14 رمضان 1431

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستشيركم؛ لقد تقدم لخطبتي شاب، عمري 25 سنة، وهو يكبرني ب4 سنوات، تم السؤال عنه فأخبروني أنه شخص طيب وملتزم في صلاته ولكنه يدخن!
مشكلتي أكره رائحة الدخان وتسبب لي الحساسية، ولكني أخاف أن أرفض هذا الشاب وأندم.. ولكن إلى الآن لم أعطهم رداً بموافقتي؛ لأني مترددة.. بماذا تنصحوني؟ هل التدخين يمكن معالجته أو لا؟ أفيدوني أنا في حيرة من أمري، ولقد استخرت ربي ولكن مازلت مترددة!! وشكرا.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخت السائلة:
أمَر الإسلام بالتدقيق في الاختيار في الزواج، حتى لا يتسبب سوء الاختيار في نتائج سلبية مختلفات كما أمر بالبحث عن صاحب الدين، وأمر بتيسير الأمر في المهور على أصحاب الديانة الصالحين، كما أمر بقبوله وعدم التعنت معه في الشروط ولا تكليفه ما لا يطيق..
وأمر الإسلام كذلك بالمسارعة في الزواج إحصاناً للفرج، وبناءً لأسر مسلمة مؤمنة، ونشراً للفضيلة، وبُعداً عن السوء والفساد، ولإصلاح المجتمعات.
وفي سؤالك هذا أراك تتخوفين من دخولك في عمر ما بعد الخامسة والعشرين وهو عمر قد تخشين بعده فوات قطار الزواج كما ينتشر في ثقافة بعض المجتمعات وأتفهم تخوفك ذلك ورغبتك في قبول الزواج.
وقد سأل أهلك عنه فوجدوه ملتزما في صلاته ومشهورا بالطيبة وحسن الخلق إلا أنه مبتلى بالتدخين.
ثم أراك تكرهين رائحة الدخان فتسألين عن ذلك..
وأود هنا أن أقول لك:
1- أنني اتفق معك في المسارعة بقبول صاحب الدين والخلق الحسن.
2- لا بد من التأكد في السؤال عن ذلك الخاطب وعن كونه بالفعل من أصحاب الدين.
3- التدخين محرم ولاشك ومعصية ولاشك متكررة كثيراً، إلا أنها معصية مقدور على التوبة منها وكثيرون هم الذين تابوا منها وأقلعوا عنها ويسر الله لهم تركها، وقد يكون المرء صاحب قلب طيب وخلق حسن لكنه مبتلى بالتدخين، ويحتاج للإقلاع عنه نصيحة مؤثرة أو متابعة قريبة أو موعظة ناصحة ترده لربه وتباعد بينه وبينها، فيجب أن نضعها في موقعها.
4- أنه يجب عليك كراهية الدخان لكونه معصية لله سبحانه وليس لكون رائحته سيئة تكرهينها فحسب.
5- يمكنك أن توصي الوسيط بين الأسرتين بكراهيتك الشديدة للدخان وأن هذا عائق كبير في إتمام الزواج وأن عليه ترك هذه المعصية لوجه الله سبحانه وكراهيتك الشديدة لها التي تجعلك تتأذين منها أشد أذى.
6- اطلبي مشورة الخبراء المقربين منك وخصوصا أهلك والكبار منهم وناقشي الأمر معهم بكل وضوح ولا تستحي في ذلك فإنه مستقبلك وحياتك.
7- كرري الاستخارة ثلاث مرات فإنها – على قول بعض أهل العلم – تماثل الدعاء والسنة فيه التكرار ثلاثا وداومي دعاء ربك ليبين لك ويبصرك بالخير ويهديك للأفضل.
8- لا تقلقي ولا تخافي من فوات ذلك الخاطب أو غيره إن لم يتم الأمر بينكما بسبب أو بآخر فإن الزواج مقدور والله سبحانه يقسم الطيبين للطيبات والطيبات للطيبين فثقي بربك وتوكلي عليه.