أنت هنا

أدلة من قال بجواز الاختلاط
7 شعبان 1431
اللجنة العلمية

 

حكم اختلاط النساء بالرجال الأجانب

          لا يخفى أن اختلاط النساء بالرجال في الأماكن المحصورة، كالمساجد والمستشفيات والدوائر الحكومية، مظنة الفتنة، ولذا ورد الشرع بالتحذير من ذلك، وبرسم الضوابط المانعة من وقوع الخطر، ومن نظر في شريعة الله تعالى يجد أنها أوصدت كل الأبواب المؤدية إلى الاختلاط، وسدت الذرائع لذلك، وحمت المجتمع من الفاحشة والرذيلة بتشريعات ربانية تبقي على المجتمع عفته وطهارته ونقاءه، واستقامة أسره، وصلاح بيوته ما دام أفراده قائمين بأمر الله تعالى، ممتثلين لشرعه، مستسلمين لنصوص الكتاب والسنة، ولم يسمحوا للمفسدين أن ينخروا ذلك السياج الربَّاني بين الرجال والنساء، ومع ذلك فإننا في هذا الملف العلمي نستعرض أدلة من قال بحرمة الاختلاط، وكيف بنوا الحرمة، وننظر في رأي من قال بالجواز مع ما استدلوا به من أدلة، وذلك فيما يلي:

أدلة من قال بجواز الاختلاط:

 1.   عن أم صبية الجهنية قالت اختلفتيدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد([1]). قالوا: أن هذهِ المرأة ليستمحرماً للنبي  صلى الله عليه وسلم.

2.   عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُلِحَاجَتِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَافَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَاتَخْفَيْنَ عَلَيْنَا...إلى تمام الحديث: "اِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْتَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ"([2]).
3.      حديث سهلالساعدي الذي يرويه البخاري من قيام أم أسيد (العروس) بضيافة زواره النبي صلى اللهعليه وسلم وأصحابه.  
4.   حديث: ن عائشة قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهزني وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال ( دعهما ) . فلما غفل غمزتهما فخرجتا"([3]).
5.   وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال ( تشتهين تنظرين ) . فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول ( دونكم يا بني أرفدة ) ([4]) .
6.   الاستدلال بقصة يوسف عليه السلام: من دخول نبي الله يوسف على النسوة، قال الله: (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن) [يوسف: 31].
7.      الاستدلال بنبأ موسى -عليه السلام- مع بنتي صاحب مدين.
8.   الاستدلال بأخبار سمراء والشفاء رضي الله عنهما: وهو خبر مفاده تولية النبي صلى الله عليه وسلم سمراء بنت نهيك أمر السوق، وحديث سمراء بنت نهيك  وفيه أن يحيى بن أبي سليم قال: "رأيت سمراء بنت نهيك -وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم- عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"([5]).
9.      في البخاري([6]) عن نافععن عبد الله بن عمر أنه قال: (كان الرجالُ والنساءُ في زمانِ رسولِ الله - صلّى اللهعليه وسلّم - ليتوضئون جميعاً).
10.   عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق، وهي تحته يومئذ، فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لم أر إلا خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد برأها من ذلك). ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال: (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان)([7]).
11.        وفي حديث كان أصحاب الرسول إذا صلوا معه الجمعة انصرفواإلىبيت امرأة من الأنصار فأطعمتهم وناموا عندها.
12.     وأخيراً هناك من يذكر خبراً عن شخصية يسمونها خولة بنت الأزور ويذكرون قصة إنقاذ أخيها ضرار -وهو صحابي معروف- من الأسر، ولا أصل لهذه القصة فلا يوقف معها، بل إن في ثبوت شخصية خولة هذه نظر فضلاً عن القصة([8]).


([1])   أخرجه أبو داود(78)، وابن ماجه (382)، والإمام أحمد في مسنده (27112)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (71).
([2])   أخرجه البخاري (4517)، ومسلم (2170).
([3])   أخرجه البخاري (907)، ومسلم (892).
([4])   أخرجه البخاري (907)، ومسلم (892).
([5])   المعجم الكبير 24/311. قال العلامة الألباني في الرد المفحم: "أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( 24 / 311) بإسناد جيد، قال الهيثمي (9/264) ورجاله ثقات"، وقد ذكر سمراء بنت نهيك الإمام ابن عبد البر في الاستيعاب (4/1863) وذكر نحو هذا الأثر، وممن أشار إلى صحبتها صاحب تاريخ واسط 1/42.
([6])   رقم (190).
([7]) أخرجه مسلم (2173)
([8])   راجع كتاب عبدالعزيز الرفاعي: خولة بنت الأزور.