د.محمود الزهار: المفاوضات هدفها إبقاء "أبو مازن" حياً سياسياً..نجحنا كثيراً في تقليص العملاء..أنقرة ليست بديلة القاهرة..
6 شوال 1431
إيمان يس

بدأت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني التي وافقت عليها جامعة الدول العربية ، فما الجديد في الأمر فقد جرت أوسلو وغيرها بطريقة مباشرة منذ عدة سنوات ؟ وما تأثير ذلك على القضية الفلسطينية ؟ ولماذا لم تعد ردود الأفعال تجاه انتهاكات الأقصى ترقى لمستوى الحدث ؟ هل قضى الانقسام على المقاومة ؟ وماذا عن إعلان 2010 عاما للأسرى ؟وما الجديد في العلاقات الفلسطينية التركية ؟ وماذا عن حملة القضاء على التخابر ؟ هل حقا حركة حماس مُخْترقة ؟ كيف الخروج من دائرة الوساطات العقيمة التي استمرت 3 سنوات دون جدوى ؟
هذه الأسئلة وتساؤلات أخرى عديدة يجيبنا عليها الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في حوار خاص وشامل لموقع المسلم ، فإلى نص الحوار 

 

 بداية ..كيف تقرأ إقدام سلطة رام الله عن مفاوضات مباشرة مع الصهاينة وموافقة جامعة الدول العربية عليها في ظل الوضع الراهن، وما الجديد في الأمر فقد سبق وجرت مفاوضات مباشرة فلماذا هذه الزوبعة الآن حول هذه المفاوضات ؟ 
أولا أريد أن أؤكد أن الحديث عن آليات وما إلى ذلك ما هو إلا مضيعة للوقت ، وقد نجح الجانب "الإسرائيلي" للأسف في أن يسقط العرب في هذا الفخ ، حتى يصبح الجانب العربي ملهي بالحديث الدائم عن آليات بعيدا عن جوهر الحل ...أن يكون هناك جلسات مباشرة أو غير مباشرة هذه آليات ولن تختلف نتائجها عن بعضها ، فأنا أؤكد أنه ليست هناك أدنى نوايا في الجانب "الإسرائيلي" أن يعطوا أي صورة من الصور الاعتراف بإمكانية قيام دولة ولا حتى على شبر واحد من أرض فلسطين، وأبسط دليل على ذلك إن "إسرائيل" تعترف إنها تأخذ 40 % من مياهها من الضفة الغربية، فهل ستتنازل عن المياه وتحرم نفسها عن 40 % التي يستخدمها الصهاينة المغتصبون في الأراضي المحتلة العام 1948، هذه قضية واحدة من عشرات القضايا والأدلة الأخرى التي تؤكد استحالة تنازل الصهاينة عن شبر واحد مما اغتصبوه ، كما أنهم بجميع أحزابهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا يعترفون أبدا للشعب الفلسطيني بأي شبر في القدس ، فهل سيتم الحديث عن موضوع القدس في المفاوضات ؟!!،وهل سيتم الحديث عن حق العودة؟! هل سيتم الحديث عن الحدود؟! حتى الآن غير مسموح في المفاوضات بالحديث عن حدود للدولة الفلسطينية، إذن هم أغرقونا في الحديث عن مفاوضات مباشرة وغير ومباشرة بهدف إبقاء أبو مازن حي سياسيا ولخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

 الحديث عن أبو مازن لابد أن ينقلنا للحديث عن الانقسام ....في رأيكم ما مدى تأثير الانقسام على المقاومة خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ما جرى منذ فترة قريبة عندما قام النائب الصهيوني داني دانون بتدنيس ساحات المسجد الأقصى تحت حماية القوات الصهيونية دون أن يحدث ذلك ردة فعل ملائمة بينما اندلعت الانتفاضة الثانية في عام 2002 بسبب أحداث مشابهة ؟
أولا ليس هناك تراجع لبرنامج المقاومة ، لأن برنامج المقاومة ليس فقط يصب في موضوع الأقصى ، ما يحدث على أرض الواقع أن الجانب الصهيوني اتخذ اجراءات مشددة لمنع أي فلسطيني أقل من 60 سنة من أن يذهب للمسجد الأقصى ، وبالتالي جميع المداخل التي تؤدي إلى المسجد الأقصى يتم إغلاقها ، مما يدفع أهل القدس إلى إقامة الصلاة في الشوارع على مسافات تبعد عن الأقصى عدة كيلومترات، ومن هنا فلا يوجد تجمع حقيقي في المسجد الأقصى يمكن أن يؤدى إلى اندلاع مواجهات ، أيضا هناك مواجهات تحدث في شوارع وفى أماكن الاحتكاك إلا أن الإعلام لا يصل إليها بسبب أن الجانب الصهيوني يتخذ كافة وسائل التعتيم على الإعلام ، أضيفي إلى ذلك التنسيق الأمني بين أبو مازن وجماعته من جهة وبين الجنرال دايتون وسلطة الكيان من جهة أخرى ، فالجنرال دايتون الآن يشرف بنفسه على تدريب وتنسيق وحتى تخريج الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية ، كما تشارك القوات الصهيونية في إقامة الدورات التدريبية لهم ، فإذا أخذنا في الاعتبار أهمية الضفة بالنسبة للقدس واستحالة قيام انتفاضة في القدس دون الضفة ، بل أن الضفة الغربية هي الأساس حيث تندلع الانتفاضة فيها وبعد ذلك في تنتقل إلى أراضي الـ48 ، علمنا أسباب عدم اندلاع انتفاضة حتى الآن ، الآن أراضي الـ48 تعيش حالة قهر لا مثيل لها وغزة معزولة عن هذا الموضوع والضفة الغربية محاصرة من أبو مازن وجماعته .

 

نعم ولكن، هل ترون أن الانقسام ليس له أي تأثير على المقاومة ؟
فتح أصلا لم تكن تقاوم ، لا قبل الانقسام ولا بعده ، فمنهجها معروف وهي تعلن عنه بكل وضوح أنها ضد المقاومة ، والجميع يعلم ما قامت به سلطة أوسلو من اعتقال المجاهدين، ونزع أسلحتهم وتعذيبهم وتحويلهم لمحاكم عسكرية فقط لأنهم يتبنون نهج المقاومة ، أضيفي إلى ذلك أن المسئول عن الانقسام في الأساس هي فتح التي أرادت أن تنقلب عسكريا على نتائج الانتخابات ،ولو افترضنا الآن أن فتح وحماس التقتا وتصالحتا هل فتح وقتها ستغير برنامجها وتقوم بتبني برنامج المقاومة ؟! الإجابة لا، لأن برنامج فتح الذي نسمعه من أبو مازن "مش مستعد أن يقذف بحجر على الإسرائيليين". 

 

 بغض النظر عن المتسبب في الانقسام ، كأمر واقع الآن لا يتحدث الناس عن المخطئ وإنما يتحدثون عن النتيجة لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأقصى؛ فأي مشروع بديل يمكنكم طرحه للخروج من دائرة الوساطات العقيمة التي لم تسفر عن شيء خلال 3 سنوات؟ 
لا يوجد بديل عن إعادة المصالحة والقبول بنتائج الانتخابات ، المشكلة تتلخص في التحريض الأمريكي لحركة فتح على أن لا تقبل بنتائج الانتخابات وحرضت الدول العربية فأقامت علينا حصاراً وكانت النتيجة أن أمريكا انهزمت في تحقيق أهدافها وفتح أيضا خسرت ،وبالتالي من المفترض أن يستفيد الجميع من هذا الدرس ويعودوا إلى رشدهم ويتخلوا عن رغبتهم في تكريس الواقع الذي نعيشه الآن.

 

إذن ما الجديد في ملف المصالحة ؟ وماذا عن زيارة وزير الخارجية التركي أوغلو لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل في دمشق ، ما الذي أسفرت عنه هذه الزيارة وهل جاءت في سياق البحث عن بديل للقاهرة في ملف المصالحة و كسر الحصار ؟ 
لا بد هنا أن أوضح أمرا هاما ، لعبة إمّا أو هذه لا نلعبها ،إما القاهرة أو أنقرة هذه لعبة لا نلعبها أبدا ، فنحن نريد أن نجمع كل الدول العربية والإسلامية لنصرتنا ، أيضا الدول الأوروبية لو أمكننا ذلك ،وبالتالي تأتي هذه الزيارة في إطار الاستفادة من تركيا في مساعدة الشعب الفلسطيني خاصة أن تركيا قدمت دماء 9 أو أكثر من أبنائها في سبيل وصول إلى كسر الحصار وبالتالي القضية ليست محاور جديدة ولكن هي كيفية الاستفادة من كافة الطاقات العربية والإسلامية .
أما عن أهم القضايا التي تضمنتها الزيارة، فكما تعلمين هنالك قضايا معلقة كثيرة ،يعني قضية استمرار السفن هذه قضية نحن نحث عليها وتركيا على استعداد لمواصلة هذا الجهد ، قضية تقديم مساعدات للجرحى الفلسطينيين وتقديم مساعدات على مستوى الإدارات الصحية والتعليم والزراعة والصناعة وغيرها ، أيضا الضغط على الجانب "الإسرائيلي" لاستكمال لجان التحقيق المتعلقة بالجرائم "الإسرائيلية" ليس فقط على الشعب الفلسطيني ولكن أيضا على الأتراك في قضية السفن ، جميع هذه القضايا وغيرها تم مناقشتها والاتفاق على نقاط هامة بشأن بعض منها .

 

عودة إلى الشأن الداخلي ...أطلقتم الحملة الوطنية لمكافحة التخابر والتي أعلنتم من خلالها فتح باب التوبة للعملاء ؟ في رأيكم ما مدى تأثير العملاء على الوضع الميداني ؟ وما هي نتائج الحملة ؟ 
لله الحمد كانت الحملة ناجحة ، فكثير من العملاء قاموا بتسليم أنفسهم وبعضهم تم إعادة تأهيله والبعض الآخر وضع أمام القضاء، الأهم من هذا هو المرحلة الثانية من الحملة والتي أرى أنها آتت ثماراً أكثر من المرحلة الأولى، لأن العميل الذي رفض أن يسلم نفسه ولدينا معلومات عنه يتم الآن متابعته، وبعضهم تم اعتقاله والبعض يواجه محاكمات ، كما أننا تمكنا من تحقيق إنجازات على مستوىً عالٍ ضد جهاز الموساد "الإسرائيلي" في كشف وسائل استخباراته المتطورة التي حاول أن تلقي بها في قطاع غزة.
أما عن تأثير العملاء على الوضع الميداني ، أرى أن وضعهم الآن في تدهور مستمر ، ففي السابق كانت لهم رعاية بسبب انتمائهم لبعض التنظيمات وبالتالي يركن العميل إلى الحماية التي يوفرها التنظيم لأبنائه ، أيضا السلطة السابقة كانت لا تتابع أبدا موضوع العملاء وتعتبرهم جزء من اتفاقية أوسلو ، لكن الآن بسبب تناقص العدد والنجاحات التي تم تحقيقها في مجال متابعة هؤلاء الناس يلجأ العملاء إلى تشكيل مجموعات صغيرة تتواصل عبر الاتصالات اللاسلكية أو الهاتفية ، وبالتالي يتم أيضا اكتشافها للوصول إلى المعلومة ، هناك حرب حقيقية بيننا وبينهم على مستوى الشارع ، لكن نستطيع أن نقول هناك انحسار في قدرة العملاء وقدرة الجانب "الإسرائيلي" على تحقيق أهدافه في غزة.

 

بمناسبة الحديث عن العملاء .. أثارت قضية اغتيال المبحوح تساؤلات حول مدى اختراق الحركة..ما تعليقكم ؟
قضية الشهيد المبحوح عليه رحمة الله أنا لا أرى أنها قضية اختراق ، رجل خرج من مطار سوريا ثم نزل في مطار دبي أمام الجميع بشكل واضح وظاهر للجميع ، وكما تعلمين المطارات ليس عليها قيود ولا حدود وبها حركة كبيرة ، فأين الاختراق في هذا الموضوع !، وبالتالي أقول لمن يتمنى أن يكون هناك اختراق نحن بيننا وبين "إسرائيل" حرب حقيقية ولا ندعي أننا ملائكة تستطيع أن تدرك أو أن تمنع اختراقات "إسرائيل" ، بأجهزتها وتصنتها ومراقبتها وتعاون الكثيرين معها، لكن هناك فرق كبير بين أن تكون الاختراقات على مستوى القيادة كما يحدث الآن في لبنان على سبيل المثال وبين أن يقوم الموساد بمتابعة شخص يقرأ اسمه على قائمة المسافرين من مكان والقادمين إلى مكان آخر ثم ينفذ عملية اغتيال

 

وماذا عن الوضع الأمني في غزة ... ولماذا تم حظر صحف " رام الله " هل يأتي هذا في سياق المعاملة بالمثل ؟!
بشهادة الجميع بما فيها شهادة الأجانب الذين زاروا غزة أن الوضع الأمني في غزة أفضل بكثير جدا مما كان عليه سابقا ، أما عن حظر صحف رام الله ، فهي ترتكب مخالفات مهنية وطالما أن قيادتها موجودة هناك ولا يمكن محاكمتها هناك فقد أصبح من الأفضل منعها ، ومن لا يقتنع بذلك عليه بمشاهدة تلفزيون فلسطين التابع أيضا لسلطة رام الله ليجد حجم الأكاذيب والتضليل والافتراءات التي لا حصر لها ، فنحن لا يمكننا أن نعطي فرصة لصحف تقوم بنشر أكاذيب وافتراءات ثم بعد ذلك نضطر للدخول معها في مواجهات !، فإذا أضفنا إلى ذلك ما تقوم به سلطة رام الله من اعتقال وتنكيل بجميع المراسلين والصحفيين الذين ينشرون في غزة يتضح لنا أن القضية ليست بالمثل ولكن القضية منع الفساد ونشر الأكاذيب التي لا قيمة لها.

 

أعلن رئيس الوزراء السيد إسماعيل هنية عن عام 2010 عاما للأسرى .. ما الجديد في ملف الأسرى خاصة بعد تطبيق قانون شاليط ؟
وضع الأسرى لن يكون غريبا فهذا القانون مطبق منذ أكثر من 30 أو 40 عاما والمواجهات التي تحدث بين الأسرى والسجون والإضرابات التي وصلت لحد استشهاد بعض الأسرى وقتل البعض داخل السجون ليست جديدة ، وبالتالي فالأمر ليس له علاقة بقانون شاليط ولكن له علاقة بالطبيعة "الإسرائيلية" في تعاملها مع الأسرى . فالمعركة قائمة والعزل قائم ومنع الزيارات قائم ومنع " الكانتين " قائم وكثرة تحركات السجين من مكان إلي مكان قائم ، ورغم كل ذلك أؤكد أن إرادة الأسرى هي الأقوى وأنهم استطاعوا بصبرهم أن يفشلوا كل مشاريع العدو.
أيضا نحن من جانبنا نرعى أسر الأسرى والشهداء كما أننا نلجأ إلى محاكم وإلى جهات الدولية ومنظمات حقوق إنسان نتحدث معها في هذا الموضوع

 

وماذا عن صفقة التبادل، لماذا تراجعت؟
هذا الملف مغلق الآن ليس به أي تحركات إلا أن الجانب "الإسرائيلي" نتيجة الضغوط الاجتماعية عليه يحاول أن يصدِّر مجموعة من الأكاذيب تلمح إلى أن هناك تحركات ووساطات لتنشيط الصفقة ولكن الواقع أنه ليس هناك أي جديد في هذا الميدان، والسبب في ذلك يعود إلى الغطرسة الصهيونية.

 

منذ قرابة شهرين زار وفد من حركة الجهاد الإسلامي مصر لبحث ملف معتقلي الحركة في السجون المصرية وتلا ذلك الإفراج عن عدد من المعتقلين ، كيف تقرأ ذلك (هل يأتي في سياق محاولة مصر كسب تأييد الجهاد في ملف المصالحة أو على الأقل تحييدها) وكيف أثر ذلك على علاقتكم بحركة الجهاد ؟
على أية حال هي خطوة ايجابية نحن لا نتمنى أن يكون هناك إنسان فلسطيني واحد معتقل من أي فصيل خصوصا فصائل المقاومة في أي بلد عربي، ونحن نؤيد هذه الخطوة، ولكن نحن لا ندخل في نوايا الناس ولا أعتقد أنه من الحكمة أن نتحدث عن نوايا طالما نتكلم عن السياسة. فهل مصر تريد أن تحيد أو تكسب حركة الجهاد في هذا الموضوع، هذه قضية نوايا تُسْأل عنها مصر، أما نحن فنرى أنها خطوة ايجابية ونتمنى أن يتم إطلاق سراح كل المعتقلين من كل الفصائل الفلسطينية في كل الأماكن العربية، أما عن تأثيرها على علاقتنا بحركة الجهاد ، فعلى العكس نحن علاقتنا بحركة الجهاد تتعزز يوما بعد يوم على المستويات المختلفة في أرض الواقع.

 

وماذا عن الوضع المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية ؟
على ما يبدو أننا بصدد تحرك في هذا المجال، فهناك الآن دعوات لبعض أسر المعتقلين للسماح لهم بزيارة ذويهم وهذه خطوة مهمة نتمنى أن تصل إلى نهايتها بأن يتم إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين. 

تحدث قانونيون عن إمكانية الإيعاز لفرنسا للمطالبة بشاليط ومحاكمته كمرتزق، مما يدفع الكيان الصهيوني إلى اللهث وراء إتمام الصفقة ، وتحدث آخرون عن إمكانية رفع دعوى في أي محكمة أوروبية لإجبار سلطات الكيان بتنفيذ قرار الأمم المتحدة 242 الذي يجبرهم على العودة لحدود 67 ، لماذا لا تستغل حكومتكم هذه الفرص للاستفادة من القانون خاصة بعد ما رأينا من إمكانية ملاحقة قادة الكيان كمجرمي حرب؟
على العكس تماما! نحن الآن نستغل القانون استغلالا حقيقيا في جميع الأحداث سواء كان في تقرير جولدستون أو لتقارير التي تصدر دوليا حول اعتداءات "إسرائيل" على سفن أسطول الحرية، بالتالي هناك قضايا جاهزة وموثقة قانونيا في أكثر من موقع وأكثر من محكمة في أوروبا لمتابعة هؤلاء الناس ، وفي اعتقادي أن الجانب "الإسرائيلي" سيعاني مستقبلا جدا في موضوع المحاكمات خاصة بعد ظهور نتائج تحقيقات أسطول الحرية التي باتت وشيكة ،ولذلك من يقول بأننا قصرنا في هذا الموضوع فسيكون مخطئ ، فنحن استفدنا كثيرا من خبرات رجال القانون في هذا المجال . 

 

 بعد مرور عام ونصف على الحرب..ما مصير إعادة الإعمار؟
حتى الآن لا يُسمح بدخول أسمنت أو حديد أو أي من مواد البناء اللازمة لإعادة الترميم والإعمار ، وبالتالي أقول أن الاحتلال الصهيوني نجح في خداع العالم الغربي بالحديث عن تخفيف الحصار فأدخل المايونيز وأربطة الأحذية والملابس وبقي الحديد والأسمنت وغيره من مواد التعمير ضمن قائمة الممنوعات.

 

في ظل هذا الوضع كيف ترى ما قامت به الحكومة منذ قرابة شهرين عندما أزالت منازل بعض المواطنين بحجة أنها غير مرخصة وأنها أقيمت على أراضٍ خاصة بالدولة؟
هذه ليست منازل هذه "عشش وأكشاك " ربما كان هناك منزل واحد فقط أو اثنان ولكن هذه عشش وأكشاك وضعت على أرض المغتصبات التي كانت للصهاينة , والآن يتم تشجير وإعادة تأهيل هذه الأراضي على سبيل المثال تمت زراعة 25 ألف نخلة من واقع 50 ألف نخلة في محاولة لتحقيق اكتفاء ذاتي ، أيضا أنتجنا هذا العام 28 مليون طن بطيخ واستغنينا عن استيراد العديد من الأصناف من الجانب "الإسرائيلي" باستغلالنا لهذه الأراضي، وبالتالي هذه الأراضي خصص جزء منها للزراعة وآخر للمباني تعود ملكيتها لجمعيات خيرية لأغراض عامة ضمن اتفاقيات أُبْرِمت بين الحكومة و بين هذه الجمعيات، فعندما يأتي أحدهم ويقيم سور حول جزء من هذه الأرض ويبيعها فنحن لا يمكننا السكوت على ذلك وإلا أصبحنا نشجع سرقة الأراضي التي هي في الأصل ملك عام ومتنفس حقيقي لتحقيق استقلال اقتصادي عن الجانب "الإسرائيلي".

 

وأخيرا ما هي توقعاتكم لأسطول الحرية القادم وكيف هي استعداداتكم لاستقباله؟
ليس أسطول الحرية فقط لكن هناك عدد كبير من الرغبات التي تأتينا تريد أن تصل إلى غزة واعتقد أن الموضوع مستمر وبالمناسبة يدخل الآن يوميا علينا وفود من مشارق الأرض ومغاربها فقد دخل ماليزيون وموريتانيون وممثلون عن البرلمان العربي وآخرون من اندونيسيا وآخرون من الدول العربية و بالتالي هذه الوفود مستمرة ونحن على استعداد دائم لاستقبال هذه الحملات.