1 ربيع الثاني 1431

السؤال

زوجي رجل سخي مالياً عليّ، ولكنه بخيل معي في الفراش.. وباءت كل الطرق والمحاولات معه بالفشل.. ماذا علي أن أفعل معه؟

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

أختي الفاضلة:
للأسف أن الكثير من الزوجات تعاني من هذه المشكلة مع تفاوت درجاتها.. والمشكلة أن الحل لا يمكن استنباطه عند الاستماع إلى طرف واحد فالقضية شائكة وتخص طرفين لا يمكن أن نجزئهما.
ولكن يمكنك أن تحاولي أن تجدي أنت الحل عن طريق معرفة أسباب المشكلة ومتى بدأت وكيف ولماذا عن طريق استنباط بعض الأسئلة التي تنير لك الطريق وتوجهك إلى أساس المشكلة وأسبابها لتتمكني من حلها. ومن هذه الأسئلة:
كيف هي طبيعة زوجك!! هل هو جاف الطبع!! هل هو مادي!! هل هو مشاعري!! هل هو حساس!!
كيف هي معاملته لك بغض النظر عن كرمه!!
كيف يتصرف مع الآخرين خاصة أفراد الأسرة!!.
هل هو رجل كاره لك أو زاهد بك!! وما أسباب ذلك الكره أو الزهد!!
هل كان زوجك منذ زواجكما بنفس الصورة أم انه تغير ومنذ متى تغير ولماذا!!
هل كان أفضل في بداية الزواج ثم تغير!! هل حدث هذا التغير بشكل مفاجأ أم بعد حدث معين أو مشكلة ما!!
هل أنت منشغلة عنه بعمل أو أبناء أو أهل أو غير ذلك!!.
هل سبق أن تحدثت معه في هذا الموضوع وما هي ردة فعله!!
يجب أن تعرفي عزيزتي ما هي المشكلة الحقيقية وما هي أسبابها لتتمكني من حلها
أختي الفاضلة..
حاولي أن تشعري زوجك بمحبتك له وبحاجتك له ولقربه ولحبه وعواطفه.
كوني صديقته المقربة له.. دعيه يثق بك ويبثك كل ما في صدره.
قد تكون لديه ضغوط نفسية لا يريد أن يشركك فيها أو يشغل بالك بها، هي التي تحبط رغبته في العملية الجنسية، فكما تعلمين أن العوامل والراحة النفسية مهمة جدا في ازدياد ونقصان الرغبة عند الإنسان.
قد يكون ما هو فيه نتيجة مشكلة نفسية يعاني منها بسببك.. فقد يكون ذلك ردة فعل غير مقصودة منه نتيجة موقفك أو تصرفاتك معه إثناء الاتصال أو اللقاء وشعوره بعدم رضاك الكامل عن العملية نفسها مما جعله يتحاشى المعاشرة الزوجية لعدم ثقته بنفسه أو لخوفه من أن يقف موقف محرج معك!! فعليك أن تكتشفي ذلك بنفسك ويمكنك الاستعانة بأخصائية نفسية لتدلك على الطريق الصحيح.
ربما يظن أن تفاعلك معه غير حقيقي وانه لا يشبعك فعلا أو يرضيك بالشكل الذي تتمنينه، وانك تجاملينه فقط لتشعريه بالرضا فكون ذلك داخله عدم الرغبة في المعاشرة، وبالتالي لاحظت أنت عدم اهتمامه بالمعاشرة الزوجية وعدم الإسراف معك فيها. فإن كان هذا هو السبب عليك أن تعملي جاهدة على تغيير هذه الفكرة لديه وتحاولي أن تبدين طبيعية في تصرفاتك وصادقة في مشاعرك.
قد تكون طريقتك هي السبب في نفور زوجك منك في الفراش أو من هذه العملية.. حاولي أن تراجعي نفسك وترجعي بذاكرتك إلى تلك الليالي وما الذي حدث فيها لك وهل هناك سبب ما أم لا!! فإذا وجدتي السبب حاولي أن تجدي الحل.
قد يكون زوجك مصاب بضعف جنسي ولهذا فهو يعوض هذا الضعف بالكرم الزائد والإسراف في الأمور الأخرى!! فإن كان كذلك حاولي أن لا تزيدي من ضعفه.. اقتربي منه ولو صدك لا تهتمي لصدوده... داعبيه.. خذي الأمر بالمزاح.. أطلقي النكات والضحكات التي تخفف عنك وعنه حرج ذلك الموقف... حاولي أن تساعديه دون أن تجرحيه أو تمسي رجولته.. ويمكنك استشارة المختصين في هذا الأمر.
حاولي أن تغيري من الأجواء العامة في المنزل عامة، وفي غرفة النوم خاصة فللأجواء دور كـبير بالتهيئة النفسية لمثل هذه المواضيع.. وابذلي قصارى جهدك أن تكونين أنثى حقيقية.. وتتفنني في التعامل مع زوجك بكل ما أوتيت من دهاء وحكمة لتتمكني من اجتذابه لك بالشكل الذي تريدين.
قد تكونين آذيته دون أن تدري.. راجعي نفسك جيدا وراقبي تصرفاتك وأحوالك معه، واسأليها بصدق هل قصرت معه يوما ما أو صدر منك أي موقف معه أو مع أهله حتى لو كان صغيرا، وكان هذا الموقف أو الحدث هوا لشعلة التي بدأ منها هذا التنافر تجاهك... فإن وجدته حاولي أن تستدركيه أو تحليه أن كان ما زال على السطح لم تطوى صفحاته بعد.. أما أن كان الموقف قديما ولا يمكن بذل أي مجهود في إصلاحه يمكنك عمل عدة مواقف أخرى يحبها زوجك ويقدرك فيها لتمحو آثار ذلك الموقف القديم.
قد يكون زوجك من الشخصيات التي تهتم بشكل كبير بالعمل والتحصيل المادي والتي تصاب عادة بالفتور الجنسي بسبب انشغالها الفكري أو إرهاقها المستمر.. فإن كان من هذه النوعية.. عليك أن تلفتي نظره بهدوء انه يكلف نفسه فوق طاقتها وانه يرهقها أكثر مما ينبغي، وأنه مهما بذل وحاول لن يجني إلا ما كتب الله له. وأن لبدنه عليه حقاً.. وأنه لو لم يستمتع وإياك في هذه السنوات فمتى سيستمتع ويلتفت إلى نفسه هل بعد أن يمضي قطار العمر؟!.
قد تكونين أنت من النوع المسرف الذي لا تنتهي طلباته.. فيكون ذلك ردة فعل من زوجك تجاهك لاعتراضه على ذلك خاصة إذا كنت تكلفيه بأمور مادية لا يطيقها.. فيكون كالعقاب الغير مباشر لك بأن يوفر لك كل ما تريدينه ماديا ويحرمك من الأمور الأخرى خاصة المعنوية.!! فإن كان كذلك حاولي أن تغيري من نفسك وتتنبهي ولا تكلفيه ما لا طاقة له به ليلتفت إليك ويعود كما تحبين.
إذا لم تجدي سببا معينا لما أنت فيه.. تذكري انه لا تزال أمامك فرصة الحوار مفتوحة.. فيمكنك أن تختاري الوقت والمكان المناسب لتتمكني من فتح هذا الموضوع مع زوجك لتسأليه بهدوء ودبلوماسية عن أحواله خاصة معك.. اسأليه عن ماذا يود منك أن تكوني له.. وبعد أن يخبرك بما يريد..اخبريه أنت أيضا عما تريدينه.. تناقشي وتحدثي مع زوجك دائما والابتسامة ترتسم على شفتيك، لتكن نبرة صوتك حانية..ولمساتك دافئة.. أخبريه عن شوقك إليه، استمعي إلى عباراته ومواضيعه الذي يطرحها باهتمام..امدحيه على أفعاله.. أظهري فخرك واعتزازك به.. أطلبي منه أن يذكر لك سلبياتك وكل ما ينقصه في حياتكما لتتمكنا معا من تصحيح هذه السلبيات وتوفير الجو الأسري السعيد الذي يطمع كل منكما إليه.
قد يكون مصاب بالعين فانصحيه أن يقرأ على نفسه وأقرئي أنت عليه أيضاً.
أحسني نيتك وظنك بالله، وتوكلي على الله حق التوكل واستعيني به وأكثري من الدعاء وسيوفقك الله بإذن الله إلى ما تحبين.