11 ربيع الأول 1432

السؤال

إخواني رئيس وأعضاء لجنة الفتوى عندنا بقرى الريف الأردني وأخص بالذكر بلدي ( خرجا ) أنهم باستمرار يقرؤون سيرة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على النحو التالي:
(أ) يجتمع ثلة من الرجال وأحيانا يكون بينهم بعض النسوة ويتلون قصة المولد الشريف ويوجد بالقصة كلمات مثل: من كان اسمه محمد يناديه مناد يوم القيامة من قبل الله قم ادخل الجنة كرامة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، منها: من صلى على محمد صلى الله عليه وسلم ألف مرة حرم الله جسده على النار، منها: لما تزوج عبد الله والد محمد صلى الله عليه وسلم بآمنة مات بمكة مائة امرأة؛ لأنهن لم يتزوجن عبد الله منها: لما يصل المقرئ إلى ذكر ولادة أمه تقوم المجموعة وقوفا، ويكون المولد تلاوة احتراما لمحمد صلى الله عليه وسلم، ويوجد أكثر من ذلك وأبلغ في مولد يسمى: مولد العروي .
(ب) يضعون كمية من الشعير وسط الجلسة ويأتون ببخور ويحرقونه وبعد التلاوة كل فرد يأخذ قليلا من الشعير باعتبار أنه قرئ عليه مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يعتبر علاجا لأي مرض مثلا.
(ج) تقوم ببعض الموالد النساء بالزغاريد بباب الغرفة التي يتلى بها المولد وأمام الرجال سرورا بالتلاوة، ولا أحد ينكر ذلك، وإنما يوافقون على ذلك وأنا بدوري أنكر ذلك ولا أقره، كما سمعت من فتواكم أكثر من مرة بالإذاعة لكنهم لم يسمعوا مني؟

أجاب عنها:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
فأولا: قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كلها لمعرفة ما كان عليه من النسك والعبادة قولا وعملا، وما كان عليه من الأخلاق الكريمة مشروعة مرغوب فيها، وتخصيص قصة المولد بالقراءة والاجتماع لذلك والمداومة عليه، وتخصيص أوقات لقراءته كل ذلك بدعة ممقوتة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا القرون الأولى التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم لها بأنها خير القرون، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (البخاري (2550)) ، وقال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (البخاري (2550)) . وما ذكرت أنه في قصة الموالد التي تقرأ عندكم من الجزاء الأخروي وموت مائة امرأة بمكة حينما تزوج عبد الله بآمنة ؛ لأنهن لم يتزوجنه لم يثبت تاريخيا ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو ثبت تاريخيا لم تقم به حجة على شرعية الاحتفال بالمولد النبوي.
ثانيا: وضع كمية من الشعير أو غيره وسط الجلسة والتبخير والتحريق وتوزيع ما ذكر رجاء بركته؛ لتلاوة المولد عليه والاستشفاء به، والاعتقاد في بركتها بدعة منكرة وفساد في العقيدة.
ثالثا: إعلان النساء سرورهن بالزغاريد عند تلاوة المولد واختلاطهن بالرجال من المنكرات والفتن التي قد تفضي إلى الفاحشة والعياذ بالله.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.