5 ربيع الثاني 1431

السؤال

ما هو الحل في عدم قدرتي على البعد من الشاب الذي أحببته وهو في عمري وصارحني بعدم زواجه مني أبدا واكتشاف أهلي لي وعقابهم لي وحرماني وضربي لكني ما زلت مصرة على التواصل به خفية عنهم بأي طريقه أستطيع أن أجدها حتى أعادوا كشفي رغم إني حلفت لهم على عدم عودتي لذلك.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

أيتها السائلة: ترددت كثيرا في الإجابة عن سؤالك هذا الذي أستغربه كثيرا وأتألم لأجله عليك وعلى كثير من بناتنا الغافلات عن السبيل القويم واللاتي وقعن فريسة في حبائل الشيطان فامترأن الرذيلة واستحللن الخطيئة وسبحن في وهم كاذب اسمه العشق والحب والغرام ذابت فيه أفئدتهن وغفلت عقولهن فأصبحن تائهات في الليل غافلات في النهار.
ولست أدري من أي الجوانب ابدا لأجيب على سؤالك؟!
هل من جانب أن أذكرك بربك وبكم المعاصي والآثام التي تجمعينها بينما تعصين ربك وتعقين أهلك وتقتربين من المحرم عليك، وتصرين على الذنب!
أم أذكرك بلحظة الموت حيث يفارقك الحسن ويحتضنك القبر ويعبث في أعضائك الدود، فتسقط مقلتاك في التراب، وتذهب ملامحك تلك التي يراك بها ذاك المحب وليس ثَم في القبر إلا العمل.. فكيف تقبلين على ربك وجرابك خال الوفاض إلا من تلك الآثام؟
أم أذكرك بقيمتك الشخصية التي قد ضيعتها وأذهبت قدرك كإنسانة وضيعت قيمتك كفتاة، وأذبت قدرك كإبنة لأسرة مسلمة، فوضعت نفسك بلا قيمة بين يدي شاب مستهتر لا يرعى حرمة فيك، بل ويصارحك أنه لا يريد الحلال!!
أي شيطان ذاك الذي ارتضيت الوقوع بين يديه؟! أي نذل ذاك الذي استحل أعراض المسلمات ووافق على مثل هذا الموقف البغيض؟!
أيتها الفتاة: عودي إلى ربك واستغفريه لذنبك، والجئي إليه وارفعي يديك إلى السماء مستغفرة منيبة إليه..
تطهري من ذاك الخبث واملأي قلبك بمحبة ربك، عودي إليه إنه ملجؤك ومستقرك، فلا ملجأ ولا منجى منه سبحانه إلا إليه..
ففي المصائب لن تجدي غيره سبحانه وتعالي، وفي الآلام والأمراض لا يشفيك غيره سبحانه، وفي الحاجات والملمات لا يحميك إلا هو..
وفي السبل والطرق لا يحفظك إلا هو، وعند الموت لا يخفف عنك آلامه إلا هو وفي القبر والحشر لا منجى منه إلا إليه.
وأطيعي أهلك، واقطعي كل سبيل يربطك بذاك الشخص، واقبلي الزواج في الحلال، وأديمي ذكر الله في الصباح والمساء يُقوى قلبك، وصلى في الليل والجئي إليه سبحانه يقويك في موقفك، وتصدقي بصدقات، والتزمي صلواتك والبسي حجابك وابكي من خشية ربك لعل الله أن يتجاوز عنك.