محنة الشيوعيين العرب!!
23 رجب 1431
منذر الأسعد

صدر في القاهرة كتاب يحمل اسم (محنة الماركسية) للباحث الإسلامي المعروف الأستاذ جمال سلطان، وقد أعاد  موقع (صحيفة المصريون الإلكترونية) نشر الكتاب على حلقات.

ويوثق الكتاب معركة فكرية خاضها الأستاذ سلطان مع الدكتور رفعت السعيد الأمين العام لحزب التجمع اليساري في مصر، وهي معركة اتخذت منحى تصعيدياً عندما أقدم السعيد على رفع دعوى قضائية ضد سلطان، إذ عجز عن مواجهة الحجة بالحجة، فادعى رفعت السعيد أن جمال سلطان، تهجم عليه وأهانه، ولذلك طالب في دعواه بحبس سلطان، بينما كان السعيد ينعي على بعض الدعاة من قبل  لجوءهم إلى القضاء لمحاكمة مفكرين يتطاولون على ثوابت الأمة.

 

يقول المؤلف في مقدمته: (والكتاب وإن كان يتخذ من نتاج هذا الكتاب نموذجا لكشف أسلوب العبث والتخريب وتلغيم الحياة الفكرية، ونسف أي جسور للحوار الوطني البناء، إلا أنه لم يقصد الكاتب بشخصه، وإنما كرمز ونموذج فكري يمكن أن يقيس عليه القارئ لمعرفة أساليب أخرى، لعابثين آخرين ـ وما أكثرهم الآن ـ عسى أن تتمكن الأمة من محاصرة خطرهم، وتحجيم آثار تخريبهم في حياتنا الفكرية وحوارنا النهضوي..

 

لقد تحولت جهود فريق من الماركسيين بفعل مرارة الإحباط لاحتراق مشروعهم الفكري والسياسي والإنساني، إلى رغبة عارمة في حرق الدار كلها، وتخريب أي مشروع وطني نهضوي جاد ترتضيه الأمة، أو تميل إليه، وتحول بعض (المنظرين) الجدد للماركسية إلى ما يشبه (مقاولي الهدم) لما تبقى من بنائنا الفكري والنفسي والإنساني، مع قدرة مذهلة على القفز بين المبادئ والمواقف والرايات، سواء كانت راية الماركسية، أو عمامة الدين، أو عباءة السلطة، أو خنادق المعارضة.
ومن أجل وقف ذلك العبث، وتلك الجرائم، صدر هذا الكتاب).

 

وكان سلطان  قد نشر مقالات عدة فضح فيها تهافت الماركسية التي يتشبث بها رفعت السعيد  حتى بعد سقوط "فردوسها" في موسكو وتوابعها، كما أخذ جمال سلطان على السعيد موقفه المسبق المعادي للإسلام، والذي يمارس في سبيله الافتراء على الدين وعلى حَمَلَته من علماء ودعاة.ومن أبرز صفاقات السعيد نفيه صفة الإسلام عن الشيخ محمد متولي الشعراوي، وإلصاقه تهمة التطرف ورعاية الإرهاب بالشيخ محمد الغزالي...

 

غير أن مقتل السعيد-فكرياً وأخلاقياً-جاء في مقالات سلطان، عندما ضبطه متلبساً في التواطؤ مع غلاة أقباط المهجر، الذين ثبتت خيانتهم لبلدهم مصر، بإجماع المصريين حاكمين ومحكومين من مختلف الاتجاهات والمشارب!!بل إن شنودة شخصياً-على ما فيه من خبث وتحريض سري-اضطر إلى انتقاد قبط المهجر، الذين لا يكتفي رفعت السعيد بتزيين صورتهم القميئة، بل إن سلطان أقام البينات على مراسلات سرية بين السعيد وهؤلاء العملاء!!

 

والسعيد الذي يفترض فيه بحكم ماركسيته أنه علماني يتملق الكنيسة ويسهم في الترويج لأكذوبة اضطهاد مسلمي مصر لقبطها، لكنه في الوقت نفسه لا يدع فرصة سانحة تمر من دون شن حملات التحريض على العلماء والدعاة المسلمين وحدهم دون سواهم!!

 

ويحتوي كتاب جمال سلطان على دفوعاته الجميلة أمام المحكمة، فقد أثبت فيها وهن ادعاءات السعيد بالحجج الدامغة والوثائق والمقارنات الناصعة.

 

ولعل أطرف ما في الكتاب توصل المدعي والمدعى عليه إلى صلح أنهى الخلاف القضائي، وإن كانت المبادرة إلى طلب الصلح قد جاءت من السعيد الشرس بعد أن تأكد من سقوط ادعاءاته!!

 

ويبقى لجمال سلطان أنه على النقيض من خصمه، نشر كتابه والسعيد حي يُرْزَق بل ويتصدر زعامة حزب "رسمي" يضم فلول اليساريين ويصرونه على أنه حزب جماهيري  في حين يفشل في جميع الانتخابات المصرية!!