7 جمادى الثانية 1432

السؤال

إخواني في الموقع؛ نحن عبارة عن مجموعه تعاني من التسلط من رؤسائنا، ولا نعرف كيف نتصرف معهم، علمًا بأنني قد وصلت لدرجة أني أصبحت لا أبالي حتى لو صفعوني. انجدونا جزاكم الله خيرًا.

أجاب عنها:
همام عبدالمعبود

الجواب

أخانا الحبيب:
السلام عليكَ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكَ، وشكر اللهُ لكَ ثقتكَ بإخوانِكَ في موقع (المسلم)، ونسأل الله (عز وجل) أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، آمين.. ثم أما بعد:
استشارتك مقتضبة للغاية، وليس بها أية تفاصيل يمكن أن تعيينا على فهم الموضوع جيدًا، ومن ثم الرد بموضوعية، ومحاولة البحث عن حلول عملية، غير أني – والوضع هكذا – ل أملك إلا أن أقدم لك بعض النصائح التي يمكن ان تعينك – بعد الله عز وجل- على تخطي جانب كبير من المشكلة، وذلك من خلال خبرتنا لسنوات طويلة في معاناة الظلم والاضطهاد من أناس عملنا تحت رئاستهم؛ وهي على النحو التالي:
1- كونكم "مجموعة" فهذا فضل من الله: لأن الإنسان عندما يكون وحيدًا؛ يعاني ظلم واضطهاد رؤسائه في العمل فإن اليأس يكاد يتسرب إلى نفسه، والشك يكاد يقتله، والحيرة تكاد تفتك به، والناس حوله ينظرون إليه على أنه هو المخطئ، إذ لا يعقل أن يكون الجميع على خطأ وهو وحده على الصواب، فكونكم مجموعة، يشير أول ما يشير إلى أنكم بالفعل مضطهدون.
2- توحدوا وتماسكوا ولا تختلفوا: فإن وحدتكم واتحادكم سر قوتكم، وإن إصراركم على نيل حقوقكم يوشك أن يردها إليكم، فما ضاع حق خلفه مطالب، واتفقوا على مطالبكم، ورتبوها حسب أهميتها بالنسبة لكم.
3- اطلبوا من رؤسائكم الجلوس معهم لتوضيح الأمر: فاعقدوا معهم اجتماعًا تحضرونه جميعا ويحضرونه جميعًا، أو يحضره ممثلون عنكم وممثلون عنهم، وتناقشون معم ما تشكون منه، فيستمعون منكم وتستمعون لهم، وتطلبون منهم رفع المظلمة عنكم، فإن استجابوا فبها ونعمت، وإن رفضوا فأعلنوا قضيتكم للملأ.
4- أظهروا مظلمتكم ولا تخشوا في الحق لومة لائم: فإن كنتم عمالا في مصنع، أو طلابا في جامعة، أو معلمين في مدرسة، فارفعوا أمركم النقابة التي تظلكم، أو الاتحاد الذي يجمعكم، أو الهيئة التي تمثلكم، وأعلنوا ذلك في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، وانشروا قضيتكم على الإنترنت في الفيس بوك وساحات الحوار والمنتديات، فإن هذا أشد ما يقلق الظالم المستبد، فقد أخرج أحمد والحاكم وصححه هو والذهبي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (رضي الله عنه)، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: "إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي تَهَابُ الْظَالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ". ومعنى تُودِّع منهم: أي خُذلت.
5- تقدموا بشكوى جماعية للجهات القانونية: كالنائب العام والوزير المختص ورئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، وصعدوا الأمر إلى أعلى السلطات في البلد، وارفعوه إلى المنظمات الحقوقية، ليعلم الجميع بمشكلتكم، ويتحركوا لنجدتكم، واتخذوا لكم محاميًا ذا خبرة كبيرة في مثل هذا النوع من القضايا، ليرفع لكم قضية في المحاكم، ويتابع الأمر من الناحية القانونية.
6- اجعلوها قضية رأي عام: فاتصلوا بالصحف والمجلات والفضائيات ووكالات الأنباء، واحكوا لهم مشكلتكم، وبينوا مظلمتكم، وأذيعوا أمركم، واستخدموا حقكم القانوني في التظاهر أو الاعتصام حتى يشعر الجمع بكم، فإن المسئولين آنئذ سيسارعون إلى التعرف على مشكلتكم، والتعجيل برفع الظلم عنكم، ولو خوفًا من الرأي العام الداخلي، أو تشويه صورتهم خارجيًا.
وختامًا؛ نسأل الله (عز وجل) أن يرفع الظلم عنكم، وأن يرد لك حقكم، وأن ينصركم على عدوكم، وأن يتقبل صبركم، ويثبت أقدامكم، اللهم آمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.