المعاكسات والخيانات الزوجية .. الأسباب والآثار والعلاج (3-4)
1 ربيع الثاني 1431
د. إبراهيم النقيثان

نماذج من المعاناة لمشكلة الخيانة
 الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاما على النبي المصطفى ، أما بعد ، فقد تناولنا في الحلقتين السابقتين تعريفا للمشكلة مع عرض لبعض العوامل التي تسهم في ظهور المشكلة ، ومظاهر هذه المشكلة وبعض الآثار المترتبة عليها ، وسنركز في هذه الحلقة على عرض بعض نماذج المعاناة لمن اكتوى بنار المعاكسات .

نماذج من معاناة بعض الزوجات :
 نستعرض بعضا من الأمثلة والنماذج ، للزوجات اللائي ابتلين بأزواج معاكسين ، وذلك من خلال حروفهن وكلماتهن ، مع تحفظي على بعض العبارات ، لكن لكي تبرز تلك المعاناة وتلك الحرقة ، التي يعانين منها كما ترسمها كلماتهن :
  لم أكن أصدق في يوم من الأيام ، أن يصبح زوجي معاكساً ، ووحشاً بشرياً ، يريد أن ينقض على كل فتاة ، تلين له القول ، وتترك له المجال في النهش منها ، بعدما كان رجلاً سوياً ، محافظاً على الصلوات الخمس في أوقاتها ، وكان يحرص على رفقة تذكره بكل فضيلة ، وتبعده عن كل رذيلة ، ويمتد بنا العمر ، وتحلو حياتنا بمشاركة أبنائنا الخمسة ، إلى أن فكر زوجي ، في فتح محل تجاري ، في أكبر الأسواق المعروفة ، فرحنا بهذه الفكرة ، ويا ليتنا لم نفرح ، بدأ زوجي يمارس تجارته ، إلى أن تفاجأت بأنه يحرص على الذهاب إلى محله ، رغم وجود العامل ؛ بل ويبكر في الذهاب إليه ، أكثر من تبكيره لوظيفته الصباحية، ومرت الأيام لتبدأ حياة المشاكل والمتاعب ، فأجد في جواله رسائل غرامية   من فتيات ، بل وأجده لا يرد على مكالمات بحضرتي ، وإن اضطر الأمر إلى الرد ، فيخرج خارج المنزل بسرعة ليرد عليها !! ، وكل ذلك يهون تجاه ما فعله زوجي مؤخراً ، حيث إنه في العام الماضي ، سافر خارج المملكة ، واكتشفت أنه قد سافر بالتنسيق مع إحدى الفتيات ، اللاتي تعرف عليها ليلتقي بها هناك ، وهو الآن يعد العدة للسفر مرة أخرى ، والذي أريد أن أقوله ، بأن حياتي وأبنائي أصبحت صعبة جداً ، وأنا الآن أفكر في  الطلاق ، لأن غيرتي لم تعد تتحمل ، حيث كان الذي يمنعني من ذلك هو أبنائي الخمسة في السابق ، ولكنني الآن أفكر فيه لأنه آخر الحلول .

  الزوجة تجلس الآن عند أهلها ، هي وأبناؤه السبعة ، مدة أربعة أشهر ، والسبب أن زوجها أصبح لا يريدها ، ولا يرغب في عشرتها ، مؤكدة أن السبب الرئيس في  ذلك ، هي امرأة تعاكس زوجها ، وتتعرض له دائماً ، وقد صرح بذلك أكثر من   مرة ، وهو الآن يحتفظ بصورها التي أخفاها .

  زوجي قد تعرف على فتاة ، من خلال شبكة الإنترنت ، وأصبح يجلس معها الساعات الطويلة على الجهاز ، مما أدى به الأمر إلى ترك الصلاة مع الجماعة شيئاً فشيئاً ، وهو الآن غارق في حبها كما يدعي ، ويريد السفر لها ! .

  أنا فتاه متزوجة منذ ثلاث سنوات ، في العشرين من عمري ، والحمد لله مسرورة جدا مع زوجي ، أحبه ويحبني ، والمشكلة أنني طيبة القلب مع الجميع ، وزوجي محترم ، ويحب الكل ، والمشكلة بدأت عندما أصبح صديق زوجي ، العزيز عليه يغازلني ، حتى وصل به الحال ، أن يلقاني في أحد الشوارع ، ويكلمني ويقول لي ، أن اتصل به ، هذا باختصار أنا غريبة عن البلد المتزوجة بها ، وزوجة هذا الرجل ،  أصبحت صديقتي ، لكني لا أعلم ما أفعله , هل اخبر زوجي ؟؟؟ ، هل أخبر زوجته ؟؟؟ ، هل أهينه ؟؟ ، أخاف أن تنقلب المسألة عليَّ ، أرجو مساعدتي .

  أنا فتاه في السادسة والعشرين من عمري ، متدينة و ملتزمة , متزوجة منذ سنة وسبعة أشهر تقريبا ، لم أنجب أطفال ، مشكلتي مع زوجي ، أنه قاسي جدا معي , ضربني عدة مرات ، لأسباب بسيطة جدا !! , (مثلا غضبت منه لأنه كان يعاكس فتاة أخرى و أنا معه , قلت له غض بصرك وخاف الله) ، فضربني حتى اتصل   بالإسعاف ، بسبب ما حدث لي بعد الضرب , حتى أنه في يوم ما ضربني بشدة ، على وجهي و كل جسدي ، وطردني بملابس النوم خارج المنزل , و أمي أقنعتني أن أرجع , ورجعت فعلا , وفي أحد الأيام أكتشفت أنه كان يكتب رسائل لفتاة كان يحبها ، وصارحته بأني أعرف , قال لي أني لن أطول شيئا منه أبدا ، وأنه لا يحب هذه الفتاة , وقاطعني ثمانية أشهر ، لا يكلمني ولا أراه مطلقا ، بلا سبب مقنع , يعيش معي في نفس المنزل ، و لكن في حجرة مختلفة ، ويغلق الباب بالمفتاح  دائما , و طوال الوقت خارج البيت للفجر , حاولت أن أكلمه كثيرا ، وكان يرفض بشدة , قلت له حرام أن تقاطعني كل هذه المدة , و لم يهتم , لا يوجد معاشرة بيننا منذ زواجنا , إلا مرات معدودة , فهو يفضل أن يمارس عادته السرية ، وهو يشاهد الأفلام الجنسية كما تعود لسنين , مع أنني حاولت تغيير هذه العادة فيه ، ولكن دون جدوى , يأمرني أن أصرف على المنزل ، وإن لم أفعل فسأغادر المنزل , حيث أنه يدفع الإيجار ، ويريدني أن أتحمل أنا مصاريف المعيشة , مع العلم أنه قادر على أن يتحملها وحده ، بكل تأكيد أنا الآن أكرهه ، لأني أحس أنه لا يرحمني ، ولا يتقي الله فيَّ , والله يعلم أنني حاولت كثيرا لتكون حياتنا سعيدة , ولا أعرف ما هو القرار الصحيح , أفيدوني أفادكم الله .

  تزوجت منذ أربعة أشهر ، شاب عاش عمره كله في أوربا ، عائلته طيبة جدا ، اكتشفت منذ أسابيع ، أنه على علاقة محرمة مع أوربية منذ سنة ، وانه لم يستطع الافتراق عنها ، حتى عندما خطبني و تزوجني ، صدمت وطلبت الطلاق ، ولكنه لا يريد , ويكذب علي بأنه تركها ، وأنه يريد البقاء معي ، رغم أنه اعترف لي يوما بأنه يحبها ، فهل ارفع عليه دعوى طلاق لخيانة ؟ أم اصبر؟ .

  أعيش مع زوج خائن ، لا يعرف للحقوق الزوجية شيئاً ، ولا يقيم لها وزناً ولا قيمة ، أقرأ من خلال جواله ، رسائل جنسية فضائحية من لدن صديقاته ، بل والطامة الكبرى ، أنهن يتصلن عليه ليتبادلوا عبارات الغرام والحرام ، والبغاء والشقاء والتيه والضياع ، وأنا صابرة ومحتسبة ، أدعو له آناء الليل وأطراف النهار بالهداية والصلاح ، على الرغم أنه زوج فاضل وخلوق ، ولكنه أرخى لشهوته  العنان ، فصارت تسبح في الأرض والفضاء ، تعانق بغايا النساء ، ولا تخاف من رب الأرض والسماء ، محادثات شيطانية ، ومعاكسات مسعورة ، وتهييج للشهوة ، واتباع للهوى والنفس الأمارة بالسوء ، بل وصل الحال إلى أن إحدى اللواتي كان يغازلنه عبر الهاتف !! ، معلمة قرآن - كما تزعم - ومتزوجة من رجل يشرب الخمرة ، ويشعل السيجارة تلو الأخرى ، وإذا دعته للفراش ساومها بالمال ، وكثيراً ما يقول لها دعيني وشأني ، وابحثي عن غيري ، فمن ضعف إيمانها انغمست في الكبائر والشهوات ، أما زوجها فلقد أخذت الخمرة عقله ، واستأسدت على شهوته ووقته ،  وماله وصحته وحياته ، بل ودينه وعرضه ، وليست معلمة القرآن هي الوحيدة في القائمة السوداء لديه ،  فلديه العديد من النساء ، ولقد ضبطته متلبساً يكلم فتاة ، مدعياً أنه أستاذ بالجامعة ، والمضحك والمبكي في آن واحد , أنه كان يعاكس إحدى زميلاتي ، ومنذ ذلك اليوم ،  ونار قلبي لا تنطفئ ، وقد ضبطت بجواله العديد من المهازل الخلقية ، والعبارات القذرة من النساء ، وجميعهن متزوجات ، ولديهن أولاد وبنات كبار، وبعضهن معلمات أجيال ، أنا ابتليت بهذا الزوج الخائن ، والمصيبة أن لدي منه بنتا ، فكيف أطلب الطلاق منه !! ، ثم إنه حسن الخلق والتعامل ، ويبادلني المحبة والإخاء ، والشعور المتبادل ، ولكن يقول : إن الشيطان  (شاطر)، وهؤلاء النسوة الشيطانات ( أشطر ) ، ويزعم أنه ليس بينه وبينهن سوى الكلام ، والمحادثات الهاتفية ، والرسائل القصيرة عبر الجوال ، وقد يحدث اللقاء ، ولكن لا يهتك عرضاً ، هكذا زعم ،  والعلم عند الله ،  إنني أعيش أتعس أدوار حياتي ، فأنا بين فكي كماشة ، وأمرين أحلاهما مر , إما الطلاق  والفراق ، أو أبقى في الأسرة في شقاق مع هذا الخائن ، إنه يعترف لي بجرمه ، ويتألم بشدة لما يصدر منه ، ويبكي على ذلك ، ويعدني بأن لا يعود ، ولكنه يعود ويعود ويعود ، حتى أدمى قلبي ، وأصبحت لا أطيق أن أجامله ، وإذا كلمته بأي كلمة ، أقول في نفسي وداخل قلبي ، أيها الكاذب المنافق ، كم من امرأة باليوم تسمع منك هذه  الجمل ؟ حتى أصبحت لا أطيق النظر إلى وجهه ، وكأن هناك حاجزاً كبيراً يحول  بيننا , فيا لها  من معيشة لا تطاق .

  استفقت ذات يوم على ما لم أكن أتصوره أو تتوقعه في يوم من الأيام ،  إنه زوجي الذي أحبه ، بعد زواج استمر خمسة عشر عامًا ، يتكلم في الهاتف مكالمات غريبة ؛ همسات...، ضحكات... ، عبارات حب ملتهبة.. ، يأخذ تليفونه المحمول حيثما اتجه ، يضعه تحت رأسه عند نومه... ، يسهر كثيرًا.. ،  يسرح كثيرًا.. ، يبتعد عني شيئًا فشيئًا ، حتى صار هذا ديدنه... ، لا يحافظ على صلواته ، ويتابع الأفلام والفضائيات... ، وأنا أرى كل هذا التغيير ، ولا أصدق ما أسمع  بأذني ، ولا ما أرى بعيني .. ، ماذا حدث ؟ وما السبب ؟ اكتشفت أنا الغافلة المسكينة ، أن زوجي يحب أخرى ... ، ووصلت العلاقة بينهما حدًا تجاوز المكالمة بالهواتف !! .

  تلك هي بعض المعاناة التي تعانيها بعض الزوجات المسكينات ، أما الأزواج فيحسمون الأمر بالطلاق حينما يكتشفون زوجاتهم المعاكسات ، في حين تعاني الأمهات والآباء الأمرين حين يكتشفون أن أبنائهم أو بناتهم وقعوا في هذا المستنقع .