18 ذو الحجه 1430

السؤال

السلام عليكم وبعد. فأنا شاب ملتزم وحافظ للقرآن وأقوم بالخطابة والتعليم والتعلم وحضور دروس العلم وعرفت بين أهلي وقرابتي وزملاء العمل بالصلاح وطلب العلم والمحبة.
ثم دخلت عالم النت فكان ضربة قاصمة لكياني. وأثر فيّ تأثيرا سلبيا للغاية وتفاجأت مرة وأنا أقلب في الصفحات إلا وأنا أدخل موقعا إباحيا ومواقع غنائية ساقطة فكانت كالمصيدة بقيت أتصفحه أياما وأياما حتى بدأ يضيع وقتي ليلا نهارا وتقاعست عن الإمامة وابتعدت عن الخطابة وتغيرت داخليا أما تعاملي مع الناس ونظرة الناس لي فلم تتغير ماذا أفعل وأنا أحمل صفات المنافقين؟ وما المخرج؟ علما أني لازلت شغوفا بالقراءة وطلب العلم؟ وأسعى للابتعاد عن الموقع الإباحي منذ فترة ورزقت الآن بالزوجة الصالحة. لكن داخلي لازال مبعثرا...وأشعر بالندم العارم والضيق والكآبة.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل:
دعني أقف معك وقفات بشأن رسالتك وشكواك علها يكون فيها بعض الخير لك فتنتفع بالنصح سائلا الله لنا ولك العافية في الدنيا والآخرة:
أولا: قد وصفت نفسك بالالتزام، وحمل القرآن، والخطابة، وحسن السيرة بين الناس، ثم ترى نفسك وقد وقعت بالغفلة والإثم، والاستدراج..
فيجب عليك الوقوف مع نفسك وقفة حزم وتأديب وتهذيب، يكون شعارك فيها الإنابة إلى الله وسد مجال الشيطان إلى قلبك، والقرب إليه سبحانه خطوة خطوة.
ثانياً: لا أغتر كثيرا بكثرة الأوصاف الحسنة إلا لم يكن وراءها قلب يصدقها، ويخلصها لله فتكون نقية أصيلة متجذرة من داخل القلب، لا من ظاهر البدن..
وعار على التربية والمربين أن يصل شباب إلى مراتب التوجيه وهم يزالون نهبا لألاعيب الشيطان، فرب قلبك وهذب نفسك قبل أن تتصدى لتربية الناس وتهذيبهم!
ثالثاً: ما تشعر به من ضيق وهم وحزن هو أمر طبيعي، إذ هو من آثار الغفلة، فالغفلة والإثم يُكئبان القلب، ويحزنان النفس..
والشيطان يحب دائما إحزان النفس وإهمامها، فالإرتباط بين الهم والذنب وثيق، والإحزان نتيجة مباشرة للبعد عن الرحمن الرحيم.
رابعاً: لكنني أرى بصيص ضوء يأتيني من حديثك، إذ سارعت للزواج، وتحدثت عن الندم عن الذنب الفائت..
فالزواج إحصان لمن أراد أن يتقي الله به، والندم توبة إذا أحرق أثره الذنب، فترك في النفس كراهية ذاك الذنب وبغضه، والعزم على عدم العودة إليه ثم الثبات على التوبة.
خامساً: اقطع كل الخيوط التي تنسج لك ثوبا للإثم، وسد كل المجاري التي تجرك إلى الغفلة، واشغل النفس بالطاعة ولا تتركها نهبا للأوقات الضائعة.
سادساً: تركك لإخوانك الصالحين خطأ، والبحث عن رفقاء خير وإيمان لازم في حقك، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية... وفقك الله.