أنت هنا

كلمة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
18 ذو القعدة 1430
المسلم - خاص

<p><font size="4"><u>&nbsp;معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ</u><br />
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد<br />
&nbsp;<br />
&nbsp;بسم الله الرحمن الرحيم <br />
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.. <br />
&nbsp;صاحب الفضيلة أخي الكبير الأستاذ الدكتور الشيخ/ ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم ، أصحاب الفضيلة.. أيها الإخوة الحضور المشاركون في هذه الندوة، ندوة (ماذا يريد الأبناء من الآباء)<br />
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..&nbsp;</font></p>
<p><font size="4"><br />
&nbsp; أولاً: إني أحمد الله تعالى كثيراً على هذا الجمع المتنوع المتميز، الذي يمثل نقطة مهمة من النقط الفاعلة في مجتمعنا اليوم، النخبة الجادة في علاج المشكلات وإنماء الإيجابيات في هذا المجتمع القيِّم، الذي يحتاج إلى دفع في إيجابياته، ومعالجات لسلبياته.&nbsp; <br />
وأشكر في هذا المقام أخي الشيخ ناصر العمر، على تنظيم هذه الندوة، التي لم تأت من فراغ، وإنما أتت لدلالات كثيرة ولمعاني عدة، أشكره على اختيار هذا الموضوع فدلَّ باختياره هذا فاعلية، وعلى أننا لا نستصغر شيئاً يخدم هذه الأمة.&nbsp; <br />
أخي الكبير الشيخ ناصر.. قد عرفتك منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً، وعرفتك لما كنتُ طالباً في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكنتَ - إذ ذاك - وكيلاً للكلية، ولا أنسى ما حففتَ به الجادين من طلاب العلم بالكلية من اهتمام ورعاية وتوجيه لحسن أداء العلم والتطلع لنهضة الأمة .<br />
</font></p>
<p><font size="4">لا أنسى تلك الحفاوة التي كنتَ تحتفي فيها بأبناء كانوا طلاباً وأنت - إذ ذاك - كنتَ في مقام الإدارة، وكان الطالب ينظر إلى عميد الكلية، أو إلى وكيل الكلية على أنهم آباء يمثلون آباءهم، وكنا نحتفي كثيراً بهذه الاهتمامات، وكانت تعطينا دافعاً قوياً في الجد في العلم والتعلم والتأثير؛ فلك مني الشكر والثناء ظاهراً وفي الغيب؛ لأنك - ولا شك - أثّرت في كثير من طلاب العلم في الاهتمام بالعلم النافع، وسلوك طريقة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح في ذلك.&nbsp; <br />
</font></p>
<p><font size="4">أيها الإخوة.. فقد تميزت الشريعة في أحكامها, سواءٌ في أحكام العبادات أم في المعاملات أم في شؤون الأسرة, وقد تميزت بأنها شريعة تهتم بالواقع ولا تتعداه, وذلك لأن الخيالات التي لا تراعي النفس البشرية ومتطلباتها إنها لا تنجح في أي زمن كان, وإذا كان الناس يتغيرون, والأزمنة تختلف, والنفوس تتنوع, والآفاق تتوسع بما أراد الله &ndash; جل وعلا- في حكمته من ذلك كله, فإن علينا أن نكون في مقام التجديد الجريء في معالجة المشكلات والحفاظ على الثوابت والأصول .<br />
&nbsp;<br />
إن الأصل يجب أن يحافَظ عليه، العقيدة الصحيحة وتربية النشء عليها, الاهتمام بالعبادات وتربية النشء عليها, الحرص على ما اشتملت عليه أركان الإيمان وائتلاف القلوب على ذلك وعقد القلب على الإيمان بالله&nbsp; في أركانه الستة, والاهتمام بأركان الإسلام الخمسة, وبعض أمور الشرع وتفصيلاته الواجبة أو المستحبة الأخرى.&nbsp;</font></p>
<p><font size="4"><br />
&nbsp;لكننا إذ نهتم بذلك فإنه من اللازم أن نكون في واقعية وبُعدٍ عن الخيال في تربية الأبناء, وذلك لأن الأب إن كان يروم من ابنه أن يكون على هيئة الأب؛ فإنه قد يعسفه ثم قد يخسره, (وكل امرئ ميسر لما خُلق له)؛ فلا تدري إلى أي شيء خَلق الله هذا الولد, ثم إن الأب الناجح هو الذي يرى ما يتميز به هذا الولد ثم يسعى في تقويمه وتشجيعه على ما تميَّز فيه, ناظراً في ذلك إلى الخدمة الكلية للأمة الإسلامية.&nbsp;&nbsp; إننا بحاجة إلى تعدُّد في النظر وإلى تنوع في الدراسات حتى نكون في معطياتنا لما نبحث فيه ولما نناقشه, أن نكون متنوعين دراسة وأثراً ونتيجة .</font></p>
<p><font size="4"><br />
لهذا كان من اللوازم أن نبتعد عن الانغلاق في معالجة المشكلات, والانغلاق في النهضة بالإيجابيات, وإذا كان مجتمع الإسلام وأمة الإسلام تريد نهضةً شاملةً متزنةً آخذةً بالأصل والشرع ومراعية للعصر فإننا نحتاج إلى رؤية مستقبلية راشدة, جاءت هذه الندوة لتشير إلى أننا قد نبحث ما هو غير مألوف؛ لأن المألوف (ماذا يريد الآباء من الأبناء)؟ وغير المألوف (ماذا يريد الأبناء من الآباء)؟ ومن الإنصاف لأنفسنا أن نستمع لما يريد الأبناء منّا &ndash;والأبناء يشمل الولد والبنت- ثم نستمع ماذا يريد المجتمع منّا, ومن الإنصاف أن نستمع إلى ما فينا من خير, ونستمع إلى ما قد يكون فينا من نقص, فنسدد النقص ونضع جوانب الكمال حتى نكون مؤثِّرين صادقين منصفين, ومن عقل العاقل النصفة من النفس.&nbsp; </font></p>
<p><font size="4"><br />
أسأل الله جل وعلا أن يجعل هذه الندوة ندوة خير وبركة, منطلقة إلى آفاق أشمل, وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الرشد والسداد, وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى إنه سبحانه جواد كريم.&nbsp; </font></p>
<p><font size="4"><br />
شكراً لمؤسسة ديوان المسلم ولموقع المسلم وللمشرفين, ولجميع اللجان العاملة وللرعاة لهذه الندوة, ولكم جميعاً أيها الإخوة, على هذا الاهتمام بهذه الندوة.&nbsp;&nbsp; ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحيي كل عمل جاد في خدمة الإسلام وفي علاج قضايا المجتمع، والجسور ممدودة وموجودة والتعاون &ndash;إن شاء الله تعالى- إلى آفاق أوسع وإلى رؤية أشمل. <br />
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛</font></p>
<p>&nbsp;</p>