يوميات صائم... حزن مقيم .. وفرحة طفولة مؤجلة
21 رمضان 1431
د . ديمة طارق طهبوب

لا بد أنك فهمت يا فاطمة لماذا ألغينا حفلة صلاتك يوم ميلادك السابع، مناسبة كنت أعدك لها منذ سنة و أربطها بكل ما تحبينه و تعرفينه من فقه الفرح، دعوة صديقاتك، شراء الألعاب، تزيين البيت، شراء الحلويات و الهدايا، عندما أخبرتك اعترضت و كدت تبكين أن لماذا؟؟؟ هل فعلت شيئا؟ فقلت لك هل يجوز أن نحتفل و أطفال غزة لم تبرد دماؤهم بعد و ألمهم في قلوبنا ما زال غضا؟!

 

لا بد أنك فهمت فقد رأيت كل صورهم... لا أعرف بالضبط كيف تقبلها قلبك و عقلك و لكني أصبحت كلما أخبرتك بأمر أو اعترضت على طلباتك تجيبين: "معلش عشان أهل غزة." لا بد أنك فهمت و قد خرجت في جميع المظاهرات لنصرة غزة هاتفة: "من عمان تحية لغزتنا الأبية....يا هنية لا تعبس بدك أكفان بنلبس" غزة و قادتها و مقاومتها و أطفالها و تاريخها ذاكرة زُرعت فيك كل ما أرجوه أن تشكل منك القائدة و المجاهدة التي أرجو مستقبلا بعون الله

 

فطومتي الحبيبة

لقد حزنتُ كما حزنتِ اني لم أستطع أن احتفل بك في أول فرحة لك ذات معنى و لكن كما قيل:"الأعمار تقاس بالالام الخالصة و الأفراح الصافية التي مرت على قلب انسان فعلمته كيف يكبر و كيف يجاهد في سبيل الله، و كيف يطلب الموت ليحيا و كيف يقدم نفسه فداء الاسلام فالألم الصافي مثل الفرح الصافي صادق حقيقي لا تمحو الأيام ذكراه أبدا." أكتب لك هذه الكلمات و أرفق لك الكلمات التي كتبتها سابقا و أنا أجهز لحفلتك منذ سنة حتى لا تنسين أن أول فرحة لك أفسدها بنو صهيون بما اقترفت أيديهم في غزة و بما قتلوا من اخوانك عسى أن تكون أفراحك القادمة في أيام عزة و نصر