسعون للإصلاح , وغير ذلك مما نراه ونسمعه , فالقادة يعترفون بالخطأ , ويقرون بالتقصير , في حين يأتي بعض المنافقين ليلزم الناس بفعل الخطأ , وفعل التقصير , بدل أن يطلب منهم مناصحة المقصر , وتبيين الخطأ للمخطىء حتى يعدله ويصوبه.

 

وكانت الحلقة3من مسلسل طاش16 التي كتبها الأمير قد استفزت معظم السعوديين لتطاولها الكاذب على المتدينين الذين يمثلون أكثرية المجتمع، وممن تناولوها بالنقد الدكتور محمد بن علي الهرفي، الذي كتب يقول: (...من حق يحيى أن يقول ما يعتقده في التعليم وسواه، ومن حق كل أحد أن يفعل الشيء نفسه، وشخصياً فعلت ذلك أكثر من مرة، ولكن فرق كبير بين النقد الصادق وبين الافتراءات التي لا تمت للواقع بصلة إلا نادراً..).

 

وقال الهرفي: الذي يشاهد الحلقة وهو لا يعرف شيئاً عن وزارة التربية والتعليم سيعتقد أن معظم العاملين فيها مجموعة من البلهاء والمتخلفين عقلياً، كما سيعتقد أنهم متطرفون لا يعرفون من الاعتدال شيئاً على الإطلاق، وأنهم مصرون على هذه الأفكار ويسوقونها بكل الوسائل حتى السيئة منها..

 

في الوزارة لجنة من "المشائخ" يجرون مقابلات مع المتقدمين لوظائف المعلمين، هؤلاء كما صورهم يحي، مليئون بالتخلف والتحيز الواضح لمن يتبنى أفكارهم، هؤلاء يقصون كل المتقدمين للعمل من " المتنورين" ويوظفون " المتخلفين " الذين يشاركونهم أفكارهم مهما كان علمهم قليلا، فالعلم كما قال يحي لا قيمة له بجانب اهتمامات أولئك المتخلفين!!

 

و لكي يعمل "المتخلفون" على إبقاء أفكارهم في المناهج، ولكي يقاومون كل " المصلحين " فقد استعانوا بعدد من كبار العلماء في بلادنا لكي يضغطوا على الوزير ويغرونه بطرد نائبه " المصلح " لكن محادثتهم بحسب الأمير باءت بالفشل لأن الوزير طردهم من مكتبه!!

 

المتخلفون الذين يملؤون الوزارة يعملون ضد اليوم الوطني، وضد كل التطور في الوزارة، ولكي يدلل على صحة أرائه أضطر لإيراد نص من كتاب الفقه للصف الثاني الثانوي يتعلق بالحديث عن حكم استعمال البطاقات الائتمانية.

 

تعصب الأمير لأفكاره أوقعه في مزلق كبير كان الأولى بمثله أن لا يقع فيه لكن ذكاءه خانه مره أخرى إذ أورد حكما عن استعمال بطاقات التأمين وأنه حرام متعمدا أن لا يورد النص كاملا لان إيراده سيفضحه ويبين أن حديثه عن حكم البطاقات الائتمانية بالشكل الذي أورده كذب صريح.

 

بطبيعة الحال أراد الأمير أن يسخر بالحكم الشرعي وبمن قاله ويبين تفاهة "المشائخ" وسطحيتهم وسوء المناهج التعليمية، وأنها في أمس الحاجة إلى التغير بحسب فهمه!!

 

كتاب الفقه الذي تحدث عنه "الأمير" تحدث عن نوعين من البطاقات الأولى: بطاقات السحب الآلي، وبطاقات التسديد الفوري من الحساب فهذه قال عنها: "إصدار هذه البطاقات والتعامل بها جائز لأنه ليس فيها إقراض بفائدة" والثانية: البطاقات الائتمانية، مثل: "الفيزا، الماستر كارد وسواها، وهذه البطاقات تسمح لحاملها بالسحب المباشر أو الشراء حتى لو لم يكن لديه رصيد إذ يقرضه البنك ليقوم بالتسديد خلال فترة معينه فإذا لم يفعل فعليه أن يدفع فائدة للبنك مقابل الإقراض. وهذا النوع من البطاقات هو الحرام لأنه إقراض بفائدة وهذا هو الربا.

 

لا أعتقد ان الأستاذ يحيى نقل هذا الكلام – حتى بعد تحريفه- ولم تقع عينه على من أفتى به!! وللمعلومية فإن الشيخ بكر أبو زيد والشيخ عبد الوهاب أبو سليمان وهما من كبار العلماء في المملكة هما من أفتى بذلك بالإضافة إلى أن هذه الفتوى أجمع عليها مجمع الفقه الإسلامي ونشرت في العدد السابع من مجلته..

 

الواضح أن الأستاذ يحيى لا يرى قيمة لهؤلاء ويرجح أن فتواه هي الأفضل وأن السخرية بالفتاوي الشرعية التي لا تلائم مزاجه هي الطريق الأسهل للتهوين بها!! لكن خانه التوفيق مرة أخرى.

 

السيد يحيى يناقض نفسه كثيراً فهو في لقاء تلفزيوني أكد مراراً أنه مع المنهج الوطني، وأنه يقبل الفتاوي الصادرة عن هيئة كبار العلماء باعتبارها معينة من الملك ولكنه لا يستمر طويلاً في هذا المنهج وإلا لما فعل ما فعل من السخرية بأولئك الذين سخر منهم، وكان عليه وقد علم أن هذه الفتوى التي سخر منها صادره عن أثنين من هيئة كبار العلماء ومؤيده من مجمع الفقه الإسلامي أن يقبلها ولا يسخر بها ولكن ماذا نقول في مثل هذا التناقض المشين!

 

لست أدري هل السيد يحي يعرف أن الوزارة التي يسخر بمناهجها كان جلالة الملك فهد أول وزير لها وأنه أرسى دعائم مناهجها كلها!!
وهل يعلم أن الذين تعاقبوا عليها كانوا من المخلصين لدينهم ووطنهم وكان معظمهم من المختصين بالتربية والمناهج التعليمية!! هل يرى أنه أكثر منهم أخلاصا أو معرفة بالمناهج وخطورتها؟!!

 

ويختم الهرفي مقالته قائلاً:

النقد مرة أخرى حق لكل أحد ولكن النقد إظهار المحاسن والمساوئ وليس الافتراء المتعمد على الحقائق والسخرية بالمتدينين بصورة مقززة، وإظهار أكبر وزارة في بلادنا بمظهر الوزارة المتخلفة التي يقودها مجموعه من المعتوهين..

 

أقول للسيد يحيى: خانك التوفيق والأحرى أن تتحرى الحقائق لكي تكون أكثر قدرة على تسويق أفكارك وأقول لأصحاب " طاش" من المخجل أن تجعلوا برنامجكم يروج الأكاذيب والسخرية من القطاع الأكبر من مواطنيكم.. هذا لا يفيدكم بل سيضركم.. الحقيقة وحدها هي القادرة على إقناع الآخرين أما الأكاذيب فمكانها مزبلة التاريخ.