سبق أن تطرقنا لطروء الحيض عند المرأة عند حديثنا عن بعض المسائل التي "تعم بها البلوى"([1]، وأنه يمنعها من الصلاة والصيام، والطواف بالبيت، و مع تطور الطب الحديث، وظهور موانع تمنع نزول دم الحيض؛ نجد كثير من النساء يتجهن لتناولها، حِرصًا منهنَّ على إتمام شهر الصوم، وصيامه مع المسلمين، وعدم فوات كثير من الأجور عند انقطاعها فترة نزول دم الحيض، من قراءة للقرآن، وصلاة تراويح، وطواف بالبيت، فلو رأت المرأة أن تستعمل الأدوية والطرق التي تمنع الحيض لتتمكن من ذلك فهل هذا جائز؟)
يظهر مما سبق الاتفاق على جواز شرب الدواء الذي يمنع نزول دم الحيض، وهذا الجواز مشروطٌ بعدم الضرر، فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن هذه المسألة فأجاب بقوله: "لا حرج أن تأخذ المرأة حبوب منع الحيض تمنع الدورة الشهرية أيام رمضان حتى تصوم مع الناس وفي أيام الحج حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن أعمال الحج، وإن وجد غير الحبوب شئ يمنع الدورة فلا بأس إذا لم يكن فيه محذور شرعًا ومضرة"([7]).