أنت هنا

حتى لايكون الاختلاط بوابة للخسائر
14 محرم 1431
نجلاء محفوظ

يروج البعض للاختلاط بين الجنسين على أنه حزمة لا يمكن تعويضها من المكاسب وعلى انه الباب "المؤكد" للوقاية من كافة اشكال العقد النفسية بل والانحرافات الخلقية ايضا، ويرفعون لافته " كل ممنوع مرغوب " تأكيدا لكلامهم، ويتناسون أن ليس كل متاح مرفوض، وأن التبسيط "المخل" للاختلاط يحرمنا من رؤية خسائره وعيوبه والتي لم يخل منها أي مكان ولا أي زمان..

 

 

فكلنا نرى ونسمع "أنين" الغرب من فتح أبواب الاختلاط على مصراعيه بين الجنسين منذ الصغر وكيف لم يساهم هذا الفتح على الحماية من الانحرافات الاخلاقية بل كان بابا "واسعا" لها، لأن من خدعوا أنفسهم "بتوهم" أن إغلاق ابواب التجاوزات الجسدية من الجنسين يتم بفتح أبواب الاختلاط "وتناسوا" الغرائز الجنسية وهى موجودة لدى جميع البشر منذ بداية الخلق وحتى نهايته، وانه لا يمكن تهذيبها بالاكتفاء بالقول بأن علينا التصرف كأخوة، فهذا ليس كافيا،فلسنا اخوة، ولابد من "زرع" الغيرة داخل نفوس النساء والرجال والبنات والشباب "ليتذكروا" أنهم بشر "كرمهم" الرحمن فلا يتدنوا إلى مرتبة الحيوانات التي تلبي نداء العزيزة دون أي تفكير، وأن الخالق عز وجل كرم بني أدم ولم يرض لهم "ذل" الغريزة "وأعزهم" بصيانة أجسادهم وأرواحهم عن الخطيئة "ومنحهم" اشباع الغرائز بسمو في اطار الزواج..

 

 

*أخطاء شائعة !!
ومن خلال خبراتي الواقعية في حياتي أرى أن هناك أخطاء شائعة تحدث بسبب الاختلاط بين الجنسين ومنها تعامل بعض الفتيات والنساء مع الرجال بتبسط زائد ورفع الحواجز والمزاح معهم بدعوى أننا "أخوة" ومادام الطرف الاخر لا يتجاوز أخلاقيا لذا فمن الطبيعي "الاطمئنان" إليه والتعامل معه "بتلقائية" ودون أية تحفظات ولا داع لسوء الظن به..
ونحن قادرات على ردعه إذا تجاوز
مع أن الذكاء يؤكد بضرورة اغلاق الأبواب أمام التجاوزات وألا نتركها مفتوحة حتى لانحرض العابثين وعدم قبول أي قول أو فعل لايقبل الرجل أن تتعرض له اخته أو زوجته ومن تتغافل عن ذلك تدفع الثمن وحدها
وتتوهم بعض بنات حواء أن بامكانهن الاستفادة من خبرات الرجال من خلال سرد مشاكلهن الأسرية أو في العمل عليهم، ويتناسين انه لا يوجد شئ في الحياة "مجاني" وأن أي رجل "يبالغ" في إهداء الخبرات والتعاطف مع الفتاة أو السيدة والمبالغة في اظهار "انبهاره" بتفردها وتميزها، وقد يشيد بعقلها لأنه "يثق" انها سترفض امتداح جمالها، لذا يجعل مدخله للسيطرة عليها الاشادة بعقلها وتميزها عن باقي بنات جنسها، مما يسمح له "بتخديرها" ويوسع له المجال للسيطرة عليها فيما بعد..

 

 

ولكي نتوخي الأمانة فليس كل الرجال ذئاب تسعى للنيل من النساء، ولا كل النساء بريئات من محاولة استغلال الاختلاط بصورة سيئة، فالواقع يؤكد أن هناك بعض النساء اللاتي استطعن الاستفادة غير المشروعة من الاختلاط من خلال استخدام سلاح الأنوثة "لسرقة" مميزات لا تحق لهن ويستخدمن هذا السلاح مع الرؤساء والزملاء أيضا

كما تسرف بعض النساء في ذكر مزاياها كامرأة، وكيف يجب  على الزوجة "تدليل"  زوجها واحاطته بكل فنون الرعاية الأنثوية وتحكي ذلك أمام زملائها في العمل، مما "يحرض" هؤلاء الرجال على زوجاتهم، وأتذكر سيدة عاملة قالت لي يوما أنها أخبرت زميلها بضرورة ألا يقارن بينها وبين زوجته، حتى لا يظلم زوجته..

 

 

*خطورة المقارنات !!
وتوقفت طويلا عند قولها.. الذي كشف عن ازاله لكافة الحواجز بين زملاء العمل وهو أمر مرفوض تماما، ويدل أيضا على "خطورة" مقارنة بالنساء العاملات والرجال أيضا بما يرونه من التعامل "لطيف" من الزملاء والزميلات بما يلقونه من اختلافات لا مفر منها مع الأزواج والزوجات وهو ما يشكل خطورة بالغة، فلا شك أن الشكوى "المختبئة" داخل النفوس تدمر الأزواج، وان هذه المقارنات "ظالمة" لمن يفكر بها قبل أن تظلم شريك أو شريكة الحياة، فلا شك أن الزملاء والزميلات يتعاملون بلطف "زائد" لأنهم يحرصون على صورتهم أمام الأخرين، وحتى يفوزون بمكاسب العمل، المادية والمعنوية والاجتماعية، ولأنهم يعلمون أن من ضمن أسباب الترقي في العمل، حسن التعامل مع الزملاء، فضلا عن أنه لا توجد صراعات حقيقية بينهم، إلا في حالات التنافس في العمل وهى قليلة واحيانا يلجأ الزملاء من الجنسين إلى استخدام التأثير العاطفي على الطرف الأخر فهو "أسهل" وأقل تكلفة من اللجوء إلى سلاح التنافس الحقيقي في العمل..

 

ومما يزيد من "فتن" التعامل بين الزملاء والزميلات في العمل أنهم يرون بعضهم البعض في "أحسن" حلاتهم سواء من ناجية المظهر الحسن أو اسلوب التعامل اللطيف فضلا عن "الرغبة" الداخلية للفوز بأفضل أوقات ممكنة في العمل بالاضافة إلى لجوء كم كبير من الجنسين إلى استغلال أوقات العمل "للهروب" من المشاكل الزوجية، "وترطيب" حياتهم كما يقولون" من خلال التعامل بلطف "زائد" مع الجنس الاخر، وربما خدع البعض أنفسهم بالقول بأنه يسعى "أو تسعى" لذلك حتى يتمكنوا من فهم كيف يفكر الجنس الأخر، وتكون النتيجة المؤكدة الشعور بالانجذاب نحو الزميل أو الزميلة، وزيادة الشحن النفسي ضد شريك أو شريكة الحياة.
ولذا أكرر دائما بان من السهل النزول من على أي منحدر "بمجرد" السماح للنفس بالبدء في النزول، "فسرعان" ما نجد أنفسنا في النهاية دون أن ندري، وأن النزول أسهل من الصعود، فالأول لايتطلب سوى الاسترخاء والانصياع لهوى النفس والآخر يتطلب "العزيمة" وارادة الصعود

 

*همسات للبنات !!
ونتوقف عند أخطاء شائعة للكثير من الفتيات في الاختلاط سواء في الجامعة أو العمل حيث تذهب الفتاة للجامعة أو العمل وفي عقلها انها "تبحث" عن زوج، مما يجعلها تسئ التصرف لنفسها، فنجدها تسرف في اظهار مفاتنها كأنثى، أو الحديث عن أنها ستساهم في نفقات اعداد منزل الزوجية، أو تتحدث عن مهاراتها في اعداد الطعام وأداء شئون المنزل، وكيف ستتفانى في حب ورعاية زوجها

 

و"وأتألم" كثيرا لمثل هذه التصرفات التي "تسئ" للفتاة وتصرف عنها راغبي الزواج وتلقي بها بسهولة  في ايدي راغبي العبث من الشباب، بعد أن يلمسون "لهفتها" على الزواج، ولابأس من إلقاء "طعم" الرغبة في الزواج إليها تمهيدا لاخضاعها للفوز بأكبر كم "ممكن" من التنازلات العاطفية والجسدية منها، وعندما يفكرون في الزواج يبحثون باستماته عن فتاة لم تعرض نفسها عليهم ولم تسمح بأي تجاوز لابالقول ولا بالفعل وهو ما أدعو من كل قلبي لكل بناتنا بتذكره..
وأكاد أسمع تساؤل: هل تعارضين الاختلاط كليا، أم توافقين عليه؟..

 

والحقيقة انه لا يمكن معارضة الاختلاط كليا لأنه جزء من طبيعة الحياة المعاصرة، ولكن لابد من وضع الحدود والفواصل "النفسية" والدينية بين الجنسين، فلا يجوز أن تتحدث فتاة عن أحلامها العاطفية مع زملاء الجامعة ولا سيدة عن مشاكلها الزوجية مع زملاء العمل، ولا أن تنفرد فتاة أو سيده في لقاءات مع زميل، ولا أن تخص أحدهم بسرد مشاكلها الأسرية أو ما شابه ذلك فإن هذا يعطيه "رسالة" أنها تريد  التعامل معه بشكل خاص، مما يفتح الأبواب "الواسعة" أمام إبليس اللعين ليزين له أو لها الخطأ الذي يبدأ باعطائه رقم الهاتف المحمول والسماح له بالحديث معها ليلا، واللجوء إليه كلما شعرت بالوحدة أو بأي مشكلة أسريه، وبالطبع يجيد "استغلال" هذه الفرصة فتجده الناصح الأمين والمستمع الذي يحتوي غضبها ويربت على ألمها ليتمكن من اخضاعها ،فتكون مثل المدمن الذي لا يستطيع العيش بدون الادمان، وكما يقال فان أول قرص من المخدرات يتم اعطائه مجانا، لذا فان التعاطف والاهتمام الزائد تبدأ أول جرعاتة مجانية ثم باقي الجرعات تدفع فيها أثمان باهظة..

 

وللأمانة فإن هناك بعض من النساء يتبعن هذه الأساليب مع الرجال لاستمالتهم وللفوز –بعلاقات خاصة- معهم إما لأهداف مادية بحتة، أو للايقاع بهم للزواج أو لكليهما معا.
أخيرا فلنتعلم رجالا ونساءا من القطة، فكما قيل فإنها تعرف الحلال من الحرام، فإذا وضعت لها طعاما فإنها تأكله امامك، إما إذا "سرقته" فانها تختبئ لتأكله..

 

فنتذكر عند الاختلاط مع الجنس الآخر ألا نفعل في الخفاء ما "نكره" أن يرانا أحد نفعله في العلن ونتذكر أنه اذا اختبأنا من الناس فإننا لن نتمكن ابدا من الاختباء من الخالق عز وجل فسبحانه يرانا ودائما ومن الهوان لأنفسنا أن نجعله عز وجل أهون الناظرين..
وأن العمر مهما طال فهو قصير، فالحياة ستنتهي في لحظة وسنلقاه عز وجل، ولن يتاح لنا فرصة العودة لتصليح أخطائنا، وأننا سنكون دائما في الدنيا والاخرة حيث نضع أنفسنا وأنه إذا لم نحرص على حماية أنفسنا فكيف نتوقع الجنس الآخر أن يحافظ علينا بأكثر مما نفعل وإلا كنا مثل من يطالب "اللص" بألا يسرقنا وأن يسارع بإغلاق حقائبنا المفتوحة "رأفة" بنا!!