بعد ضغوط فيما يبدو من جهات غربية مسيحية، أعلن مسؤولون في الحكومة الباكستانية، عن عزمها مراجعة قانون "التجديف"، والذي يُجرم الإساءة إلى الإسلام أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، لحماية من وصفتهم بالأبرياء من أن يقعوا ضحايا لذلك القانون.
وقد حكمت محكمة باكستانية مؤخرا على مسيحية بالإعدام بتهمة الإساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومنعت الرئيس آصف علي زرداري من إصدار عفو عنها.
وقال وزير شؤون الأقليات بالحكومة الاتحادية، شاهباز باتي، إن الحكومة سوف تقوم بتشكيل لجنة من العلماء لمراجعة القانون، على أن تضع هذه اللجنة مجموعة من الاقتراحات والإجراءات، ليتم إقرارها بصورة عملية، في وقت لاحق، لتجنب إساءة استخدام القانون.
وأضاف الوزير الباكستاني، في تصريحات نشرت اليوم الجمعة: "بعد تشكيل اللجنة، سوف نجد طريقة ما، سواء من خلال إصدار تشريع جديد، أو وضع ضوابط إضافية، تقضي في النهاية بوقف العمل بقانون التجديف."
وبشأن إمكانية إصدار الرئيس زرداري قراراً بالعفو الرئاسي عن المرأة المسيحية، آسيا بيبي، التي تواجه حكماً بالإعدام بعد محاكمتها بموجب قانون "التجديف"، قال باتي إن الرئيس ما زال يبحث عن مخرج قانوني، بعدما منعته المحكمة العليا، في وقت سابق، من إصدار قرار بالعفو عنها.
وكانت بيبي قد وقعت التماساً لطلب "العفو الرئاسي"، وسلمته لحاكم ولاية "البنجاب"، سلمان تاسر، في وقت سابق من الشهر الماضي، أثناء قيامه بزيارتها في السجن المحتجزة به منذ ما يقرب من 15 شهراً، وأكد أنه سيقوم بتقديم طلب الالتماس إلى الرئيس زرداري.
وقال تاسر، في تصريحات سابقة " أريد أن أبعث برسالة قوية مفادها أننا هنا من أجل حماية الأقليات"، وتابع قائلاً: "إننا لا نسعى بأي شكل لأن يكونوا هم المستهدفين بمثل هذا النوع من القوانين."
وفي وقت مبكر من نوفمبر الجاري أصدرت محكمة باكستانية حكماً بإعدام بيبي، بعد إدانتها بـ"الإساءة إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في القرآن"، بينما كانت تعمل مع عدد من النساء المسلمات في حقل بإحدى القرى القريبة من مدينة "لاهور" بولاية "البنجاب"، وسط باكستان.
وتدخل بابا الفاتيكان، بندكتس السادس عشر في القضية حيث طلب من السلطات الباكستانية العمل على إطلاق سراحها، كما أطلق نداءً لأجل المسيحيين الذين زعم أنهم "يعيشون أوضاعاً صعبة" في الدولة الإسلامية. كما مارست عدة جهات غربية ضغوطا بهذا الشأن على الحكومة الباكستانية.
وفي وقت سابق أعلن المسيحيون في باكستان عن نيتهم تنظيم مسيرة خلال الاحتفالات بما يسمى ب"عيد الميلاد" للمطالبة بإلغاء قانون التجديف وحثوا السلطات الباكستانية على إطلاق سراح آسيا بيبي.
وقوبل إعلان المسيحيين عن تنظيم مبادرة الاحتجاج بنداء أطلقته منظمات إسلامية داعية أنصارها إلى التظاهر دفاعا عن قانون التجديف.