أنت هنا

الاختلاط واقع .. فما الحل ؟؟
14 محرم 1431
صفية الودغيري

تخرج من بيتك ، تركب سيارتك ، تستقل إحدى وسائل المواصلات ،  تعبر الشارع والأزقة والدروب ، تتحرك بك خطواتك في كل اتجاه ،   تقصد عملك ، أو تذهب للتسوق ، أو للدراسة أو للنزهة ..
إنها أسباب كثيرة تدعوك لتتحرك على مساحة أكبر من تفكيرك وقرارك واختيارك ، إنه عالم واسع رحب ، مفتوح  لك ولكل الناس ، على اختلاف لغاتهم وأجناسهم وألوانهم وطباعهم وقيمهم وأخلاقهم ، وتعدد غاياتهم وطموحاتهم وثقافاتهم ..
إنك يوميا تخالط أصنافا من الناس رجالا ونساء ، كبارا وصغارا ، تتعامل معهم  تحدثهم وتحاورهم ، تنصت إليهم وتتعرف عليهم ، تتواصل معهم ويكمل بعضكم بعضا ، تجمعك بهم صلات : صلة الرحم والقرابة أو صلة الصحبة والإخاء أو الجوار .. ، وتربطك بهم روابط  مختلفة ومصالح شتى .

 

 *قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}الحجرات 13
إنك تعيش واقعا مختلطا حلوا ومرا ، ألوانه متناقضة ، تميل إليها نفسك وتنفر  تعرفها روحك وتنكر ، تهواها عينك وتكره ، تقترب منها خطواتك وتنأى عنها،.
إنك تبحر على مركب الحياة ، تقوده والجنس الآخر معك ، لأنه الاختيار الوحيد الذي لا تملك اختيارا سواه ليرحل بك ،  إنك لا تستطيع أن تمنع عنك هبوب  الرياح تعصف بك ، أو أن تصرف عنك شعورا بالخوف يعتريك ، وأسئلة تتجاذبك :   ماذا لو غرق هذا المركب ووجدت نفسك فجأة  تتلاطمك الأمواج ، مجبرا على أن تسبح وتقطع مسافات طوال حتى تصل إلى مرفأ أمان ، ولكن قد تخور قواك وتلاشى ، ثم يتهاوى جسدك ، فتبتلعك موجة هوجاء تجرك  إلى عمق البحر ، كما لو أنك ورقة ذابلة من أوراق الخريف اقتلعت من أغصانها فسقطت على الأرض تدوسها الأقدام العابرة ؟
هذا هو إحساسك الذي تعيشه واقعا  صار الاختلاط فيه حقيقة ، لا يمكنك إنكارها  لأنها أقوى منك ، لأنها كالإعصار تهرب منه ولكنه يلفك وقد يهزمك ، إنها فتن  عظيمة تلاحقك : { كظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ  لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ  مِنْ فَوْقِهِ  سَحَابٍ ظُلُماتٍ  بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ  إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ َلمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ َلمْ َيجْعَل اللَّهُ لَهُ نُورا  فَمَا لَهُ مِنْ نور} النور 40
حينها لن ترد على من يسألك : أين تذهب  ، أين تتجه ؟
إلا بجواب واحد : حقا لا ادري
لأنك حقا لا تعرف مكانا آخر يصرفك عن هذه الفتن ، مكانا لا يختلط فيه الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ، مكانا نائيا  يعيش فيه كل جنس بمفرده مع زوجه وولده وأسرته ومحارمه ..

 

إلا أن إيمانك يمنعك من أن تقول  :  حقا لا أدري ، لأن المؤمن له قبلة يستقبلها وهدفا يتجه إليه وبوصلة توجهه ، وطريقا يستقيم عليه ، فهو يعرف من أين أتى وإلى أين هو ذاهب ، لا يعيش عبثا  ولا هملا في الدنيا  بلا هدف .
حين تكون حقا لا تدري ، حين تقول : لا مفر ، لا خلاص  لا نهاية ، لا حل .. هنا تبدأ هزيمتك ، لأن هذا الواقع المختلط الذي يضايقك ويتعبك ، ويكتم على أنفاسك ويخنقك ، تقدر على أن تجد الأمان والقوة وأنت تتحرك فيه ، حين تتعود على أن تعيشه كما هو بإيجابياته وسلبياته ، وبكل صوره التي تحبها أو تكرهها  كما تتعود على طعم المر في شرب القهوة ، وكما تتعود على طعام بلا ملح أو شراب بلا سكر ، أوأشياء أخرى لا تنسجم مع طباعك وعاداتك واختياراتك ..
وهذا لا يعني أن تتعود على أن تكون سلبيا ، بقدر ما يكون القصد من أن تتعود أن تتعايش مع هذا الواقع المختلط ، وفي نفس الوقتلا تجعل نفسك بمنأى عما يجري حولك ، لأنك واحد من اثنين إما رجلا أو امرأة  وظيفتكما معا  تقوم على أساس البناء والارتقاء  إلى القمم ، بما تحققانه من تغيير وإصلاح وتجديد ، هو بمعنى الإحياء والبعث للقيم وللأخلاق وللفضائل .. كلاكما يبدأ من نفسه ثم بالآخر لأنكما  فرع من أصل وأصل لفرع .
إن هذا الواقع الذي صار يفرض عليك أن تخالط  جنسا آخر مختلفا عنك ، في شكله ومعالم صورته ، في طبعه وردات أفعاله ، في شخصيته  بكاملها ، وملزم بأن تتقبله ، أنت بطبيعتك وفطرتك تنجذب إليه ، يلفت انتباهك وقد يفتنك ، وقد يجرك من غير أن تشعر  للمهالك ، فتزل قدمك عن مقصدك ، ويزيغ فكرك عن غايتك ، وتخور قواك  وتضعف همتك ، وينقص إيمانك ، حينها تكتشف بأنك صرت تبحر على مركب تتجاذبه الرياح العاتية ، توشك أن تغرقك وفعلا قد تغرق
إنك حيثما حللت أو ارتحلت ستلتقي بهذا الجنس الآخر ، فهو أمامك أو خلفك أو بجانبك ، صورته تلاحقك كظلك ، صوته تسمعه يتردد ، كأنه يناديك من بعيد وهو قريب ،  فتبحث عنه لأن نفسك اختارته ليشاركك هذه الحياة  ، فهو موجود بداخل بيتك وخارجه ..
فكيف تملك أن تتقبل واقعا كهذا مختلطا بكل ما تحمله كلمة الاختلاط من ثقل في حمولتها ومعناها ؟
إنك أيها الرجل وأنت أيتها المرأة خلق متكامل : أصل وفرع  لشجرة طيبة مباركة أصلها ثابت ، تسقى برحيق العناية ، وتنمو بتوفير الرعاية والحماية ، فتثمر الثمر النافع والعمل الصالح ، وتحصد ثمار المودة والرحمة
  { ومن آياته أن خلق لكم  من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } الروم 21
إن الله سبحانه وتعالى  ما كان ليعجزه أن يخلق جنسا واحدا دون غيره ، ولكن حكمته اقتضت التكامل والتآلف بينكما حتى تستقيم بوجودكما الحياة ، إنها قمة المساواة والعدل من خلقكما معا وإن اختلفتما  في السعي : {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } الليل 3 - 4
ولكنكما تتفقان في أهدافكما وغاياتكما وطموحاتكما ، تحملان على عاتقكما مسؤولية ترصيص وتنظيم لبنات البناء ، ومسؤولية تحقيق التغيير في  مختلف مناحي الحياة ..
أنتما جيل اليوم ، وأنتما آباء وأمهات لأجيال الغد ، فكيف تصنعان أمة قوية   واهتماماتكما ما زالت صغيرة  فتية ؟
كيف ترفع أعين مقلتاها لتبصر مفاتنا تتعلق بأذيالها ، وهي خلقت لأجل أن ترفع للكون نظرا وتدبرا ؟
* { أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } الغاشية 22
أحلامكما بسيطة  تسفهها الرذائل والخطايا والذنوب ، والأصل أن تكون عظيمة وممكنة ترفعها الفضائل ومكارم الأخلاق
كيف تنجح مشاريع طموحة ، وآمال ناهضة ، والأيادي التي ترفع رايتها ،  وتقيم قواعدها ،  وتنشر فكرتها وتخطط لتنفيذها ، إنما تحمل معولا يهدم  قيما ومبادئ وأخلاقا ؟
 
إنك أيها الرجل وأنت ِأيتها المرأة  أصحاب القرار ، فكيف يصدر قرار عمن فقد أهلية اتخاذ القرار ؟
إنكما تخضعان معا لقانون إلهي واحد صارم وعادل وحكيم  ،  يضبط  علاقتكما ببعضكما  بضوابط شرعية ملزمة ، فلا يحق لأحدكما أن يتجرد عنها ، لأنكما بها أحرار العبيد وبدونها عبيد الأحرار .
إن الحرية التي تستحقان أن تمارسانها وتتمتعان بها ، هي الحرية التي منحكما الله إياها ، والتي بها تحافظان على أنفسكما ودينكما وعرضكما ، وتصونان جوارحكما من أن تعصى الله ، أو تتحرك في غير مرضاة الله ..
أنتما البيت والمدرسة والجامعة والمؤسسة والمعمل والمصنع .. أنتما المجتمع
 
 فكيف يصلح مجتمع بدون صلاحكما ، وبدون سعيكما لصلاح كلاكما ؟
 
إنَّكَ أيها  الرجل المسلم : القوة والأمان والعطف ، والحماية لكيان شامخ بأكمله
فهل تدرك معنى القوامة الحقيقية في قوله تعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} النساء 34 ؟
إن القوامة والرجولة الحقيقية لا تعني لك استعباد المرأة ولا إذلالها ، ولا انتهاك حرمتها وخيانة أمانتها وثقتها بك وبأنك مصدر قوتها وعزتها وكرامتها والغيرة على شرفها ..
 إنه الواجب الذي ينبغي عليك أداؤه و التكليف الذي عليك أن تكون أهلا له ، فالقوامة هي لك تكليف وللمرأة تشريف لأنها زوجتك ، أو بنتك ، أو أمك ، أو خالتك ، أو عمتك ، أو جارتك ، أو أختك .. إنها نفسك  وفرعك ..
فكيف تسعى لتفسد فرعا  أنت أصله ، وكيف تحرق نباتا  خضرا أنت زارعه ، وأنت من ستجني ثمره ؟
 
وأنتِ أيتها المرأة المسلمة : البسمة والدفء والحنان والسكن ،  تاجك الحياء ، وعلامة إيمانك التقى والعفاف ، و لك فيه خير :
* فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الحياء لا يأتي إلا بخير ) أخرج في الصحيحين
وهذا يدعوك إلى أن تتجنبي مواطن الفتن وأسبابها ، فأنت حين تغادرين بيتك فلضرورة ، ولحاجة  تلزمك ، ولغاية تسعين بخير لتحقيقها ، فليكن مظهرك منسجما مع آداب الشرع والقيم والأخلاق ، التي تربيت عليها داخل بيتك ، وليكن لباسك يعكس معدن جوهرك ، ونور بريق طهرك ، وبهاء عفتك .،
 يسترك فلا يظهر منك مفاتنا ، فيكُفُّ عنك أعينا تنظر إليك طمعا  ،  ويصرف عنك قلوبا تميل إليك مرضا ، وتحميك من خطرات شيطانية ، تصبو  لترى منك ما هو محرما .
 *قال تعالى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } النور31
وكما هو شأن مظهرك كذلك شأن مقالك وفعلك ، ينبغي أن يكون منسجما معه  موافقا له ،
* قال تعالى في كتابه العزيز : { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ،وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } الأحزاب: من الآية 32 - 33
 إنكِ بذلك تحافظين على نفسك وعلى الرجل الذي تشاركينه هذه الحياة ، فهو زوجك ، أو إبنك ، أو والدك ، أو عمك ، أو جارك أو اخوك ..
فكيف تفسدين أصلا أنت فرعه  ،  وكيف تربين اجيالا وأنت تفقدين قيما ؟
 
إن كلاكما يعمل لأجل أن يحيا مع الآخر حياة طيبة كريمة عفيفة ..  يجزى عليها صالحا :
* { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُطْلَمونَ نَقِيرا } النساء 124
* { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} النحل 97
إنكما لا تملكان اختيارا آخر إلا ذاك الاختيار الذي اختاره الله لكما ، وهو تواجدكما معا لنفس الغاية من خلقكما وهي : العبادة
فلتدركا أنكما معا  تملكان أن تحققا  هذه الغاية ، حين ُيعَبِّد كلاكما للآخر طريقه يمهده ويعده له ، وحين يتحمل عنه أعباء الجهد والتعب ..
هذا اهو لمعنى الذي  لو أدركتما غايته أدركتما تمام الغاية من خلقكما معا، فلتتقاسما تعبيد طريقكما ، وتعبيد نفسكما لطاعة الله ، ولتتشاركا معا تحمل هذه المسؤولية التي تحتاجان فيها إلى بذل الجهد والمشقة والمغالبة لتحقيق النصر
إنكما تسلكان معا طريقا وعرا ، تحتاجان فيه أن يشد كلاكما أزر الآخر  حتى تعبرا  بأمان ، فلا يقع أحدكما في مزالق ولا منعرجات ولا حفر ..  وحتى إن زلت قدم أحدكما أو أوشك أن يقع  ، تداركه الآخر بمساعدته .
إن الاختلاط واقع لا مفر منه ، ولكن الحل بأيديكما ، إنه الفرار إلى الله ، من فتن الدنيا وشهواتها وزينتها ، ومن هذا العدو إبليس الذي يسعى خلفكما بغوايته ليصرفكما عن طريق الهداية والاستقامة ، وليجعلكما من أصحاب السعير
* {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر 6
إن المسألة سهلة يسيرة ، فكلنا نستطيع ونحن نتحرك في هذا الواقع المختلط أن نفر إلى الله في كل حال من أحوالنا قياما وقعودا ، يقظة ونوما ، وفي كل الأوقات ليلا ونهارا : { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}  الذاريات 50 - 51
كلنا  مهاجر في هذه الدنيا فإما مهاجرا يهاجر إلى الله ورسوله ، وإما مهاجرا يهاجر إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ،  ولكل وجهة هو موليها ، فليختر كل واحد منا وجهته وقبلته وطريقه وغايته ورسالته ، ولكل مشية يمشيها  فلينظر أين تسير خطواته ..