16 ذو القعدة 1430

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
تقدم لخطبتي شاب متدين، حافظ للقرآن الكريم، إمام مسجد، محترم وخلوق، مستواه الدراسي ممتاز جداً، وله وظيفة مرموقة، ولكني مترددة!!
وهذا الشاب صديق أخي وتحدث مع أبي عني عده مرات، ولكنه أصغر مني بسنة واحده فقط، كذلك هو ليس من قبيلة معروفة.
وقد تقدم لخطبتي الكثير ولكني محتارة في هذا الشخص لأني طالما أردت الزواج برجل ذي دين عارف لربه...
عماتي وأختي وصديقاتي ينصحوني بعدم الموافقة.. وأنا محتارة في أمري..
أتمنى منكم مساعدتي.. ولكم مني جزيل الشكر.

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد..
- إن من أجمل أمنيات البنات في مرحلة النضوج أن يرزقها الله تعالى بمن يصلح لها دنيا ودين فيسعدها في الدنيا ويحقق لها طموحاتها الحياتية من رغد في العيش وطمأنينة في البيت وراحة في التعامل وسعادة في الألفة بمودة صادقة وحب يسمو عن سفاسف الأمور ويرتقي بها إلى قمم السعادة، وفي نفس الوقت يضمن لها حياة يملؤها الإيمان ويسودها الطاعة وترفرف عليها طمأنينة العبادة، فتكون بهذا في خيري الدنيا الآخرة.
- وإن ما يحقق هذه الطموحات والأمنيات هو رجل يعرف دينه معرفة صحيحة ويعمل به في حياته، كما أنه كون متميزا في أمور دنياه علما وعملا، متمتعا بالخلق السوي.
- لذا كان التوجيه النبوي الشريف (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
- وماذا تريد الفتاة أجمل من هذه الصفات – دين وخلق – حفظ لكتاب الله تعالى – إمام لمسجد كبير – متميز في علمه وعمله – لديه وظيفة مرموقة – صديق معروف لأخي.....
- هل تريدين ملكا متوجا أكثر من هذا.....
- كونه أصغر منك بسنة فهذه ميزة وليس عيبا أي شباب وقوة علم وعمل مستقبل مشرق وطموح واعد...
- وكونه ليس من قبيلة فتعلمين أن هذه نظرة جاهلية عفا عليها الزمن ولم يعد منذ عهد بعيد من يفكر بهذا إلا من قلوبهم وجل تغلب عليهم طبائع لم يكن لها في ديننا الحنيف مرجعا ولا مستندا، ولكن ديننا رسم الصورة الأمثل والخيرية للبشر على نحو أسمى وأنبل (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
- أما اعتراضات عماتك وأختك وصديقاتك فمع كل التقدير والاحترام فلا وزن لها في عرف العقل والمنطق والشرع والمصلحة ولو أن عريسا بنفس المواصفات تقدم لإحداهن لطارت به فرحا ولملأت الدنيا حبورا وسعادة.
- استعيني بالله تعالى وتوكلي عليه فتلك هبه وهبها الله تعالى لك ومنه من الله تعالى عليك بها فلا تردي هدية الخالق جل وعلا.
أسعد الله تعالى أيامك، وأحسن لك الاختيار، ووفقك لكل خير.