أنت هنا

test
2 محرم 1431

لأسرة المسلمة لبنة البناء المجتمعي الصالح , والخلل النافذ تجاهها هو خلل في قدرة ذلك البناء على العمل والأداء , بل على الحياة والتأثير , وواجب على المربين والخبراء توجيه الوالدين نحو اهم المفاهيم في هذا الشأن وأفضل السبل لحل المشكلات وتجاوز العقبات ..
لهذا وغيره . كان لموقع المسلم هذا الحوار مع الخبير التربوي أكرم رضا ...
 

** ماذا يفعل أحد الزوجين إن اكتشف بعد الزواج أن الطرف الآخر غير ملتزم دينياً؟

 بداية يجب أن نوضح أن العلاقة بين الزوجين فيما يخص تنمية الالتزام الديني قائمة على أمرين الأول التعاون على البر والتقوى وثانيا الدعوة بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن، أما اعتبار أن العلاقة كالشراكة قابلة للانفصال لهذا السبب فهو غير مقبول على الإطلاق.
 
فالمطلوب زيادة جرعة الحب والثقة والبحث عن أسباب الفتور إن كان الأمر كذلك وبحث أفضل السبل للتواصل الإيماني وبناء جسور الطاعة وكبت وسوسة الشيطان وإلحاح النفس والصبر ثم الصبر ثم الصبر.
 
أما إن كان الأمر خدعة بمعنى أن أحدهم أوهم الآخر بأنه ملتزم، ثم لم يجده كذلك فهو بالخيار إما أن يطلب الانفصال أو يستمر ويستخدم الخطة السابقة عسى أن يهديه الله على يديه وهو أفضل من الدنيا وما فيها كما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام" لان يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا ومافيها".
 
وتبقى نقطة وهي أن الكذب قبل الزواج وخداع طرف بأنه متدين له مقياس، ففرق بين إيمان وكفر،  وبين معصية وطاعة ، وبين مستوى التزام ومستوى أعلى أو أقل، وأخيراُ فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ونسأل الله الثبات.
 
 
** يعتبر هتك أسرار البيوت أحد المشاكل التي تصعد الخلافات الزوجية ... ما دور كتم الخلافات بين الزوجين لتخطي الأزمات؟
الإخلاص الزوجي يرفع رصيد الحب بين الزوجين، ومن مظاهر الإخلاص كتم الأسرار، وهناك مستوى من الأسرار ورد النهي الشرعي عن كشفها وهي أسرار العلاقة الزوجية الخاصة والحميمية، ولكن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام المجالس بالأمانة، فان ما بين الزوجين أمانة لا يصح التعامل معها إلا بإذن صاحبها.
 
وكتم الأسرار مستويات، ولابد لكل طرف من تحديد مستوى كتم الأسرار تماما وهناك مستوى مرضي لكتم الأسرار، فقد يكون أحد الطرفين حساس جدا لأقل سر من حياته وهذا خطر جدًا، ولابد للطرف الآخر أن يكون حذر جدا عند الحديث عن البيت، لأنه قد يؤدي إلى كارثة إذا كان لدى شريك حياته هذه الحساسية، وهناك مرض آخر وهو الانفتاح الشديد في كشف الأسرار وعلى الشريك أن يكون حريصا في الإدلاء بالأسرار تفادياً لكشفها والوقوع في المشكلات بسببها.
فلا بد عموما من المصارحة بين الزوجين في كل أمور حياتهما، وأن يبين كل طرف للآخر مدى تقبله لكشف الأسرار، ويجب أن تستمر معاتبة الطرف الذي يكشف أسرار البيت، مع توضيح الضرر الواقع بسبب كشف تلك الأسرار، ومع الوقت إن شاء الله سيتفهم أهمية كتم الأسرار.
 
أما الأسرار الخاصة بالحقوق والواجبات فالطرف الذي بذل أكثر ما في وسعة لحصول على حقه ولم يلب الآخر مطلبه فله الحق في كشف ذلك على سبيل التقاضي والإصلاح مع مراعاة العدل في الخصومة وعدم هتك ما لا يتعلق بالموضوع واختيار الحكم بحيث يفضل أن يكون باستشارة الطرف الآخر ورضاه.
 
**  برأيكم هل تعتبر الإعاقة الجسدية سبباً لرفض شاباً أو فتاة للزواج حتى لو توفر الدين والخلق؟
 نعم ... لعدم وجود التكافؤ الجسدي ومراعاة التكافؤ من أهم مقومات استمرار الزواج وقد اهتم الفقه الإسلامي به بشدة، أما كل حالة فتدرس بحالتها حسب نوع الإعاقة وأي من الزوجين هو المعاق ومدى التوافق النفسي لمعاق وغيرها.
 
** تحدثتم عن المراهقة ووصفتموها بالعاصفة ... برأيكم لماذا لم يكن هناك مراهقين من الصحابة ؟
المراهقة مرحلة عمرية بين الطفولة والرشد تبدأ بالبلوغ الجنسي وتنتهي بإيناس الرشد أشار إليها القرآن في قوله تعالى (الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ)، وسماها القرآن بمراحلها الثلاثة (بلوغ الحلم أو النكاح وبلوغ السعي والفتوة) أما العاصفة فهي سلوك الشاب غير المستقر في هذه المرحلة بسبب عدم خبرته ويكون للمجتمع والبيئة المحيطة دور كبير في ذلك، وهذا هو السبب أنه لم يكن في الصحابة عاصفة مراهقة لتوجه المجتمع إلى التربية على الرشد والتدريب المستمر لعبور المرحلة.
 
** برأيكم هل تختلف مشكلات الشباب في فترة المراهقة عن مشكلات الفتيات؟ وما هي أكثر هذه المشكلات تعقيداً في تعامل الآباء والأمهات معها؟

 نعم تختلف لطبيعة الاختلاف بين الجنسين فاحتياجات الفتى في هذه المرحلة الجسدية والنفسية والجنسية والعاطفية تختلف عن احتياجات الفتاة، وأكثر المشكلات تعقيدا في هذه المرحلة هي عدم إدراك المربين لطبيعة المرحلة واحتياجاتها.

 

(1)