أدانت العديد من الجهات الإسلامية داخل وخارج مصر وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية التفجير الذي استهدف كنيسة "القديسين" بمدينة الإسكندرية وأسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة العشرات بينهم مسلمين.
واعتبرت "الدعوة السلفية" في الإسكندرية في بيان رسمي هو الأول من نوعه وصل موقع المسلم ، التفجير "مفتاح شر على البلاد والعباد" يعود بالمفاسد على المجتمع كله، ويفتح الباب لاتهام المسلمين والإسلام نفسه بما هو برئ منه.
وقالت "الدعوة السلفية" في بيانها : إن المنهج الإسلامي الذي تتبناه - والقائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة- يرفض هذه الأساليب التي تخدم فقط أهداف من لا يريدون بمصرنا خيرًا.
ويعد هذا البيان غير المسبوق الرسمي الأول -بحسب الخبير المتخصص بشئون الجماعات السلفية علي عبد العال- في تاريخ الدعوة السلفية تقريبا، حملها عليه ـ على ما يبدو ـ كون الإسكندرية دائما ما توصف إعلاميا بأنها معقل السلفية في مصر، وهي المدينة التي شهدت تفجيرا دمويا لم تشهد المدن المصرية مثيله منذ عقود، باستثناء تفجيرات سيناء التي استهدفت مواقع سياحية.
من جهة أخرى، أدان السلفيون "المطالبات بالتدخل الخارجي في شئون البلاد"، في إشارة منهم إلى بعض أصوات المهجر التي نادت بتدخل قوى خارجية كأمريكا وإسرائيل لحماية الأقباط في مصر. كما أدان البيان "اتخاذ هذا الحادث مبررًا للاعتداء على المسلمين في أنفسهم أو أموالهم أو مساجدهم".
كما أدانت جماعة الإخوان المسلمين حادثة الكنيسة وأكدت استنكارها الشديد لتلك "الجريمة الخطيرة"، ووصفت الجماعة - في بيان لها وصل المسلم أيضا الحادث بـ "الانفجار الاجرامي"، وقالت: إن الإسلام العظيم يؤكد حفظ حرمة الدماء والأموال والأعراض، وحفظ حقوق غير المسلمين، ويعتبر الاعتداء عليهم اعتداء على المسلمين".
واعتبرت جماعة الإخوان المسلمين الحادث تطور نوعي، جاء في سياق مريب يستهدف مع حرمة وأمن الوطن تمزيق نسيجه الاجتماعي والترابط الذي يجمع كل أبناء هذا الوطن على اختلاف أديانهم على مر القرون، وزرع الفتنة في أرجاء البلاد.
ومن جانبها أدانت الجماعة الإسلامية في مصر التفجير وقالت في بيان إن الجماعة التي سبق أن أدانت المواقف السلبية الصادرة من بعض متطرفي الأقباط، إلا أن ذلك لن يكون مبررا لترضي بظلمهم أو البغي عليهم أو استهداف أرواحهم وأماكن عبادتهم، بحسب قولهم.
وأشارت الجماعة خلال بيانها إلى تحذيراتها السابقة من وجود مواقف سلبية بين المسلمين والمسيحيين من شأنها إتاحة الفرصة أمام تنظيم القاعدة لإلهاب حماس بعض الشباب المستاء من هذه المواقف، لتنفيذ أعمال عنف كالذي شهدته الإسكندرية.. متجاوزين بذلك طبقا للبيان، أحكام الشريعة ومصالح الوطن.
على الصعيد ذاته نددت جبهة علماء الأزهر بالتفجير الذي وقع مساء الجمعة، وقالت في بيان وصل المسلم " لقد رُوِّعت جبهة علماء الأزهر مع من رَوِّعوا من الغيارى الصادقين بالحادث الأليم، والاعتداء الأثيم الذي فاق ضحاياه من النصارى والمسلمين أكثر من عشرين قتيلا كما أصيب فيه أكثر من سبع وتسعين جريحا على ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية وغيرها من جراء تفجير سيارة مفخخة أمام كنسية ( القديسين) بمدينة الإسكندرية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط".
وأضاف البيان أن جبهة علماء الأزهر إذ تعلن إنكارها وتسجل تأثيمها لهذه الفعلة النكراء التي استهدفت أمن الأمة وشرفها فإنها تعتبر في ذات الوقت تلك الجريمة اعتداء كذلك يقع عليها وعلى دينها يستوجب الاستنفار له خاصة إذا تذرع المجرمون فيه بالدين وتستروا به".
وتابع البيان " وما ضاعف في شناعة تلك الجريمة أن تأتي هذه الجريمة على تلك الصورة كما أتت أخت لها من قبل في يوم هو يوم عيد استبيحت فيه الدماء المعصومة على رغم ما أوجبه الشارع الحنيف على الأمة من ضرورة تأمين أهله – أهل ذمته - على أعيادهم مثل تأمينهم على حياتهم وأموالهم . فتلك عقيدتنا التي ندين بها أمام الله فيما يتعلق بإخواننا من أهل الذمة أهل الكتاب " وليس بخاف ما تعنيه هذه العبارة " أهل الذمة " فهي تعني أنهم في ذمة الله تعالى الذي لم يشأ جل جلاله أن يكل أمر تقديرها إلى غيره".
وناشدت جبهة علماء الأزهر المجتمع المصري مسلميهم ومسيحيهم تغليب العقل في تلك النازلة وفي غيرها وترجيح المصلحة الوطنية؛ إذ لا يخفى على أحد أن مثل هذه الأحداث وراءها جهات تقصد ضرب الأمن في المجتمع المصري، وتأجيج نيران الفتنة بين المسلمين وإخوانهم من أهل الكتاب حتى تكون مصر مطعما سائغا للصهاينة وأزلامهم ،وما يحدث في مصر وفي غيرها من بلاد العروبة والإسلام ما هو إلا جزء من المؤامرة التي تحاك وأحيكت للعراق والسودان، والصومال وأفغانستان ، ومصر عندهم على الجرار".
وأضاف "أن الجبهة بهذه المناسبة تشيد بموقف الجامع الأزهر الشريف الذي أدان الحادث في حينه وأعلن أنه من فعل أياد خبيثة تخطط من خارج مصر لضرب وحدتها وتشتيت جماعتها".
وفي وقت سابق أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الحادث الإجرامى الذى تعرضت له كنيسة القديسين عمل آثم محرم شرعا لأن الإسلام أوجب على المسلمين حماية الكنائس كما يحمون المساجد ، واصفا ذلك العمل بانه آثم ولا يصدر من مسلم يعرف دينه.
وأكد الطيب فى بيان له أن هذا الحادث الإجرامى بالإسكندرية يأتى تنفيذا لمخططات خبيثة تعمل على زعزعة الاستقرار والأمن وإثارة الفتنة الطائفية فى المنطقة كلها.
ومن خارج مصر نددت حركة حماس بالتفجير الذي لقى إدانات مماثلة من دول عربية وغربية، وقالت حماس في بيان وصل المسلم " إننا في حركة حماس ندين هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف حياة المواطنين الآمنين من المسيحيين في الإسكندرية، ونعدّه جريمة بشعة تهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب المصري.
كما أدان "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، بشدة التفجير معتبرا أنه عمل يتنافي مع تعاليم الإسلام .