أمريكا والوصاية على البشرية
9 صفر 1431
منذر الأسعد

لا يحتاج بنو آدم إلى قيم ومبادئ، سواء أكان مصدرها وحياً إلهياً، أم أعرافاً تواضعوا عليها قديماً أو حديثاً.. فالويلات-لا الولايات- المتحدة الأمريكية لديها المبادئ السليمة الوحيدة، وليس على الناس في مشارق الأرض ومغاربها سوى الاستسلام لتلك الوصفات المعلبة.أما الذي يكابر ويأبى، فجنود المارينز وطيارو الإف15و16 ومروحيات الأباتشي، مستعدون للتضحية بهجر حياتهم الماجنة إلى حين لإقناعه بقوة السلاح!!!

 

وبما أن المسلمين يتصدرون الفئات العنيدة المارقة على سادة الغطرسة في واشنطن، فإن الكونجرس بمجلسيْ النواب والشيوخ، يقرر العلاج الملائم لهذه الحالة المستعصية!!!

 

هذا ليس افتئاتاً على القوم وليس من باب السخرية إلا السخرية السوداء، التي تثور في النفس عندما يتجاوز الواقع المرير حدود الخيال الإبداعي (الفانتازيا).. فهم قرروا رسمياً شن حرب إعلامية فعلية لا مجازية، على كل المنابر الناطقة بلغة الضاد ما دامت تؤيد المقاومة ضد الغزاة والمحتلين، بل ضد كل فضائية عربية لا تستسلم لإملاءات الإعلام الصليبي واليهودي، المبغض للإسلام والكاره للعرب والحاقد على كل إنسان لديه كرامة (الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ليس عربياً ولا مسلماً لكنه يحظى بنصيب ضخم من بغضاء الروم الجدد لمجرد أنه انتفض على النهب الأمريكي المزمن لثروات بلاده).

 

والقوم معذورون إذ يفقدون أعصابهم ويدوسون بأحذية جنودهم جهاراً نهاراً على دستور بلدهم نفسه، ويمرغون شعاراتهم البراقة عن حقوق الإنسان بوحل استعباد الآخرين، ولا سيما إذا كانوا مسلمين يتشبثون بهويتهم ويأبون الانسلاخ من جلودهم.فقد استخدموا القنابل لترويع الشرفاء في الإعلام العربي، لكن النيران "الصديقة" والقذائف "غير المتعمدة" لم تُفْلح في إقناع رؤوسنا الصلبة بالانحناء للطغاة الجدد.

 

أفليس من المفارقات الدالّة أن الحزب الديموقراطي الحاكم في واشنطن منذ سنة كاملة، هو صاحب القرار الإرهابي بمحاربة القنوات الفضائية العربية المنحازة لحقوق أمتها، وهو إرهاب لم يقترفه بوش الابن المشتهر بحماقاته؟

 

إنها فضيحة من العيار الثقيل لجوقة المطبلين العرب لأوباما، الذين حاولوا تسويقه على الأمة، على أنه حمامة سلام ورجل موضوعي ولا يحمل مواقف عداء مسبقة ضدنا وضد ديننا وقضايانا؟

 

ونحن في هذا الموقع نحمد الله سبحانه على أنه ألهمنا أن نتصدى لتلك الأباطيل في أسبوع تنصيب أوباما رئيساً لأمريكا.ولم نكن نرجم بالغيب يومئذ، وإنما تأسينا بمقولة الأعرابي الشهيرة:البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير.

 

وها هو أوباما  لا يقل عداوة لنا عن أسلافه، ولننظر إلى الخريطة من فلسطين إلى العراق وأفغانستان وباكستان، ولنستقريها عما يفعله وما لا يفعله!!

 

بل لماذا لا نرجع إلى شعاره الانتخابي عن إقفال معتقل جوانتنمو الإجرامي الذي فاقت بشاعته كل السجل الصليبي اليهودي الداكن أصلاً.

 

لقد جُنّ جنون القوم بعد فشل حملات  ترهيبهم بقتل الإعلاميين الأحرار وتلفيق الاتهامات الزائفة لهم واقتيادهم إلى السجون العلنية والسرية، وازدادت الهستيريا عندهم بسبب إخفاق عملائهم المباشرين في قنواتهم ذاتها، وغير المباشرين من المنافقين المهيمنين على كثير من القنوات التي تنفق بسخاء لتضليل الناس وتشويه مفاهيمهم وتزييف صورة المقاومة بكل السبل الممكنة ولكن دون جدوى!!فلم يبقَ إذاً إلا أن يأتي سيدهم بخيله ورجله ليبطش بالأصوات التي رفضت الرضوخ حتى الآن.سوف ترفضه إلى قيام الساعة!!

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.