مسئول مكتب حقوق الإنسان بهيئة علماء (العراق): الدور العربي الحقوقي "متفرج"..نحاول مساعدة الضحايا لكن الأمر أكبر منا
6 رجب 1431
سارة علي

وصلت انتهاكات حقوق الإنسان في العراق إلى حد كبير وخطير تارة من قبل المحتلين الأمريكي والبريطاني وتارة أخرى من قبل ما يسمى بالحكومة العراقية المنتهية ولايتها ,حتى وصلت إلى أشكال بعيدة كل البعد عن مفهوم الإنسانية والآدمية , وما بين فترة وأخرى يتم الكشف عن سجون سرية في العراق يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب والعنف ضد السجناء الأبرياء الذين يتم اقتيادهم من منازلهم أو من الشوارع وإيداعهم تلك السجون بدون إحالة للقضاء أو للمحاكم، لا لشيء إلا لأنهم من المذهب السني، وتنسب لهم الكثير من الجرائم التي  لا يعرفون عنها أي شيء, حتى وصل الأمر إلى ارتكاب أبشع الجرائم ضدهم ووصلت إلى حد الاغتصاب واهانة الكرامة الإنسانية , موقع المسلم سلط الضوء على هذه الانتهاكات في العراق بالحوار مع السيد سعدي الحيدري مسئول في مكتب حقوق الإنسان التابع لهيئة علماء المسلمين في العراق .

فإلى نص الحوار:

 

متى بدأ نشاط الهيئة في حقوق الإنسان وعلى ماذا يتم التركيز  أي نوع الانتهاكات؟
 
بدأ نشاط حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين مع بداية انطلاقتها في 13/4/2003، حيث تم تثبيت قسم حقوق الإنسان في النظام الداخلي الذي ينظم عمل الهيئة، وتطور هذا النشاط وتوسع مع بداية عام 2004 حيث تشكل قسم خاص لحقوق الإنسان في الهيئة وتشكلت له هيكلية واضحة وعدد من العاملين يديرهم مسئول للقسم، وبدأ بالتحري والتوثيق للجرائم والانتهاكات التي تلحق بالمواطنين والبلد  يوثق القسم أغلب أنواع الانتهاكات التي تشمل القتل والإصابة، والاعتقال والخطف والاحتجاز ، والتهجير إلى غير ذلك من الانتهاكات.

 

 
تسجيلكم للانتهاكات يكون لتلك  الصادرة من قوات الاحتلالين الأمريكي والبريطاني, أم يشمل انتهاكات الحكومة وقوى الأمن والمليشيات في العراق؟
 
يتم تسجيل وتثبيت الانتهاكات التي تصدر من كل من قوات الاحتلال ومن الحكومة وقواتها الأمنية والمليشيات بمختلف مسمياتها وانتماءاتها.

 

 
مع تضييق الخناق على نشاط الهيئة في العراق, ما هي آلية تسجيل البيانات لمن انتهكت حقوقهم ,هل لديكم مكاتب لتسجيل ذلك في العراق, أم خارجه؟
 
توجد للهيئة العديد من الفروع المنتشرة على مختلف أرجاء العراق، وعلى الرغم مما تواجهه الهيئة من التضييق الشديد على كادرها وعملها من منع وإغلاق بعض المكاتب والفروع؛ فما زالت العديد من الفروع الأخرى تقوم بعملها في تسجيل وتوثيق ما يمكن من الانتهاكات والجرائم، إضافة إلى التوثيق الذي يتم في مكاتب الهيئة في الخارج.

 

 
عملكم في الفترة الحالية يقتصر على جمع البيانات والمعلومات أم أنتم بصدد اتخاذ إجراءات عملية أكثر, وأقصد مثلا مقاضاة  الاحتلال ومن معهم أمام محاكم دولية؟
 
عملنا في الوقت الحالي ينصب بالدرجة الأساس على جمع وتوثيق الانتهاكات وتبويب وأرشفة هذه الانتهاكات، وانتظار الوقت المناسب لمقاضاة هؤلاء المجرمين، رغم حصول بعض أشكال التعاون والتنسيق مع بعض الجهات والمنظمات الدولية ومنها منظمة الصليب الأحمر في هذا المجال .

 

فضائح السجون السرية المتتالية في العراق, ما هو دور مكتب حقوق الإنسان في الهيئة في محاولة إزالة الحيف عمن تم اعتقالهم مع وجود قسم كبير لم يتم تحويلهم إلى القضاء؟
 
كانت هيئة علماء المسلمين سباقة في الحديث وكشف مثل هذه السجون، ولها الكثير من البيانات والتصريحات في هذا المجال، وعند افتضاح أمر سجن الجادرية في منتصف عام 2007 كان لنا نشاط كبير في فضح هذا الأمر، فبالإضافة لعقد المؤتمرات الصحفية في مقر الهيئة ودعوة أغلب وسائل الإعلام ووكالات الأنباء ونشر الكثير من الحالات والحوادث في جريدة البصائر التابعة للهيئة؛ كذلك تم التعاون مع بعض المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية وتزويدهم بشهادات شهود تعرضوا للتعذيب في تلك السجون بالإضافة إلى الصور والأفلام التي توثق وجود مثل هكذا سجون وما يجري فيها من عمليات تعذيب بشعة.

 

 
هل لديكم تعاون مع جهات دولية وإقليمية خاصة بحقوق الإنسان كهيومن رايتس والصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية؟
 
يوجد بعض التعاون مع بعضها ومنها منظمة الصليب الأحمر رغم أنه ليس على نطاق واسع، ونأمل أن يتوسع النشاط بمرور الوقت.

 

 
تزايد حالات الاغتصاب لحرائر العراق وعمليات الاعتقال لهن, هل يتم تسجيل مثل هذه الانتهاكات، أم أن العرف وطبيعة المجتمع العراقي المحافظ تمنع من تسجيل تلك الانتهاكات والجرائم؟
 
توجد بعض الحالات المحدودة كحالة مسجلة أو موثقة  التي كان للهيئة السبق في كشفها والاتصال بوسائل الإعلام المختلفة لعرضها ونشرها وكشف الجناة، أما أغلبها فلا يتم الإعلان عنها نظرا لحساسية الأمر وطبيعة المجتمع من جهة وخسة ودناءة العمل الشائن من جهة أخرى.

 

 
كيف تجدون دور المجتمع العربي والإقليمي من انتهاكات حقوق الإنسان هل هي بمستوى مرض أم لا تجدونه كذلك؟
 
كان الدور العربي والإقليمي بالعموم ينقسم إلى دور المتفرج الذي لا يعنيه الأمر أو السلبي المشارك فيه، رغم وجود بعض حالات التعاطف المحدودة من هنا وهناك، ولكنه بالمجمل مستوى غير مرض.

 

 
قمتم بتسجيل أسماء كثير من المعتقلين والمخطوفين في العراق, ما الذي يمكن أن تقدموه للشخص المعني أو عائلته وذويه بعد ذلك؟
 
بعد أن يتم تسجيل وتوثيق حالات الخطف والاعتقال إضافة إلى القتل، يتم التواصل مع ذويهم ومحاولة تقديم بعض الدعم المادي والمعنوي، كتخصيص بعض المبالغ كمرتبات لذوي الشهداء والمعتقلين وحسب المتيسر وبالتعاون مع القسم الاجتماعي في الهيئة، لكن تبقى جهودنا في هذا الصدد محدودة فمثل الوضع العراقي يحتاج إلى جهود دولة لسد احتياجات الناس، ونحن بالتالي لسنا كذلك.

 

 
أهم الصعوبات التي تواجه عملكم في جمع الحقائق عن الانتهاكات في العراق خاصة وأنها مستمرة بدون توقف؟
 
هناك صعوبات وحرج كبير ينتاب عملنا في الوصول إلى مكان الانتهاك أو الشخص المعني، نتيجة صعوبة الحركة والتنقل بحد ذاته وتحرج البعض من البوح بما عنده من بيانات ومعلومات؛ إضافة إلى الخطورة الكبيرة نتيجة الوضع الأمني شبه المنفلت في البلد، فضلا عن أن اسم الهيئة بالنسبة لقوات الاحتلال والأجهزة الأمنية للحكومة الحالية كاف لإحداث نفير.

 

 
هل تعتقدون في النهاية أنه يمكنكم تحقيق شيء لمن انتهكت حقوقهم سواء على يد المحتل أو الذي جاء مع المحتل؟
 
بعد أن يتحرر البلد وترجع الأمور إلى نصابها؛ سيتم مقاضاة كل من ارتكب جرما أو انتهاكا، سواء الاحتلال أو من جاء معه أو نتيجة له، دولا وأفراد، ولن يضيع حق وراءه مطالب.

 

 
في كل الأحوال واجبنا أن نعمل، ونحن نضع حديث النبي صلى الله عليه وسلم نبراسا لنا دائما (( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها فله بذلك أجر))

 

إذا  العمل مطلوب في كل الظروف والتحديات.. .